علي الرغم من التعليمات الصادرة من الحكومة والمحافظة بعودة المظهر الحضاري للعاصمة وتخفيف حدة الزحام الذي شل أركانها بسبب سرطان الباعة الجائلين ومع تخصيص أماكن بديلة بمنطقة وابور الثلج لنقل الباعة والتي تمتاز بتوفير المرافق وقربها من وسط البلد إلا أنهم يرفضون الانتقال بدعوي ابتعادها عن وسط المدينة وحرمانهم من القوة الشرائية المرتفعة التي تتمتع بها المنطقة وشوارع البلد خاصة وأن المحافظة ستدير السوق البديل دون تمليك الوحدات لشاغليها. في البداية يقول كرم محمد بائع متجول إن قرار الحكومة الخاص بنقل الباعة لمنطقة وابور الثلج غير صائب ويتعارض مع مصالحنا فقد اعتدنا علي توافد المارة علينا بشوارع وسط المدينة وقد تقدمنا باقتراح لمحافظ القاهرة لطرح نماذج حضارية لأكشاك تحافظ علي المظهر وتساهم في تيسير حركة المارة والسيارات إلا أن الاقتراح قوبل بالرفض دون إبداء أسباب أو طرح بديل يناسبنا. ويضيف عبدالله محمد بائع ملابس أن تجارته مصدر رزقه الوحيد للإنفاق علي أسرته وعلاج والدته المريضة وإن ارادت الحكومة نقلهم فلابد من إيجاد مكان حيوي يمكن من خلاله الحصول علي قوت يومه. أما أبانوب عطا الله بائع ميداليات فيطالب بالإبقاء عليهم داخل ميدان رمسيس لما له من طبيعة خاصة حيث يتوافد عليه يومياً الآلاف من المارة بما يعني مكاسب مرتفعة نتيجة لحركة البيع والشراء. ويشير إسلام إبراهيم بائع إلي أن الحكومة تفتقد الرؤية في اختيار المكان البديل فمنطقة وابور الثلج بغمرة يسيطر عليها بلطجية عزبة أبوحشيش الذين بضائعهم من الخردة والمسروقات ولن يسمحوا لغيرهم بالبيع أو الشراء في نفس المكان. أما محمد حسين علي بائع فيقول: اذا أصرت الحكومة علي موقفها وقامت بطردنا وإغلاق مصدر رزقنا الوحيد ستفتح بذلك الطريق لانحراف عدد كبير لمساهمتها في رفع نسبة البطالة بين الشباب. ويشير عبدالحميد السيد بائع إلي أن معظم من يعملون بتلك المهنة حالياً من حملة المؤهلات المتوسطة والعليا دفعتهم ظروف البطالة لتوفير مصدر للدخل بأنفسهم لمواجهة أعباء الحياة. ويبدي وليد مجدي بائع اعتراضه علي اختيار منطقة وابور الثلج بدلاً من وسط البلد لحرمان الباعة الجائلين من القوة الشرائية الكبيرة.. علي الجانب الآخر يشير سيد الحبشي "محام": إلي أن مكان تمركز الباعة الجائلين وسط المدينة مشكلة كبري ويجب أن تتحلي الحكومة بنوع من الحكمة في معالجتها حيث يعمل الآلاف بتلك المهنة وبالتالي فهي مصدر الرزق الوحيد لآلاف الأسر لكن الأمر لا يمكن أن يستمر هكذا ويضيف أنه شاهد نماذج لأكشاك قامت نقابة الباعة الجائلين بوضعها حول سور مسجد الفتح بشكل جمالي يمكن دراسة الوضع فضلاً عن توافر عدة أماكن بديلة بنفس المنطقة أسفل كوبري الليمون علي أن يتم تأجيرها نظير مبلغ شهري يتم تحصيله من كل بائع مع تقنين أوضاعهم بتحصيل فواتير كهرباء وضرائب وتأمينات اجتماعية وبالتالي تتحقق المنفعة للطرفين. طارق