الخصوص قرية تحولت إلي مدينة عام2006 يحدها من الشمال طريق القاهرةالاسماعيلية وترعة الاسماعيلية بداية من مسطرد. وحتي مشارف مدينتي الخانكة وسرياقوص ومن الغرب المرج وعزبة النخل ومن الجنوب يحدها مسطرد والمطرية وعين شمس الغربية, الخصوص تعد ضمن احدي عشرة مدينة داخل محافظة القليوبية ويبلغ تعداد السكان حسب اخر إحصائية صدرت عام2008 حوالي2,5 مليون نسمة, حيث يعمل معظم أهلها في الزراعة قبل تحولهم للعمل في تجارة الأراضي وبعض الصناعات الخفيفة بعد تحويل الأراضي الزراعية إلي كتل أسمنتية, وظن سكانها أنهم سوف ينالون اهتماما غير عادي من المسئولين بتحسين الخدمات والمرافق ومد الطرق وإنشاء بعض المصالح الحكومية فيها إلا أن الإهمال وصل ذروته لتسيطر عليها المخالفات ويكون عنوانها مقالب القمامة المنتشرة في ربوعها, والطفح المستمر لمياه الصرف الصحي التي حولت شوارعها إلي برك فضلا عن اختفاء المياه الصالحة للشرب وأشياء وهموم ومشكلات عديدة تركنا أبناءها ليتحدثوا عنها باستفاضة لعل أصواتهم تصل إلي المسئولين وينتشلونهم من المعاناة التي أصبحت عنوان الخصوص. يقول السيد محمد عبد الجواد41 سنة موظف بقطاع البترول أن الخصوص أصبحت مأوي للهاربين من الأحكام القضائية والسجون نظرا لأن المدينة قريبة من الطريق الدائري ومن السهل هروب أي مجرم عندما يشعر بأن الخطر يقترب منه فضلا عن وجود أبراج سكنية جديدة خالية يتم استئجارها الشقق فيها بنظام الإيجار الجديد ولفترات زمنية قصيرة وبأسعار في متناول أي فرد مما جعل السكان في البرج الواحد لا يعرف بعضهم بعضا في ظاهرة تعد جديدة علي القرية التي كانت تسكنها عائلات ترتبط فيما بينهم بصلات نسب أو قرابة وبعد تحويلها إلي مدينة عام2006 ظلت مرتبطة بهذه العلاقات حتي دخلها( العتامنة) سكان إحدي قري محافظة سوهاج قاموا ببناء الأبراج بدون تراخيص ثم بيع البرج تلو الأخر حتي تحولت المدينة إلي كتل خرسانية يسكنها غرباء منهم من جاء لتكوين أسرة والاستقرار فيها ومنهم مسجلون خطر وهاربون من السجون اتخذوا من المدينة مأوي لهم. ويؤكد إبراهيم محمد الدرويش38 سنة مدرس اعدادي أن الخصوص بحق يطلق عليها مدينة الجريمة لارتكاب كل الجرائم التي نسمع عنها فيها من قتل واغتصاب وسرقة بالإكراه وسطو مسلح وأعمال بلطجة فضلا عن انتشار تجارة الحشيش والبانجو والأقراص المخدرة وسرقة السيارات من علي الطريق الدائري ومن داخل المدينة وقيام بعض الساقطات بتكوين شبكات منافية للآداب بسبب وجود أعداد كبيرة من المجرمين في الخصوص. وأشار إلي أن المدينة تفتقد للخدمات فلا توجد بها إدارة تعليمية أو مستشفي عام وأقرب مستشفي يوجد في مدينة قليوب والذي يبعد عن الخصوص نحو30 كيلو مترا مما ساعد علي انتشار المستشفيات الخاصة التي تغالي في أسعار الكشف علي المرضي بالإضافة لعدم وجود أطباء فيها ليلا, الأمر الذي يزيد الأمر سواء فضلا عن أن الوحدة الصحية الموجودة في المدينة تحتاج لتطوير كبير فمهمتها استخراج شهادات الميلاد الكرتونية والوفيات فقط. ويقول محمود عبد الجواد مدرس ابتدائي ان القمامة من الأشياء المنتشرة في كل مكان بالمدينة حتي عند بوابات المدارس لعدم وجود شركة متخصصة في جمع القمامة تابعة لمجلس المدينة أو متعاقدة معها مثل المناطق