بالرغم من مرور ثلاثة أشهر علي اقتحام كرداسة وتطهيرها من البؤر الإرهابية إلا أن المدينة التي يقطنها مايزيد عن 80 ألف نسمة تستغيث من تداعيات ما حدث.. بعض الجهات اعتبرتهم إرهابيين ولم تنفذ ما وعدت به من تحسين للخدمات إلي جانب توقف النشاط التجاري ورغبة الكثير في الهروب منها وتغيير محل الإقامة بعد ان ازداد التجاهل والأهمال من طرق غير ممهدة وانعدام وسائل المواصلات العامة وعدم الاهتمام بالتعليم ولا يوجد سوي مدرسة واحدة للبنين وسط المقابر. أبويوسف - صاحب محل - يقول حركة البيع انخفضت لأقل من 30% فقط منذ اقتحام كرداسة كبار التجار استغلوا الأوضاع ورفعوا الأسعار للضعف الأمر الذي أدي لإحجام المستهلك عن الشراء وأصبحنا لا نجد مايكفي لسداد الايجار. لا بيع ولا شراء ساهر حمدي - صاحب محل - أكد أن الشارع السياحي بكرداسة أصبح اطلالا منذ ثورة 25 يناير لذا قمت بتغيير نشاط المحل من "بازار" للتحف والانتيكات إلي عبايات حريمي ولأن معظم الزبائن من القري المحيطة انخفضت جودة العبايات طبقاً للسعر ويطالب المسئولين بالعمل علي عودة السياحة العربية للمنطقة. ويضيف سعيد دريس - صاحب ورش ملابس - قل العمل بالورشة منذ اقتحام كرداسة فالورشة كانت تعتمد علي القري المحيطة في تسويق منتجاتها ولكن بعد الاحداث يخاف أهالي هذه القري الاقتراب من المدينة. ويؤكد أحمد محمود - صاحب محل - إن إيجار المحلات يتراوح ما بين 500 إلي 2000 جنيه حسب المكان إلي جانب المصاريف الأخري لكن الرواج اختفي والبيع مما اضطر البعض لبيع منتجات أقل جودة ليتناسب سعرها مع الزبون العادي. ويشير عمرو محمد - بائع بأحد المحلات - بأن صاحب المحل يقوم بتجزئة المرتب علي مراحل وكأننا نعمل باليومية لتوقف حركة البيع. محمد الشوبكي - أعمال حرة - حضرت للعمل مع أحد أصدقائي منذ أكثر من سنة والحال كان "ماشي" ولكن منذ اعتبار كرداسة بؤرة إرهاب لا نجد ما يكفي لسداد إيجار المحل أو العمال وأفكر في العودة إلي قريتي مرة أخري أو البحث عن عمل في مكان آخر. وصمة عار ويوضح محمد عبدالسلام - نجار مسلح - أن الوضع أصبح سيئاً للغاية لم يعد العمال يخرجون للأماكن التي يكثر بها أعمال البناء مثل أكتوبر لأن البعض في اللجان الشرطية تتعامل معنا علي أننا إرهابيين متسائلا ماذا نعمل لنطعم أولادنا؟ محمد عبدالله - عامل نجارة - أكد أن إحدي اللجان الموجودة في بداية أكتوبر أمرته بعدم دخول المدينة بمجرد النظر إلي البطاقة الشخصية ومعرفة محل الاقامة ويتساءل هل كرداسة أصبحت وصمة عار لكل من يسكن بها؟ ويشير عبدالله ابراهيم - موظف أن أهل المدينة والقري التابعة لكرداسة يعانون الأمرين عند استخراج البطاقات الشخصية والمستندات وخاصة بعد احتراق القسم وتحويلنا إلي قسمي "الهرم" و"أكتوبر" لدرجة انني فضلت عدم تجديد البطاقة لحين احلال وتجديد قسم كرداسة. ويشكو عبدالله محمود - موظف - من الاعلام - الذي ينسب كل حوادث الإجرام التي تحدث في القري والعزب التي تندرج تحت كرداسة إلي المدينة مشيراً إلي أن ذلك إساءة لكل سكان المدينة ومطالبا بتحديد مكان الجريمة بالضبط. المواصلات اختفت سلوي محمود - موظفة تؤكد ان وسيلة المواصلات الحالية هي سيارات السرفيس التي يتحكم أصحابها في تحديد التعريفة بالزيادة أو بتقسيم المسافة وقد طلبنا من المسئولين عدة مرات توفير وسائل للمواصلات العامة دون جدوي. تتفق معها في الرأي راندا محمد - ربة منزل بأن اتوبيسات النقل العام كانت تصل للمدينة يوميا ولكن بعد حصار كرداسة اختفت ولا يوجد سوي أتوبيسين نقل خاص "أجرة ب2 جنيه" مما يرهقنا ماديا لأن ابنائي الثلاثة في مراحل التعليم المختلفة. طرق غير ممهدة ويشير السيد عبدالحليم - موظف - أن كرداسة بؤرة مشاكل واعتقدنا أن المسئولين بعد الثورة سيهتمون بالمدينة لأنها مركز تجاري هام للعرب والأجانب إلا أن الطرق المؤدية لها غير ممهدة ويكثر بها المطبات. وتشكو راوية يوسف - ربة منزل - من عدم وجود مدارس إعدادي بنات ونضطر للذهاب والإياب مع بناتنا يومياً إلي القري المجاورة خوفاً عليهن.. وتوجد مدرسة الأولاد بجوار المقابر ولكم أن تتخيلوا الرعب والفزع الذي يعانيه أولادنا يومياً بسبب الظلام الدامس وعدم إنارة الطريق المؤدي للمدرسة. وتشكو أميرة السيد - ربة منزل من عدم توافر الخبز المدعم لوجود مخبزين لا يغطيان احتياجات السكان. وبمواجهة خيري أحمد - رئيس مركز ومدينة كرداسة أفاد بأن الأمن مستتب منذ فك الحصار وأفراد الأمن متواجدون يوميا بجوار مبني القسم المحترق وبالفعل تم نقل جميع التعاملات مع المواطنين إلي الاقسام المجاورة لحين الاحلال والتجديد. وان محافظ الجيزة حدد ميزانية لرصف عدد كبير من شوارع كرداسة والشوارع المؤدية إليها. ويضيف خيري أن اختفاء اتوبيس النقل العام نتيجة لمضايقات ومشاجرات سائقي السرفيس معهم وليس تقصيراً من المسئولين وقد تم التعاقد بالفعل مع شركات النقل الجماعي للحد من استغلال سائقي السرفيس وسوف يتم التعاقد مع إحدي الشركات الانجليزية لتوصيل الطلاب والطالبات للجامعات والمدارس البعيدة نظير اشتراك شهري.. مشيراً إلي أنه تم تخصيص عدة أراضي لبناء مدارس ابتدائي وإعدادي لتقليل الكثافة الطلابية بالمدارس الحالية. أما بالنسبة للخبز المدعم فقد أشار إلي وجود أكثر من 47 مخبزا منها 62 علي مستوي المدينة والمراكز و2 تابعين للقطاع العام وأكثر من 52 مخبزا بلديا والحصة اليومية لكل مخبز لا تقل عن 60 جوالا وكلها تعمل من الساعة السادسة صباحا وحتي السادسة مساء.