لم يعد أحد يهتم بمحاكمة "مبارك" ورجاله أو حتي المشير وهو يدلي بشهادته للمرة الثانية حتي الطائرة الهليوكوبتر التي تنقله خسارة فيها البنزين. ولم يعد أحد يتابع سيناريو وجبات البط في طرة أو يخاف من الهجوم علي سيارات الترحيلات وكأنها بروفة اختطاف الرئيس الشرعي "!!".. حلال عليهم أما نحن فنسيناه. ما يجري في الشوارع لعب عيال وما يحدث في الجامعة قلة أدب فيبدو المشهد بلون قناة الجزيرة. رسالة من الأب أحمد جلال تقول: ابني دخل كلية الهندسة السنة دي.. كل يوم وهو رايح الكلية أودعه بدل ما أفرح بيه. وأقول لنفسي يا تري هيرجع من الكلية واللا لأ.. وكل ما يرجع أشكر ربنا انه رجع بالسلامة وبأبقي فرحان.. عايز أفرح بابني وهو رايح الكلية مش رايح يموت. إذن. ماذا ننتظر حتي نبدأ العودة إلي الحياة؟ ولا ندورفي دوامات تسلل عبارات لها دلالات في ديباجة الدستور وتثير الجدل حول مواد نعرف انها قضاء وقدر وأخطاء في النحو والصرف والإملاء!! ومع ذلك هيا بنا نستفتي ثم ننتخب. فهل يهدأ الحال والبال؟.. ليس بعد. فهل الرئيس قبل مجلس الشعب أو العكس أو ماذا لو أجريت في وقت واحد وبالمرة نوفر كام مليون مصاريف ديمقراطية! وبمناسبة ملايين الجنيهات يتوقف ملايين البسطاء أمام قول رئيس المركزي للمحاسبات وهو محسوب علي الاخوان بأنه يجري تحقيقا في مائة مليون جنيه زيادة في مصروفات الرئاسة أيام مرسي وان الفساد أصبح فوق الركب وان مرتب أحد مديري الأمن ربع مليون جنيه شهريا والفضل للصناديق الخاصة وهو ليس وحده. يقول الدكتور أمين لطفي رئيس جامعة بني سويف: آدي دقني لو حد عرف يدخل الصناديق ضمن الموازنة العامة. ويذكر تقرير منظمة الشفافية الدولية ان ترتيب مصر انخفض في قائمة فساد الدول عما كان أيام مبارك المتهم بالفساد الأكبر! هذا هو "السوس" الذي ينخر ولا أحد يواجهه وربما لا يريد أن يواجهه. حتي بريق برامج التليفزيون خفت ونجومه ترهلوا مهما صرخوا وتشنجوا.. وأخشي أن يصيب "التوك شو" ما أصاب الفوازير التي كانت يوما أفيونة الشعب. فلم يبق منها إلا "فطوطة"! يستضيفون الإرهابيين والمنافقين والنصابين والعيال ومن يقول ان قانون التظاهر سوف يطبق بالجزمة ومن يدعو لقتل الارهابيين قبل المحاكمة والخوف من استبدالهم يوما بالمعارضين أو اليساريين أو الاسلاميين أو الملونين!! نغضب ونلوم الحكام ونطلب الأمان ويزعجنا حادث قتل سائق التاكسي في "سندوب" والتمثيل بجثته والتباهي بجريمة ذبح بدم بارد مع رسائل الفرح يتبادلونها متوعدين الآخرين بنفس المصير. يهرب البعض إلي أفلام زمان أو حريم السلطان أو يغرقون في إعلانات طويلة تشتري منها لحافين بثمن واحد أو حباية بجنيه واحد تبقي راجل تمام.. غاية في الملل والاسفاف تعيدنا أحيانا إلي "التوك شو" نشوف الدنيا فيها ايه.. نراها هباب!! لا داعي لذكر الأسماء وخطب المذيعين العظماء ليس فقط لأنهم كانوا أصدقاء ومازالوا معارف وانما لأن الكل في الهوا سوا من أيام مبارك إلي السيسي عبورا بمرسي. لن يغير الحال حركة التنقلات بين القنوات التليفزيونية أو تعيين الرؤساء في الصحف القومية فهي غالبا عودة إلي "ألدو وشاهين". ولا بأس من المداعبة الجادة حول "صحفي الرئيس" من يكون. الصفة التي صاحب الأستاذ هيكل منذ اصطفاه جمال عبدالناصر ولم نعرف من كان يجلس علي حجر الآخر؟! يقولون "مصطفي بكري" الذي يقول: نحن نأمره السيسي بالترشيح. ويقولون "مجدي الجلاد" ووراءه "السي بي سي". ويقولون "ياسر رزق" صاحب أحاديث السيسي بصرف النظر عن التسريبات المتهم فيها "محمد رضوان" مدير تحرير "المصري اليوم".. أو انه الجنرال اهمال؟! ويكتب "خالد البرمي" انه سوف ينضم إلي فريق عمل جديد مديرا لتحرير موقع انترنت إخباري اجتماعي فني علمي له انحيازاته التي لم يحاول اخفاءها. نحن نتكلم وهم يقتلون والناس ترجو قوت يومها. عذر أقبح من ذنب * الخطأ في العنوان مقصود لعله يتناسب مع ما جري! * دعت هيئة الاستعلامات لمؤتمر صحفي عالمي يشرح فيه "عمرو موسي" ما يثار حول الدستور.. ظهرت خلفه لوحة كبيرة تحمل شعارا موحيا بالعربي والانجليزي "دستور لكل المصريين" وصور خمسة أشخاص يرمزون لقوي الشعب العاملة. جميل لولا ان أول القصيدة كفر: خطأ في الإملاء جعل المصريين ناقصة ياء.. وخطأ في الصور جعل من أمريكيين وأيرلندية ظهروا في إعلانات أجنبية ولم يتركوا للمصريين إلا الفلاح والجندي.. وهناك تفاصيل أخري لا تهم. هذا ولا يجدي اعتذار مدير الاستعلامات بأنه خطأ غير مقصود. فقد جاءت اللوحة للهيئة صباح يوم المؤتمر الصحفي هدية من جمعية مصرية تقوم بالدعاية للدستور.. وقد أمر السيد المدير بالتحقيق مع الموظف الذي لم يراجع اللوحة قبل تعليقها وسوف يعاقب!! * أما صياغة الدستور فقد اتضح ان بها أخطاء لغوية واملائية اكتشفها زميلنا "محمد الدسوقي" بالأهرام.. وسوف يجري التصحيح. * وصولا إلي الرئيس وقد حذفت جملة من خطابه الهام الذي أعلن فيه موعد الاستفتاء علي الدستور وكان قد تم توزيعه قبل اذاعته.. والعبارة قد يكون لها معني سياسي ولو انهم يقولون ان حذفها لم يكن لأسباب سياسية وانما لعدم احراج الرئيس الذي كان لحظتها يستخدم منديلاً يمسح به أنفه لإصابته بنزلة برد!! حكومة الناس البركة ** عن "أمينة خيري" مراسلة جريدة "الحياة" في القاهرة: ست درجات مئوية في عز ظهر القاهرة حيث الثلوج والأمطار والسحب الملبدة بالسواد ودرجتان تحت الصفر حيث "قيلولة" حكومية يكاد يسمع من خلف أبوابها المغلقة صوت "التخطيط" تقابلهما ألف درجة مئوية حيث أمر طلاب الإخوان المسلمين بإشعال نيران الثورة في جمعة هي الأبرد في مصر منذ ما يزيد علي قرن من الزمان.