الأخري. كما لا يقوم المجلس بدوره في جمع القمامة من المنازل أو الشوارع الرئيسية ولا يجد السكان بديلا سوي إلقائها علي قارعة الطريق, ويقوم البعض بإحراقها مما يزيد من ارتفاع نسبة التلوث ويصاب الأطفال بحالات اختناق. وأشار إلي أن الشوارع تغرق في برك من مياه الصرف الصحي بسبب الطفح المستمر للمجاري لعدم وجود شبكة صرف صحي تعمل بكفاءة لسوء الشبكة الحالية ووجود أخطاء صارخة في تنفيذها وعدم وجود صيانة دورية علي الأعمال التي تم افتتاحها. وأوضح حسن العبد51 تاجر موبيليا أن المدينة ليست بها وسيلة مواصلات عامة تابعة لهيئة النقل العام للانتقال إلي الميادين العامة بالقاهرة فضلا عن عدم وجود مشروع لنقل الركاب داخليا مما أدي لانتشار التوك توك الذي استغله بعض الصبية في خطف شنط يد السيدات وارتكاب العديد من الجرائم بواسطته. وقال إن سيارات النصف نقل غير المرخصة والتي لا تحمل لوحات معدنية من الإدارة العامة للمرور تتحكم في نقل المواطنين من مكان إلي اخر والذين لا يجدون بديلا سواها رغم انها غير آدمية بالمرة ويسيطر عليها مجموعة من البلطجية والمسجلين خطر الذين يرفضون استبدال هذه السيارات بأخري ميكروباص. ويقول أحمد خميس45 سنة مقاول أن الخصوص تضم بؤرا إجرامية تتاجر في المخدرات مستغلين الأطفال حديثي السن في ترويجها علي المدمنين الذين ينتشرون علي المقاهي الموجودة علي الطرقات والشوارع والحواري والأزقة حيث توجد دواليب لبيع الحشيش والأقراص المخدرة في مقاه معروفة بالاسم. معلنا انه يوجد في المدينة أيضا ورش تحت السلم وفي شقق صغيرة لتصنيع الأسلحة الخرطوش والأسلحة البيضاء وورش أخري مهمتها تقليد العلامات التجارية لمنتجات عالمية وماركات معروفة مما يؤثر علي الاقتصاد المصري بشكل كبير. ويشير ميلاد تادرس41 سنة صاحب محل لتجارة الموبيليا أن الشوارع الرئيسية مثل الرشاح والصرف الصحي وسيد حمادة وبجوار الطريق الدائري ومنطقة المدارس لا توجد بها أعمدة إضاءة لتصبح الشقق الموجودة بالقرب من هذه الشوارع منطقة خصبة للحرامية لقطع الكهرباء وسرقتها بكل سهولة وانتشار البلطجية في الطرق بدون رقيب أو رادع. وأكد فرج السعيد39 سنة موظف أن سكان المدينة محرومون من مياه الشرب النقية حيث يتناول السكان المياه الجوفية التي تصل إليهم عن طريق الطلمبات ومواتير الرفع ويقطعون مسافات طويلة من أجل الحصول علي زجاجة مياه صالحة للشرب من الحنفية العمومية الموجودة في العزبة والتي تشهد زحاما شديدا بصفة مستمرة من المواطنين بحثا عن رشفة مياه نقية. فضلا عن المعاناة التي يلقيها المواطنون يوميا بسبب الطرق غير المرصوفة. ويقول محمد طه نوفل رئيس مجلس المدينة أن الخصوص لها طبيعة خاصة داخل محافظة القليوبية لوجود حظائر للخنازير يقوم أصحابها بجلب القمامة من الأحياء المجاورة وفرزها وإلقاء المخلفات المتبقية من عملية الفرز في الشوارع وحرقها في بعض الأحيان مما يزيد من ارتفاع نسبة التلوث عن أي مدينة أخري من مدن المحافظة. مشيرا إلي أن المدينة ترتفع فيها الكثافة السكانية والتي تصل إلي أكثر من2 مليون مواطن يقيمون علي مساحة لاتزيد علي10 كيلو مترات مربعة لتصبح المدينة الأكثر كثافة سكانية علي مستوي المحافظة رغم أنها الأقل من حيث المساحة وينتج عن ذلك ضغط شديد