هذا السؤال ذكرني بقصة قديمة طريفة عند زيارة كلاي لمصر لتتويج صالح سليم.. علي فكرة.. عندما فاز اللاعب المؤدب الخجول طه اسماعيل بقلب "لاعب الموسم" فوجئنا بحكاية لم تخطر لنا علي بال.. السفارة الأمريكية اتصلت بي واتضح ان باترسون الذي أصبح "بطل العالم" بعد اعتزال كلاي يريد زيارة مصر!!! علي غرار زيارة كلاي لمصر التي كانت مادة اعلامية في صحف العالم خاصة صور كلاي مع جمال عبدالناصر!! وكان ردي علي السفارة الأمريكية ان مصر ترحب بالأخ باترسون وسنتفق علي الموعد لكي يقوم بتتويج طه اسماعيل!!!.. وقد كان... أعود إلي السؤال.. كم تكلفت زيارة كلاي الذي حضر إلي مصر ومعه كل مرافقيه الذين كانوا معه في لندن وهم حوالي عشرة أشخاص غير بعض أفراد أسرة كلاي... *** كان المرحوم مصطفي البحيري هو المرافق لكلاي طوال الزيارة.. وقبل موعد سفر كلاي ب 36 ساعة.. قال مدير بفندق هيلتون للبحيري: لم يتصل بنا أحد من "الجمهورية" لقفل فاتورة كلاي!!! داخ مصطفي البحيري بعد أن سمع ما قاله مدير الفندق.. اصابته دوخة ودوار في رأسه.. "قفل" فاتورة.. معناها "قفل الجريدة" لا الفاتورة.. وتري ما هو مقابل عدة حجرات وجناحين.. مليئة "بالوحوش" يأكلون ويشربون ويترددون علي الملهي الليلي في آخر دور بالفندق!!!.. ميزانية الجمهورية لمدة سنة قد لا تكفي!!! *** في المساء جاءني مصطفي لكي نفكر في الموضوع.. سفارة مصر في لندن تحملت تذاكر السفر من لندن إلي القاهرة والعكس.. ولكن ماذا عن فاتورة هيلتون.. وكان أيامها هو الفندق السوبر الوحيد.. اتصلت تليفونيا بالمرحوم صلاح الشاهد واستأذنت في زيارة خاطفة في هذا الوقت المتأخر فرحب بنا.. تحسسنا طريقنا في الظلام لنصل إلي عمارة ضخمة في الجيزة تطل علي النيل.. وفي أول دور استقبلنا المرحوم صلاح الشاهد بوجه بشوش.. وما أن دخلنا الصالون حتي وجدنا علي الحائط ثلاث صور كبيرة ملونة بنفس الحجم.. صورة للملك فاروق بجوارها صورة لمحمد نجيب بجوارها صورة لجمال عبدالناصر.. وتحت الصور الأريكة "الكنبة" الرئيسية للصالون.. قال لنا صلاح الشاهد ان جمال عبدالناصر عندما جاء ليكون أحد شهود عقد زواج قريبي الدكتور أحمد طلعت جراح في مستشفي المعادي علي كبري بناته فوجيء مثلكم تماما بالصور الثلاث فتوقف لحظة فقلت له: حبي وإخلاصي لهذا الرجل.. وأشرت إلي صورة الملك هو الذي أبقاني لأخدم هذا "صورة نجيب" بنفس الحب والاخلاص.. ولذلك استمررت مع هذا "صورة عبدالناصر" ربما بحب أكثر وإخلاص متفان.. ضحك عبدالناصر وجلس علي الأريكة بجوار المأذون وكنت قد أرسلت لصلاح الشاهد ليون مصور الجمهورية الذي وجد من يهمس في أذنه بأن صور عبدالناصر لا تظهر فيها أية صورة من صور الحائط.. وقد كان. قلت لصلاح الشاهد بطريقة الهجوم خير دفاع عن ميزانية الجمهورية؟!... قلت له الفندق ينتظر أحدا من السراي لقفل فاتورة كلاي.. وقد كان.. ذكريات!!!