** ليس في كرة القدم فضائح.. ولا مهانة.. فالكرة والرياضة بصفة عامة غالب ومغلوب.. ولابد أن تحسم البطولة بفائز ومهزوم.. ولابد أن يصعد للمونديال فريق واحد: مصر أو غانا.. والطبيعي والمنطقي ان الفريق الافضل والأكثر جاهزية هو الذي يفوز ويتأهل..!! صحيح أننا خسرنا بنصف دستة أهداف وصحيح أن فريقنا كان منظره سيئا للغاية.. وأن كل المصريين -بما فيهم الإخوان- أصيبوا بخيبة أمل وحسرة وحزن علي الخسارة الكبيرة.. ولكن هذا شئ.. والحديث عن المهانة والفضيحة شئ آخر.. لأن ما حدث في الاساس كان في ملعب كرة قدم..!! ** ما حدث في كوماسي هو ما حدث ويحدث في مصر كلها.. عشوائية في الأداء.. غياب الخطة والاعداد.. اللعب بالروح فقط لدي البعض.. والبعض الآخر ان لم يعطل الدنيا فعلي الأقل يكون وجوده سلبيا..!!! ** ما حدث في كوماسي من هزيمة ثقيلة للمنتخب القومي هو مايحدث للاقتصاد المصري منذ فترة لان هناك غياباً حقيقياً للوعي.. وضياعاً لمعني المسئولية..!! قمنا بثورة في يناير ..2011 وثورة تصحيحية في 30 يونيه ..2013 وهي ثورات حقيقية برائحة الياسمين كما قالوا.. وبنبض واحساس الربيع كما يؤكدون.. ولكن البعض نسي أن الياسمين برغم ان رائحته رائعة.. لكن الرائحة سرعان ماتذهب ويبقي آثار الذبول في الورد والياسمين تذكرنا بجماله.. لكنها تذهب ولاتعود.. كما نسينا أن الربيع ليس طوال العام لكنه ربع السنة فقط..!! عشنا الثورة والحلم.. لكن الواقع حطم الحلم وبقيت الثورة في داخلنا.. نحلم بها ونغنيها لكننا لانعيشها.. ما حدث في مصر تكرر في كوماسي.. عشنا الحلم.. برغم أننا نعرف جيدا انه لايوجد دوري محلي وهو أفضل وسيلة للاعداد.. وبرغم أننا نعلم جيدا أن فريق غانا هو أفضل فريق أفريقي علي الاطلاق واكثره جاهزية.. وأنه فريق عالمي يضم عددا من أفضل نجوم الكرة في اندية عالمية وبرغم ذلك عشنا الحلم وتوقعنا ان نتأهل علي حساب غانا.. وهذا الحلم ليس مستحيلا وكان من الممكن ان يحدث.. ومن حقنا بل واجبنا ان نحلم لكن الأهم أن نحاول تحقيق الحلم.. ليس بالكلام والوعود والتمني.. لكن بالفعل والتخطيط والمتابعة..!! ** خسرنا لأننا أقل أداء.. واضعف خططيا.. ولأن جمهور غانا آزر فريقه بشراسة ولأن لاعبي غانا أفضل من لاعبينا.. ولأننا لعبنا بالاناشيد والاحلام وهم لعبوا بالخطة والاداء ولعبوا من أجل الفوز والنصر..!! ** خسرنا لان الدوري متوقف عندنا ونعيش حالة من القلق منذ الثورة.. والأمان "ساعة يروح وساعة بيجي" والاخوان مازالوا يصارعون من أجل الكرسي الذي لن يعود وهم يعلمون ذلك جيدا.. والناس مشغولة بأكل عيشها الذي لايجدونه بسبب الأزمات والكساد..!! خسرنا في مباراة للكرة لكن الخسارة يجب ان توقظنا وأن تنبهنا للخطر ولاتجعلنا نعيش حالة من السخرية من أنفسنا فقط سرعان ما نتخطاها لنسخر من أنفسنا ونغضب البعض في قضية أخري.. وهكذا. خسرنا مباراة وبنصف دستة أهداف وضاع أمل المونديال مبكرا.. ولعلها فرصة لتكون الهزيمة مكسبا حقيقيا يجعلنا نفيق قبل فوات الأوان. لابد أن يعود الأمن للشارع المصري.. ولابد ان تتوقف كل اشكال الخروج علي القانون بحزم وحسم وقوة.. أما هؤلاء الذين يتشدقون بكلمات عن حرية التظاهر والتعبير عن الرأي لرفض قانون تنظيم التظاهر عليهم أن يراجعوا أنفسهم فلا يوجد في العالم كله قانون لاينظم المظاهرات ولايوجد في العالم كله دولة تستطيع ان تعيش في مثل هذه الأجواء.. ولاتوجد ديمقراطية تسمح بالعنف والارهاب حتي الارهاب الفكري لم يعد مسموحا به أبداً..!! ** هزيمة الفراعنة يجب ان تكون حافزا للاصلاح الشامل في مصر ليس في منظومة الكرة وحدها أو الرياضة وحدها.. بل في كل منظومة من العمل في مصر. البداية يجب ان تكون من هنا ولاداعي للبكاء علي اللبن المسكوب فنحن سجلنا هدفا في مرمي غانا.. ويجب ان نسجل المزيد من الاهداف..!! هذه ليست نكته كالتي قرأتها في الثمانينات في احدي الصحف الخليجية عندما خسر منتخب بلدها بسبعة أهداف مقابل هدف.. فكان مانشيت الجريدة الوحيدة في صفحتها الرياضية باللون الأحمر.. "سجلنا هدفا رائعا.. برغم الأهداف السبعة في مرمانا". .. هذا المعني لا أقصده طبعا ولكن أقصد ان هذا الهدف حتي لو كان في مواجهة ستة أهداف يجب ان يكون بداية الانطلاق الحقيقي لمصر.. فالانتصارات الكبري دائما تأتي بعد الانتكاسات بالارادة والتصميم والاستعداد.. والعمل الجاد.