علي جميع المرافق التي لا تستوعب هذه الكثافة السكانية الضخمة لوجود نحو230 فردا يعيشون علي الفدان الواحد رغم أن العدد المسموح به علي تلك المساحة لايزيد علي100 إلي110 أفراد الأمر الذي يؤدي لمزيد من المشكلات في الصرف الصحي والمدارس ونقص في رغيف الخبز ومياه الشرب وخدمات النظافة. وأشار إلي وجود مشكلة في مياه الشرب بالمدينة لان المحطة التي تضخ المياه من محطة مسطرد قطرها8 بوصات أنشئت منذ التسعينيات عندما كان عدد السكان لايزيد علي10% من نسبة الموجودين حاليا وأصبحت هذه الفتحة لا تكفي نصف السكان الحاليين في المدينة ولذلك تمت مخاطبة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي لزيادة قطر الفتحة إلي20 بوصة لإنهاء المشكلة. ولكن لم يلق طلبنا أي استجابة حتي الآن رغم أن محطة مسطرد مقامة علي أراضي القليوبية وتديرها شركة تابعة لمحافظة القاهرة. ويؤكد الدكتور لبيب ميخائيل رزق الله مدير مركز طبي الخصوص ثاني أن الخصوص مدينة علي الورق فقط لعدم وجود اهتمام من المسئولين بها, موضحا أن المدينة ليس بها بنك أو إدارة صحية فضلا عن أن مستشفي الخصوص المركزي يفتقد إلي الإمكانات. وقال ان الوحدة الصحية تنهار بعد أن أصيب السقف وبعض الجدران بالتصدع والشروخ الطولية والعرضية والمائلة, كما أن معظم الأرض بها هبوط لبنائها علي بركة من المياه التي كان يتخذها سكان القرية مكانا لصيد الأسماك, لافتا إلي أن المركز غير ممهد لاستقبال المرضي ورغم ذلك يستقبل نحو500 حالة يوميا ويضم44 موظفا. ويقول المقدم شريف شوقي رئيس مباحث قسم شرطة الخصوص أن معدل الجريمة في المدينة مرتفع للغاية وخاصة بعد ثورة25 يناير التي أعقبها نوع من الفوضي والانفلات الامني وظهور تجار مخدرات بأعداد كثيرة يقومون بالبيع بالتجزئة وترويج أقراص الترامادول والتريمينال المخدرة علي الشباب المدمن التي أصبحت السبب والقاسم المشترك في معظم الجرائم والمشاجرات التي تحدث بالمدينة. موضحا أن هناك عددا من الخارجين عن القانون والهاربين من السجون يقومون بتصنيع الأسلحة الخرطوش في ورش صغيرة تحت بير السلم فضلا عن قيام البعض بالسطو المسلح علي الطريق الدائري لتثبيت أصحاب السيارات والحصول عليها بالقوة ويبذل رجال المباحث جهودا مضنية للسيطرة علي الموقف والحد من الجريمة من خلال تنظيم حملات مستمرة علي أوكار المجرمين واحالتهم للنيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم. ويؤكد اللواء عاطف المرصفاوي نائب مدير الأمن أن العشوائية التي تتميز بها مدينة الخصوص السبب الرئيسي في زيادة معدل الجريمة لوجود أفراد يغلب عليهم الاجرام والتجارة في الأشياء الممنوعة من أجل تحقيق مكاسب سريعة دون النظر إلي ما سوف يحدث للمجتمع من جراء أفعالهم, فضلا عن إيواء المدينة لعناصر مسجلة في مختلف الجرائم والهاربين من السجون والذين وجدوا المدينة مكانا مهيأ لتجارتهم غير المشروعة. وأضاف أن سرقة السيارات علي الطرق والطريق الدائري قلت بنسبة كبيرة بسبب الحملات المكثفة والمستمرة لإدارة البحث الجنائي علي مدينتي الخانكة والخصوص بناء علي توجيهات اللواء محمود يسري مدير الأمن والتي أسفرت عن ضبط عناصر إجرامية كبيرة من الهاربين والخارجين عن القانون بعد مداهمة المناطق العشوائية.