أكد الفنان الكبير أحمد ماهر والذي ارتبط اسمه بالمديح والطرب الديني منذ نعومة أظافره ان الاعمال الدينية تواجه في مصر مشكلة كبيرة من القائمين عليها وان المسئولين في قطاع الثقافة لا يلقون لها بالاً.. واصفا المديح الديني سلوك مسلم بل ويدخل في صميم عمله كفنان. * متي ارتبطتم بالطرب الديني "المديح" ولماذا؟ ** أنا ابن حي شعبي "بولاق أبوالعلا" وتحديدا شارع بولاق الجديد فمنذ وعيت علي هذه الدنيا شممت رائحة الوله الديني من خلال الحضرة والذكر والمولد والاحتفالات بالعيدين عيد الفطر والاضحي المباركين إلي جانب مولد سيدي سلامة الراضي ومولد السلطان ومولد الاخرس ومولد سيدي سعيد. أذن كل هذه الطقوس الدينية والعادات كان لها بالغ الأثر في حبي للمديح والطرب الديني وولعي به منذ نعومة أظافري. * علي غير عادة الفنانين تتحدث بالعربية الفصحي بل وتنتقي مفرداتها فمن أين لك هذا؟ ** يعود الفضل بعد الله تعالي لأمي رحمة الله عليها التي كانت تناقشني في آيات القرآن والاحاديث النبوية الشريفة كما حرصت يوميا علي سماع آيات الذكر الحكيم وحفظه من خلال شيخ يتقاضي راتباً شهريا وكان ذلك كل صباح ومن ثم عشقت اللغة العربية والغريب ان أمي لم تباشر ذلك مع بقية اشقائي فقد كنت البكر لها حتي انها كانت تصعد لسطح الدار وتكشف رأسها وهي حامل في طالبة من الله أن يأخذ عينها ويترك هذا الصبي لاسيما بعد ان مات لها قبلي ذكراين ومن هنا انفقت عليَّ جىلّ عمرها. هذا فضلا عن الموروث الذي ورثته عن البيت الذي ترعرعت فيه فهو بيت السجادة كما يقول البولاقيون علاوة علي أن الله تعالي انعم علي ووالدي رحمه الله بنعمة الحج. ومن ثم كان لذلك ابلغ الآثر في نفسي قبيل الارتباط بهذا المجال كما ان أمي رحمها الله كان لها فضل كبير في عشقي وولعي بالرسول الكريم وآل البيت فحينما يذكر الحبيب يجتاحني وجد اشتغل متيماً به صلي الله عليه وسلم. * هل المديح الديني يأخذك من أحمد ماهر الفنان؟ ** أنا في الاصل مسلم عاشق للمصطفي وآل بيته الأطهار وهذا ليس بدعة تنفيذا لأمره صلي الله عليه وسلم حينما قال "عثرتي" أي آل البيت.. كما ان المسلمين يصلون عليه ويا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما".. اضف لذلك ان التربية لها أساس فالتعليم في الصغر كالنقش علي الحجر وأنا ليس لي من فضل وإنما هي نعمة من الله واجتهاد من الأهل. * هل طريق المديح سيأخذك من الاعمال الأخري؟ ** إطلاقاً "ده سلوك مسلم" فهل حين امارس الفن أبرأ من ديني أو غير ذلك؟! * أفهم من ذلك أنك متابع جيد للطرب الديني؟ ولمن تستمع؟ ** أنا عاشق للنقشبندي ونصر الدين طوبار وعاشق للفيومي وكامل يوسف والبهتيمي ومحمد الكحلاوي والآن عاشق لمداح الرسول الدكتور أحمد الكحلاوي. * هل لك ارتباطات فنية أخري خلال الفترة القادمة وهل ثمة معوقات أو مشاكل تواجه الطرب الديني أو المديح بشكل خاص؟ ** هناك عمل فني سأكشف عنه قريباً أما بالنسبة للطرب الديني أو المديح فالمؤمنون بهذا الشكل الفني قلة قليلة لكن محبيه كثر بدليل هذا الكم الهائل من الرواد والحضور ممن يأتون كما الحجيج والشاهد علي ذلك نراه في احتفالية رأس السنة الهجرية وذكري الاسراء والمعراج والمولد النبوي الشريف وكل هذه الاحتفالية مؤشر قويا لدلالة علي المحبين وعلي ان هناك ضرورة ملحة لملء هذه المساحة الدينية في نفوس المؤمنين. * وما المشاكل إذن؟ ** الادارة هي المشكلة واعني بها إدارة هيئة المسرح بوزارة الثقافة المنوط بها تلك النوعية من الانتاج وكما لو أنهم ليسوا بمسلمين أو ان الإسلام بالنسبة لهم صلاة الجمعة أو ان هذا اللون لا يعنيهم.