تري لو سأل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وزير خارجيته أقدم وزراء الخارجية في العالم الآن "سعود الفيصل" وفي حضرة ولي العهد وزير الدفاع والطيران الأمير سلمان: ما هي الدولة العظمي في العالم؟!.. بالتأكيد سيقول الأمير سعود الفيصل: الولاياتالمتحدةالأمريكية.. في هذا الموقف لو كنت حاضراً سأقول: إجابة أقدم وزراء الخارجية في العالم ليست دقيقة. لأن هناك إجابة أدق وهي أن الدولة العظمي في العالم أمريكا بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي السابق.. أضيفوا "دويلة قطر العظمي".. وهذا من واقع الأحداث الآن في بلدي العزيز مصر. وموقف قطر العظمي من الأحداث في مصر منذ ثورة 25 يناير 2011 إلي اليوم. يجعلني أعود إلي الوراء عندما كنا نقول عن قطر المثل الشائع: "شيراتون الدوحة" و"دوحة الشيراتون".. هذا في الثمانينيات من القرن الماضي عندما زرتها أول مرة.. والمحاولات الدائمة لتزييف الحقائق وبث الشائعات وتعميق سياسة التفرقة والفُرقة. والتدخل في شئون مصر الداخلية.. ويتناسي المسئولون في قطر الذين تحميهم قاعدة العيديد. أكبر قاعدة في العالم.. وخرجت مؤخراً من انقلاب قصر لا نتدخل فيه. لكنها استخدمت ذراعها التي نعرف سمومها الأمريكية والإسرائيلية لتبث أخباراً مغلوطة عن مصر دون أمانة إعلامية وحيادية مهنية عبر قناة "الجزيرة" باللغتين العربية والإنجليزية عبر القنوات التي تتبادل معها التبادل الإخباري والإعلامي من أجل دعم فصيل الإخوان وممارساته في رابعة العدوية والنهضة.. ومن جلس مثلي الخامسة صباح الأربعاء أمام الجزيرة قبل فض الاعتصام بنحو ساعتين سيجد رسالة إعلامية مغلوطة. وبث فتنة عبرها من منصة "رابعة العدوية".. إنني أوجه رسالتي إلي أمير قطر لصالح من بث الفتنة عبر قناتك "الجزيرة" التي لا تجرؤ أن تتحدث عن انقلاب القصر الذي تم في بلدكم وجاء بكم إلي الحكم في نهاية يونيه الماضي. البيان القطري حول أحداث فض الاعتصام مرفوض من شعب خرج في 30 يونيه لطرد المعزول من القصر بعد 368 يوماً هي الأفشل في حكم مصر. وخرج في 26 يوليو.. يوم الأمجاد الوطنية في مصر ليفوض الفريق أول عبدالفتاح السيسي والقوات المسلحة في فض الاعتصام. وعليه تم تفويض الداخلية لهذه المهمة الكبيرة والعظيمة لكي تستقر الأمور أمام تظاهرات مسلحة ادعت أنها سلمية. والأسلحة التي تم اكتشافها تعكس أنها مسلحة. ولا تتوافق والمسيرات السلمية المدنية في العالم المتعارف عليها. ونقول لأمريكا: إن أوباما كغيره من رؤساء أمريكا منذ جورج واشنطن إلي اليوم. تعودتم أن تتعاملوا مع رؤساء ينفذون أجندتكم. وليس مع زعماء لهم رصيد شعبي. وهذا واضح في تعاملكم مع نهرو وتيتو وعبدالناصر ونكروما والسلفادور الليندي وسامورا ميتشل وجيفارا وكاسترو وشافيز.. وسعت الإدارة الأمريكية في عقودها المختلفة إلي التخلص منهم. أو تأليب شعوبهم عليهم.. وفشلوا.. وحتي الذين احتموا بأمريكا تخلصوا منهم بعد انتهاء الهدف واستبدلوه بآخر. وهذا واضح مع كثير من الرؤساء الذين داروا في فلكهم. وأعتقد أن قصة ضياء الحق في باكستان وماركوس الفلبين معروفة.. وكذلك جعفر نميري والحبيب بورقيبة.. هذه هي أمريكا. الصديق لها مصالحها. ومن ينفذها.. وكذلك حماية إسرائيل.. أما تلميذ حكمت يار الأفغاني السيد أردوغان. ما تحلم به لن يتحقق.. ومصر دولة محورية هي التي تملأ مكانها الإقليمي وتمتلك المقومات. لذلك علي السيد أردوغان أن يصلح ما أفسده الدهر في بلده. ومعالجة المشكلات الكثيرة التي يعانيها مع عبدالله جول في الداخل التركي. والأمر لا يبعد كثيراً عن ألمانيا والاتحاد الأوروبي والسيدة أشتون التي شهدت بنفسها كذب الآلية الإعلامية الإخوانية وذراعها الطولية الملوثة بالمال الصهيوني. التنظيم الدولي للإخوان. الذي تفرعت منه عصابات الإرهاب التي اكتوت أمريكا منه في أحداث سبتمبر واليوم تصدره لنا.. نريد أن يعي الساسة في أوروبا أن مصر بحضارتها وفكرها. لا تقبل الوصاية أو التدخل في شئونها الداخلية. وأن الرئيس المعزول الذي حاولوا أن يجعلوا منه مزاراً.. هذا تصرف غير مقبول من جموع المصريين الذين يقفون صفاً واحداً خلف قيادتهم الجديدة وقواتهم المسلحة التي صنعت تاريخها في العديد من الانتصارات.. واليوم نبدأ صفحة جديدة لبناء مصر الديمقراطية العربية الإسلامية المتسامحة بعيداً عن التشنج والتعصب والفتنة الطائفية التي تغذيها أموال قطر وإعلام أمريكا. ووقاحة أردوغان العثماني.. ومهلاً ورويداً لقطر العظمي المعروفة ب"شيراتون الدوحة" و"الدوحة شيراتون"!!