الذكاء المصري في خطر هذا ما تقوله أحدث التقارير الطبية. فقد تراجع بصورة لم يسبق لها مثيل ليحتل المرتبة ال60 علي مستوي العالم تسبقه دول عربية كلبنان والمغرب. يؤكد ذلك د. أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي قائلاً إن الذكاء المصري في انحدار مستمر بسبب الأمراض التي تؤثر علي المخ خاصة بالنسبة للأطفال وهي الأمراض الطفيلية والمعدية والتي تعوق النمو الطبيعي فالطفيليات تؤثر علي عملية امتصاص الطعام والفيتامينات من الأمعاء وكذلك تبطل نمو الخلايا بالجلسم كما تقوم بتوجيه الطاقة إلي جهاز المناعة بدلا من المخ مما يؤثر علي نسبة ذكاء الطفل في سن البلوغ والدراسات تشير إلي أن من أخطر أمراض الطفولة تأثيرا علي نسبة الذكاء لدي الطفل الاسهال وفقر الدم "الأنيميا" بسبب نقص الحديد المسئول عن امداد المخ بالأكسجين اللازم وتصل نسبة الاصابة به في مصر 30% من اجمالي سكانها و70% منهم أطفال. كما تؤدي بعض العادات الغذائية لمنع امتصاص الحديد في الدم كاحتساء الشاي بعد وجبات الطعام. ويشير عكاشة إلي وضع مصر التي احتلت المرتبة الستين في حين احتلت هونج كونج المرتبة الأولي تليها كوريا واليابان والصين وبالنسبة للدول العربية وتأتي لبنان في المرتبة الأولي تليها المغرب. صفاء شلبي وكيل أول وزارة التربية والتعليم سابقا تعلق علي ذلك قائلة إن انخفاض المواهب في المدارس يرجع لعدم وضوح البرامج لاكتشافها واعتماد الوزارة علي اسلوب التلقين الذي يخلق طالباً يفتقد إلي القدرة علي البحث والمعرفة والابتكار بجانب غياب الأنشطة المدرسية بشكلها المطلوب وضعف الامكانات وكذلك ضعف المدرسين المؤهلين لاكتشاف النوابغ والموهوبين واستغلال تلك الثروة البشرية وتنميتها مؤكدة علي ان الموهبة اذا لم تستغل ستنطفئ. مضيفة ان برنامج اكتشاف تلك المواهب لابد أن يتوفر له أدوات رياضية وفنية وموسيقية وكذلك أنشطة مسرحية وموسيقية واعطاء الطالب حرية التنقل بينها حتي يتفاعل مع النشاط التي يميل إليه. سوء التعليم مشكلة ويشير محمد أبو عمود عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لرعاية الموهوبين إلي الدور الذي يلعبه المجتمع المدني في التقاط المواهب وتنمية قدرات المجتمع بشكل عام وان هدف الجمعية هو تنمية قدرات الشباب وبناء قيادات موهوبة لديها مهارة قيادة المجتمع لذلك فهي تركز علي عاملين الأول الاهتمام بالصحة والثاني تنمية قدرات الشباب من خلال الدورات التدريبية في جميع المجالات كالكمبيوتر واللغات والتنمية البشرية وعمل مسابقات في مجالات مختلفة مثل الرسم والكتابة لاكتشاف جميع القدرات والطاقات المختلفة لديهم. وينتقد أبو عمود الدور الذي تقوم به الدول في مساندة تلك الجمعيات الأهلية مؤكدا قيام المركز بمحاولة تحويل أحد فصول المدارس الموجودة بالقرية إلي فصل نموذجي أو تجريبي تنمي فيه قدرات التلاميذ اللغوية والجسمية والتعليمية إلا ان الوزارة عرقلت ذلك البيروقراطية. الذكاء فطري د. لبني الحديدي استاذ التغدية بالمعهد القومي تشير لوجود فروق بين الذكاء والتركيز فالذكاء هو هبة من الله يمنحها للانسان ولا تؤثر فيها اسلوب التغذية اما معدل التركيز ودرجة الانتباه تستأثر بما يتغذي عليه الانسان وتزيد مع الفتيامينات والزنك والماغنسيوم والكالسيوم لأنها تساعد علي زيادة كفاءة الذاكرة والاعتناء بشكل عام بالجسم وتكوينه يكون له الأثر علي المخ بالتبعية فالعقل السليم مرتبط بالجسم السليم. مؤكدة ضرورة الابتعاد عن الوجبات الجاهزة التي تزيد حجم الجسم بشكل غير سليم وزيادة نسبة الكولسترول هو ما يسبب انسداد الشرايين الموصلة للأعضاء وتكون الجلطات ونقص الاكسجين بالمخ وبالتالي تنخفض القدرة علي التفكير والتذكر.. مشيرة إلي أهمية التغذية داخل المنزل خاصة وجبة الافطار وأن تكون متضمنة العسل الأبيض وحبة البركة والخضراوات والقمح "البليلة" لمساهمتها في تنشيط الذاكرة وتغذيتها. الدكتور جمال محمد فرويز استاذ الطب النفسي والصحة النفسية بالأكاديمية الطبية إن نسب الذكاء والبلاهة في العالم متساوية فأغلب الدول تتراوح نسبة الذكاء الخارق فيها 5% والبلاهة 5% أيضا و90% أفراد طبيعيين أما بالنسبة للطفل المصري فذكائه مقبول مشيرا إلي اننا في مصر نكتشف الطفل الذكي بالصدمة فمديرو المدارس يطلبونا بشكل شخصي إذا لاحظوا وجود طفل متميز لديهم لنجري عليه اختبار الذكاء "IQ" لذا يجب أن يتم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لاكتشاف هؤلاء الأطفال والذين يتواجدون بكثرة في الريف المصري. ويستنكر فرويز عدم وجود ادارة لاحتواء الطفل المصري والمحافظة علي ذكائه فهي صناعة كباقي الصناعات والرياضات التي كانت تعتمد في الأصل علي البنية الجسمانية للاعب بغض النظر عن العلم. أما الآن فالاهتمام بأي شيء يكون بالعلم وللأسف التعليم لدينا مصر متدن بشكل ملحوظ. ويؤكد فرويز أن التعليم اختلف كثيرا بعد الدكتور مصطفي كمال حلمي فهو من وجهة نظره آخر رجال التعليم المؤثرين بالايجاب لاعتماده علي المعلمين التربويين المنضبطين بالإضافة لكثرة حشو المناهج التعليمية بما لا ينفع فاعتمدوا علي التلقين دون غيره فقتلوا بذلك كلمة الفهم لدي الأطفال. ويناشد وزارة التعليم بإزالة الحشو من المناهج وأن ننظر لما يحتاجه سوق العمل وعلي أسامة نخرج دفعات ففي اسرائيل مثلا يتخصص الطالب منذ الصغر في شيء محدد يعلم بواطنه فلديهم خبراء زراعيون وفنيون. فالاستثمار وتنمية واستغلال القوي العاملة وتنمية المهارات أصبح أساس اقتصادي تقوم عليه معظم الدول الكبري. ويشير فرويز إلي أن الطفل الخارق يسير في التعليم بشكل مختلف ليدرس بمراحل متقدمة للاستفادة من قدراته ولا نحجمها مثل محمود وائل فهو الآن يدرس علم الحاسب الآلي لتفوقه الذهني فإن سار في التعليم وفقا للمراحل التعليمية العادية نظلمه ونظلم أنفسنا لعدم تنمية قدراته وحصلنا له علي موافقة وزير التعليم وقتها بتخطي تلك المراحل وإلحاقه بالدراسة التي يرغب بها.