رغم كل وعود المسئولين إلا انه ومنذ أول يوم دراسي عاد الباعة الجائلون ليصطفوا أمام المدارس لبيع الحلوي والمأكولات والعصائر مجهولة المصدر بكل ما تحويه من تلوث وألوان صناعية يبهر الأطفال وتحمل الاصابة بأمراض الإسهال والنزلات المعوية والتيفويد وفيروس الكبد أ. مواد ملوثة إيمان أحمد ربة منزل تقول أعاني من عناد ابنتي الشديد حيث تعتمد في إفطارها علي الحلوي غريبة الشكل التي تشتريها من أمام مدرستها من الباعة الذين يبيعون حلويات بألوان وأشكال غريبة تجذب الأطفال لم نرها من قبل مثل مصاصة بداخلها عملات معدنية يظل الطفل يمصها حتي تظهر العملة مما يعرضهم لأبشع أنواع التلوث. منال أحمد ربة منزل تحكي تجربتها قائلة: في أول يوم دراسة عاد ابني من المدرسة ورفض تناول الطعام وفي الليل فوجئت بارتفاع درجة حرارته وبدأ يعاني من آلام شديدة بالحلق في المستشفي علمت أنه مصاب بتلوث شديد بسبب أكل الأيسكريم من عربة تقف أمام باب المدرسة والذي يصنع بطريقة بدائية جداً وفي أوان غير معقمة من ألوان صناعية مضرة بالصحة. غزل البنات والفشار نسمة صلاح ربة منزل تشير إلي قيام ابنتها يومياً بشراء تلك الحلوي من الباعة الجائلين الجالسين أمام بوابة المدرسة بداية من غزل البنات والفيشار حتي الأيس كريم رخيص الثمن وحاولت منعها كثيراً عن شراء هذه الحلوي الرديئة لأن سعرها البسيط يدل علي ان مكوناتها من اسوأ الخامات ولكنها تصر علي شرائها بحجة ان طعمها لذيذ. حالات تسمم كاميليا أحمد موظفة بمستشفي سيد جلال تؤكد ان هناك الكثير من حالات التسمم تأتي لقسم الطوارئ أغلبها من أطفال المدارس بسبب الحلويات الملوثة و"أم الخلول" واللب حيث يتم تعبئتها في قراطيس من ورق الجرائد التي تصيب الطفل بالنزلات المعوية والإسهال بيد البائع غير النظيفة والممزوجة بالعرق. عبدالناصر مصطفي رجل أعمال يقول هناك ظاهرة غريبة انتشرت في الآونة الأخيرة وهي مشروبات مثلجة بجميع نكهات الفاكهة مصنوعة من بودرة ملونة سريعة الذوبان غير صحية لأنها تحتوي علي ألوان صناعية تترك أثراً علي الفم بعد تناولها تحضر في براميل بلاستيكية ملوثة تباع أمام أبواب المدارس للأطفال في أكياس بلاستيك غير صحية هذا بجانب مشروب "البوظة" والذي يصنع من الخبز العفن وبعض المواد الكيميائية والذي يؤدي إلي أمراض خطيرة. تشديد الرقابة الدكتورة ضحي ماهر مدرس مساعد بمعهد الكبد القومي تؤكد ان الأطعمة والحلويات الملوثة تؤدي إلي إصابة الأطفال بالأمراض المعوية الناتجة عن التلوث والأمراض الفيروسية مثل الالتهاب الكبدي الوبائي بسبب تلوث الأيادي التي تقدم هذه المأكولات علاوة علي مرض التيفويد والتسمم الغذائي وكذلك نقص المناعة العامة نتيجة تكرار المرض لدي الطفل هذا بالاضافة لوجود حالات من الأطفال لديها حساسية من الألبان أو الفاكهة وبالتالي تناول أكلات أو حلويات تحتوي في مكوناتها علي الألبان تؤدي إلي اصابتهم بالحساسية. تطالب بوجود رقابة علي تلك المأكولات واتخاذ اجراءات وقائية قبل تقديمها للأطفال والتأكد من جودة الأطعمة وتاريخ صلاحيتها وطرق تغليفها وعدم تناول الأطفال لأطعمة مكشوفة وفي نفس الوقت فرض رقابة صارمة علي مقدمي الأطعمة وضرورة وجود شهادات صحية تثبت خلوهم من الأمراض وتفعيل دور الوحدة الصحية داخل كل مدرسة ومتابعة الأطفال في بداية الإصابة منعاً لانتشار الأمراض بين الطلبة خاصة الأمراض المعدية.