تصويت البرلمان البريطاني يرفض مشروع القرار الخاص بالتدخل العسكري في سوريا وفشل مجلس الأمن في التوصل إلي اتفاق أمس ألقي بمزيد من الضغوط علي الرئيس باراك أوباما الذي يسعي إلي حشد تحالف دولي لضرب سوريا علي غرار ما قام به سلفه بوش الابن في العراق. والتي سبق أن انتقدها أوباما نفسه بشدة. فبعد جلسة عاصفة شهدت مناقشات محتدمة بين رئيس الوزراء البريطاني. ديفيد كاميرون. ونواب المعارضة. بقيادة زعيم حزب العمال. إد ميليباند. جاء قرار مجلس العموم برفض مشروع القرار بفارق 13 صوتاً. كما أخفق مجلس الأمن الدولي مجدداً في التوصل إلي اتفاق علي مشروع قرار أو بيان بشأن سبل معالجة ملف مزاعم وقوع هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا. وانتهي اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي دعت إليه روسيا دون صدور أي قرارات أو بيانات رئاسية أو صحفية من المجلس. وهو ما يعكس حالة الانقسام الواضحة داخل المجلس بشأن معالجة الأزمة السورية. كما أبرزت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية سلسلة من العقبات الداخلية المفاجئة يتمثل أبرزها في تصاعد حدة المعارضة داخل الكونجرس. وأشارت إلي أن البيت الأبيض يقدم لقادة الكونجرس أدلة تفيد بأن الرئيس السوري بشار الأسد نفذ هجمات كيميائية في الحادي والعشرين من أغسطس الجاري. واستطردت الصحيفة أن قائمة متزايدة من أعضاء الكونجرس تقول إن الرد العسكري الأمريكي يتطلب أكثر من مجرد مؤتمر هاتفي مع زعماء الكونجرس لتقديم الأدلة. وقال رئيس مجلس النواب جون بوينر إن العديد من المخاوف. لم تعالج وأن قضية توجيه ضربات عسكرية سيتطلب المزيد من الوقت والشرح من أوباما. في المقابل أكد وزير الدفاع الأمريكي. تشاك هاجل. في تصريحات له من العاصمة الفلبينية مانيلا أن الولاياتالمتحدة مازالت تسعي لحشد مزيد من الجهود والدعم الدولي. وفي واشنطن. قال مسئولون أمريكيون إن الولاياتالمتحدة قد تجد نفسها مضطرة لاتخاذ تحركات عسكرية ضد سوريا. دون دعم واحدة من أهم حلفائها. في وقت أكد فيه مسئولون في البيت الأبيض أن واشنطن ستواصل التشاور مع لندن. بشأن أي عملية عسكرية محتملة. أما المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست فقد رفض فكرة تشبيه الموقف الراهن بما يجري إبان التحضير لحرب العراق تحت إدارة بوش الابن. ومن جانبه قال دانا روهر باشر عضو لجنة الشئون الخارجية في الكونجرس. وهو من الأعضاء المعارضين للضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا. إن بلاده يجب أن تتعلم الدرس من حرب العراق. ومضي يقول إن أوباما يعتقد أنه قائد شرطة العالم. ولكن الأمريكيين دفعوا بالفعل ثمناً باهظاً لهذه الفكرة الغبية. وعلاوة علي ذلك. لا يحظي التدخل العسكري في سوريا بتأييد شعبي. وبحسب بيل ريتشاردسون سفير الولاياتالمتحدة السابق لدي الأممالمتحدة فإن 25% فقط من الشعب الأمريكي يؤيدون العمل العسكري في سوريا. وبحسب مسئول رفيع المستوي في الإدارة الأمريكية فإنه من المقرر الكشف عن تقارير سرية تدعم وجهة نظر أوباما بشأن استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية. وفي موسكو أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها تعارض صدور أي قرار أممي لتبرير استخدام القوة ضد سوريا ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن في المرحلة الراهنة يجب اتخاذ جميع الخطوات الضرورية للحيلولة دون تراجع الوضع أو أية عمليات لاستخدام القوة ضد سوريا. وفي طهران أكد وزير الدفاع الإيراني حسن دهقان أن التدخل العسكري في سوريا سيزيد الأزمة الحالية تفاقماً. فضلا عن أنه سيتسبب في انتشار العنف في الدول المجاورة. وأكد دهقان أن الخاسر الرئيسي جراء شن أي حرب في المنطقة سيكون هؤلاء من يبدأون بشنها. مشدداً علي أن طهران تراقب عن كثب تطورات الوضع في سوريا. وفي دمشق أكد مصدر عسكري سوري أن هدف أي هجوم أمريكي علي سوريا هو فتح الطريق أمام الميليشيات والجماعات المسلحة وفي مقدمتها جبهة النصرة لدخول العاصمة دمشق.. مشيراً إلي أن الجيش السوري يخوض منذ نحو عامين ونصف حرباً شرسة ضد هذه الجماعات. وفي باريس أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن بلاده تريد رداً ملائماً وحاسماً ضد نظام دمشق وقال أولاند في حديث لصحيفة "لوموند" الفرنسية إن المجزرة الكيميائية التي ارتكبت في دمشق لا يمكن ولا يجب ألا تمر بدون عقاب. وإلا فإن هذا الأمر سوف يحمل مخاطر تصعيد من شأنها أن تهدد دولاً أخري. وأضاف أنه لا يؤيد فكرة التدخل العسكري الدولي الذي يهدف لتحرير سوريا أو إسقاط الدكتاتور. ولكن أعتقد أنه لابد من توجيه ضربة لوقف النظام عما يرتكبه ضد شعبه. وفي المقابل أكد رئيس وزراء فرنسا الأسبق جون بيير رافاران معارضته للتدخل العسكري المحتمل في سوريا. وقال رافاران في تصريحات صحفية إنه يؤيد فرض عقوبات علي سوريا دون حرب. واعترف المسئول الفرنسي السابق بوجود أصوات معارضة لمشاركة فرنسا في التدخل العسكري في سوريا. داعياً إلي ضرورة الوصول إلي توافق في الآراء والمواقف الفرنسية في هذا الشأن.