فؤاد نائب رئيس نقابة الباعة الجائلين أعلن رفضه التام لفكرة النقل لمنطقة وابور الثلج إلا في حالة قيام المحافظة ببناء سوق حضاري متعدد الطوابق يخصص فيه لكل بائع وحدة مستقلة وعند تحقيق ذلك يحق للمحافظة اتخاذ قرارات صارمة ضد من يمتنع عن تنفيذ النقل أما في حالة الاكتفاء بتحديد المواقع المخصصة للباعة بمجرد علامات وخطوط علي الأرض فسيؤدي ذلك لنوع من الفوضي وسيكون دافعاً للمشاحنات اليومية التي تهدد بكوارث. علي الجانب الآخر يقف المواطنون رافضين للظاهرة كما يقول محمد أبوالسعود محام -مرجعاً السبب للغياب الأمني وأنه لابد من استعادة الأمن بكل قوة والضرب بيد من حديد علي كل من يريد ضياع هيبة الدولة وأن يطبق القانون علي الجميع. يضيف أشرف أبوبكر موظف بشركة المقاولون العرب - أن قرار رئيس الوزراء بنقلهم صائب ولكنه تأآخر كثيراً لأن وجودهم في وسط البلد وميدان رمسيس يشكل أزمة نتيجة لاستيلائهم علي الأرصفة فلم يعد هناك مكان للسير فيه. وتضيف مروة مجدي مدرسة لغة فرنسية أن السيدات والفتيات يتعرضن لمضايقات وتحرض في وسط البلد نتيجة الزحام والتكدس ووجود هؤلاء الباعة وهو منظر غير حضاري بنا. يتفق معها محمد كمال موظف بوزارة الصحة قائلاً: وجودهم أمر مرفوض ويجب القضاء علي هذه الظاهرة سواء بإيجاد اماكن بديلة لهم أو عمل مشروعات صغيرة وإشراكهم فيها حتي تكون مصدر دخل ثابت لهم. يقول محمد الهادي محام -: أسكن بالقرب من ميدان رمسيس وأعاني الآمرين يومياً في الذهاب والإياب وقمت بالتحدث لمجموعة من اصدقائي في شرطة المرافق لحي الأزبكية حتي يقوموا بدورهم في رفع الإشغالات التي تحتل الميدان ولكنهم اكدوا ضرورة وجود قرار من سلطة عليا حتي يتم إخلاء الميدان من الباعة لذلك أقدم الشكر لرئيس الوزراء علي هذا القرار وأطالبة بأن يفعل ولا يظل حبراً علي ورق. ميدان الفوضي تقول هدي عباس طالبة بحقوق القاهرة-: ميدان رمسيس يطلق عليه حالياً ميدان الفوضي نظراً لما يضمه من باعة ومتسولين وخارجين عن القانون لذا لابد من استعادة الميدان من هؤلاء واعادة تنسيقه حتي يعود له المنظر الجمالي. تضيف نجاح عبدالمنعم ممرضة -: الباعة انتشروا في جميع الشوارع الرئيسية والميادين العامة لغياب الأحياء وتنصلهم من أداء عملهم فلابد من عودة الدولة لما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير بدلاً من سيادة البلطجة. يقول اللواء ياسين عبدالباري رئيس حي غرب القاهرة إنه تم تجهيز أرض وابور الثلج وتخطيطها تمهيداً لنقل الباعة الجائلين من ميدان رمسيس ووسط البلد علي أن يخصص مكان محدد لكل بائع علي الأرض وفي حالة نجاح التجربة سوف نستكمل المشروع بينما الباعة يرفضون النقل ويطالبون ببناء مركز تجاري من عدة طوابق مما سيكلف المحافظة أكثر من 200 مليون جنيه لأن هذه الأرض المخصصة سوف تقوم المحافظة بشرائها وتنزع ملكيتها من أصحابها وسوف تستغرق عملية البناء ما بين 6 أشهر إلي عام.