شهد اليوم الثاني من معركة قوات الأمن ضد العناصر الإرهابية بمنطقة كرداسة، حالة من الهدوء الحذر في المنطقة، مع انتشار مكثف لرجال الأمن وسيطرة تامة علي جميع الشوارع بمركز كرداسة، مع استمرار انخفاض حركة المواطنين بالمنطقة، وعودة الحركة لبعض المحال التجارية مرة أخري. توجهت "بوابة الأهرام" إلى منطقة كرداسة، التي يقف في مدخلها 3 لجان مرورية مكونة من أفراد الشرطة والجيش وبجانيهم المدرعات لتأمين المداخل والمخارج المؤدية للمركز، وتقوم القوات بتفتيش الأشخاص ومعرفة موقع سكنهم من خلال البطاقة الشخصية، وتفتيش السيارات للتمكن من القبض على العناصر الصادر بحقهم أمر ضبط وإحضار. وتنتشر قوات الشرطة والجيش في كل أنحاء كرداسة، وخاصة أمام قسم الشرطة تتجمع أعداد كبيرة من المدرعات، وتتوجه القوات بقيادة العميد أحمد باسم البرى بين الحين والآخر إلى إحدى البؤر الإجرامية التي يتم التبليغ عنها بمعرفة الأهالي. ونظم العشرات من أهالي منطقة كرداسة مسيرة رافعين فيها الإعلام المصرية، ويرددون هتافات "الجيش والشرطة وأهل كرداسة.. إيد واحدة ضد الإرهاب". كما سادت حالة من الهدوء عند مداخل القرية، وأغلقت معظم المحال التجارية أبوابها، ولا توجد وسيلة مواصلات بالمنطقة، وقامت "بوابة الأهرام" بجولة لرصد ردود أفعل المواطنين ومعرفة أحوالهم. أكد عماد بدراوى، وعادل فرحات، الحج محمد (أصحاب محال بالشارع السياحي)، أن كرداسة مشهورة بصنع العباءات المشغولة، ويأتيها التجار من جميع أنحاء الجمهورية، وتصدر إلى الدول العربية أيضا، وقد تضرروا كثيرا بعد الواقعة الإرهابية التى حدثت لقسم كرداسة الشهر الماضى، وتوقفت أعمالهم وتجارتهم بسبب خوف الناس من الوصول إلى المنطقة والشائعات التى تروى عن أهل كرداسة. وأضافوا أن معظم الأهالى هنا غير مؤيدين لجماعة الإخوان، وأن المسيرات التى كانت تخرج لتأييد الرئيس المعزول معظمهم من صغار السن الذين لا يبالون بالسياسة، وكل الذى يروى عن أهل كرداسة مجرد شائعات، مؤكدين أن المواطن المصرى أصيل بطبعة ولا يميل للعنف ولا يحمل السلاح فى وجه جيشه وشرطة بلاده. وقال محمد الجرو صاحب محال أقمشة بوسط كرداسة، إن معظم الأهالى هنا يبحثون عن لقمة العيش وليس عن المناصب السياسية، وبعيدون عن تلك النزاعات، فيما أوضح خالد مدبولى صاحب محال عباءات، أن الأهالى سعداء بمداهمة قوات الأمن للمنطقة والقبض علي العناصر الإرهابية، لانه كشف حقيقة أهل كرداسة بأنهم يعاونون الشرطة والجيش في حربهم على الإرهاب. وأفصح مدبولى عن أمنيته بعدم رحيل القوات الأمنية عن كرداسة إلا بعد أن يبدأ مركز الشرطة في العمل مرة أخري، وأن أهالي كرداسة مستعدون للمساهمة فى بنائه وتجديده من حسابهم الخاص. وقال ناصر المسلمانى مدير إحدى الشركات ومن أهالى كرداسة، إن عدد أهالى كرداسة نحو 70 ألف نسمة تقريبا، معظمهم لا يؤيدون الإخوان ويقفون بجوار جيشهم.