أكدت تقارير اعتزام الإدارة الأمريكية توجيه ضربة وشيكة لسوريا في الوقت الذي صعدت فيه الدول الغربية لهجتها ضد دمشق بعد اتهامات للنظام السوري باستخدام أسلحة كيماوية في قصف ريف دمشق الأسبوع الماضي ما أدي إلي مقتل وإصابة المئات. ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الرئيس باراك أوباما يدرس حاليا توجيه ضربة عسكرية لسوريا محدودة النطاق خلال فترة وجيزة وذلك عقابا علي استخدام نظام بشار الأسلحة الكيميائية ووسيلة للردع أيضا مع الحفاظ علي عدم التورط بشكل أعمق في الحرب الأهلية هناك. نقلت الصحيفة عن مسئول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إن توقيت هذا الهجوم الذي من المحتمل ألا يتجاوز 3 أيام يشتمل علي توجيه ضربات من البحر بصواريخ كروز أو من الممكن قاذفات طويلة المدي مستهدفة مواقع عسكرية لا ترتبط مباشرة بترسانة الأسلحة الكيميائية السورية مشيراًَ إلي أن الأمر يتوقف علي ثلاثة عوامل وهي: الانتهاء من التقرير المخابراتي حول مسئولية النظام السوري عن الهجوم الكيميائي والتشاور القائم حاليا مع الحلفاء وأعضاء الكونجرس واعتماد تبرير تحت مظلة القانون الدولي. جاء ذلك في حين تعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بمعاقبة من قتلوا الأبرياء في سوريا مشيرا إلي إن كل الأدلة تشير إلي أن الحكومة السورية هي من استخدم الكيماوي. قال هولاند في مؤتمر صحفي إن الحل الدبلوماسي "لا يلغي الخيار العسكري" واعتبر أن الحرب "الأهلية" السورية تهدد السلام العالمي ومشددا علي ضرورة الرد علي "المجزرة الكيماوية" في سوريا كما أكد الرئيس الفرنسي أن بلاده ستعزز المساعدات العسكرية للمعارضة السورية المسلحة. كشف تقرير لقناة "فرانس 24" الإخبارية الفرنسية عن استعداد فرنسا للمشاركة في أي عمل عسكري ضد سوريا ولكن "بوسائل محدودة" وأشار التقرير الإعلامي إلي أن الرئيس فرنسوا أولاند سيعلن في وقت لاحق مشاركة فرنسا في عمل عسكري محتمل في سوريا لكن هذه المشاركة ستكون محدودة لتأخذ شكل دعم للولايات المتحدة التي ستكون رأس الحربة فيه. أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية أن لندن تعد خططا لتدخل عسكري محتمل في سوريا وقال رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون إن شن هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا شيء "مقيت تماما" يتطلب تحركا من جانب المجتمع الدولي وإن بريطانيا تدرس اتخاذ "رد مناسب" وقطع كاميرون عطلته ليعود إلي لندن ودعا لانعقاد البرلمان مبكرا لبحث كيفية الرد علي الأحداث الأخيرة في سوريا. وقال بيان في روما إن رئيس الوزراء الايطالي إنريكو ليتا اتفق في مكالمة تليفونية مع نظيره البريطاني كاميرون علي أن استخدام سوريا أسلحة كيماوية "غير مقبول" وقال ليتا في بيان "اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا علي حقيقة أن سوريا قد تجاوزت نقطة اللاعودة" وقال البيان إن الهجمات "جريمة غير مقبولة لا يمكن أن يتهاون المجتمع الدولي بشأنها". ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أنه في الوقت الذي تقود فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا خطاب التمهيد للعمل العسكري ضد النظام السوري فإن ألمانيا تبدو غير مستعدة لاتخاذ موقف محايد هذه المرة كما فعلت مع الحرب ضد العراق وذلك رغم تحذيرات الصحافة الألمانية من أن تصعيد الموقف في سوريا لن يؤدي إلا إلي المزيد من تدهور الوضع. وقالت المجلة إن الحرب الأمريكية المحتملة ضد سوريا قد بدأ الإعداد لها بالفعل فقد تقدمت واشنطن وفقا لتقارير الصحافة اليونانية بطلب رسمي لأثينا لتسمح لها باستخدام اثنتين من قواعدها العسكرية إحداهما في كريت والأخري في شبه جزيرة بيلوبونيز كما أكد مصدر مطلع بوزارة الدفاع اليونانية أن واشنطن طلبت توسيع نشاطها في المجال الجوي لليونان فضلا عما أوردته تقارير إعلامية مختلفة حول وجود أربع مدمرات أمريكية حاليا في منطقة شرق البحر المتوسط. وعن الموقف الألماني قالت "دير شبيجل" إن برلين أبدت نيتها المتزايدة للقيام برد فعل حاسم إزاء استخدام السلاح الكيماوي في سوريا وأوضح ستيفن سيبرت المتحدت باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. أن الاستخدام الواسع لهذا النوع من الأسلحة يعد تجاوزا للخطوط الحمراء.. مشددا علي عدم استبعاد خيار اللجوء للقوة للرد علي هذا التجاوز. في المقابل أكد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أن أي عمل عسكري ضد النظام السوري سيهدد أمن المنطقة واستقرارها وقال دهقان في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية: "في حال حصول هجوم عسكري ضد سوريا فإن أمن المنطقة واستقرارها سيكون مهدداً". ميدانيا قال ائتلاف المعارضة السورية ان قوات الاسد اسقطت قنابل فوسفورية ونابالم علي المدنيين في ريف حلب مما ادي إلي مقتل عشرة اشخاص واصابة العشرات.