جاء الأول في احدي محافظات الصعيد بعد أن تبدد الحلم السعيد وضاعت أمواله وتدهورت أحواله وجلس ينتظر الفرج والمدد من رب ودود. حميد مجيد. فعال لما يريد. وجاءت الأخري من أحد أحياء القاهرة روت قصتها بايجاز. علي طريقة "خير الكلام ما قل ودل" وظنت ان مشكلتها عسيرة الحل لكنها لم تفقد الأمل في وجه الله عز وجل. حضر الرجل الصعيدي والسيدة القاهرية إلي صفحة مع الناس في شهر سبتمبر 2009 وخير عنوان للقصتين "ارحموا عزيز قول ذل". * جاوز الرجل الصعيدي سن الخمسين بقليل. لم تتوقف محنته عند همه الشخصي لكنها امتدت إلي أقاربه وأبناء قريته التابعة لمحافظة المنيا. يعمل الرجل بأحد القطاعات التابعة لوزارة الصحة وعضو نشيط بالمجالس المحلية قال الرجل: انه عاش طوال حياته عزيزا كريما في بلدته وبين أبناء مركزه ومحافظته. يسعي دائما في قضاء مصالح الناس ولم يخطر علي باله ان يقف هذا الموقف الصعب العصيب. يعول الرجل اسرة كبيرة العدد منها ثلاثة اطفال في مراحل التعليم المختلفة وثلاث بنات في سن الزواج. فكر في السفر إلي احدي الدول العربية لتجهيز بناته واستكمال مشوار التعليم لأولاده. دار علي مكاتب السفر يسأل ويستفسر حتي عثر علي رجل يقول انه يعمل في هذا المجال وانه كان يشغل وظيفة كبري وعده بالسفر وأخذ منه مبلغا كبيراً وجاء أقاربه وابناء قريته من راغبي السفر للخارج وقدموا أموالهم لسمسار السفر. كان الرجل في البداية يتردد عليهم ويلتقي بهم سأل أهل القرية كبيرهم. - اتعرف هذا الرجل؟ قال بشهامة الصعيدي: - نعم اعرفه - هل تضمنه؟ - برقبتي واختفي السمسار وغاب عن الانظار.. جاء أبناء القرية يطلبون اموالهم من ابن قريتهم الذي ضاقت به الدنيا واضطر إلي بيع نصف منزله حتي ينفق علي اسرته ويوفر لها ضروريات الحياة.. جاء إلي القاهرة وقصد مبني جريدة "الجمهورية" ومكتب "مع الناس" وجلس يروي قصته. طلب الرجل مساعدة أهل الخير بأن يقدموا له قرضا يتعهد بسداده عند الحكم في القضية التي رفعها السمسار الذي اختفي وطار ونشرت شكواه علي صفحة " مع الناس" بدون اسم ومعها هاتفه المحمول ولم نكن في حاجة لنحذره من المحتالين. * زوج السيدة القاهرية ترزي شهير صاحب محل كبير فكر في مشروع استثماري يدر عليه دخلا وفيرا. انشأ مصنعا للملابس الجاهزة وتراكمت عليه الديون للمنافسة الشديدة من الملابس المستوردة رخيصة الثمن التي تملأ الأرصفة والمحلات خاصة الملابس الصينية. روت السيدة القاهرية مأساة زوجها الذي كان من اصحاب المحلات وراكبي السيارات واصبح اليوم لا يجد الفتات.. أسرته كبيرة منها ثلاث بنات في أوائل العشرين والتوءم الأخير في سن الرابعة.. عاد الترزي المسكين إلي ماكينة الخياطة يؤدي عليها الأعمال الصغيرة والبسيطة من أجل الطعام. كانوا يعيشون في شقة كالقصر واليوم يسكنون بدروم كالقبر لا تدخله شمس أو يعرفه هواء. مظلم رطب تمرح فيه الصراصير والفئران وسائر الحشرات وتهدد سلامتهم خاصة الاطفال الصغار ينام الصغار علي الأرض ولا يجدون الغطاء في عز الشتاء. كان دخلهم في اليوم الواحد بالعشرات وأحيانا المئات واليوم بالآحاد وحل في أحد أيام شهر رمضان إلي اربعة جنيهات وكان ينفق الكثير علي الفقراء والمحتاجين في أيام الشهر الكريم. طلبت الزوجة الصابرة مساعدة زوجها بقرض يقومون بسداده عندما تتحسن أحوالهم وطلبت مساعدة اطفالها الصغار بسرير ينامون عليه. نشرت الشكوي بدون اسم ومنها رقم الهاتف المحمول وبعد نشرها قدم واحد من أهل الخير السرير للأطفال. دعوت الله للرجل الصعيدي وللسيدة القاهرية ان يكون الله في عونهما ويتولاهما بواسع رحمته ليتجاوزا هذه الظروف الصعبة العصيبة.