كنت أراهن دائماً أن المصري لا يمكن أن يرفع السلاح في وجه أخيه المصري.. وأنه مهما اختلفنا فكرياً وسياسياً تظل مساحة من الود والحوار بين الطرفين.. حتي عندما كان يحاول البعض إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين سرعان ما كان يعود الجميع إلي صوت العقل ونهزم معاً المحاولات الخارجية أو بمعني أدق إرهاصات الجيل الرابع من الحروب وهو يعتمد علي إشعال الفتن والانقسامات والثورات في الدول غير الواعية خاصة العربية لتعم الفوضي والحروب الأهلية وتسقط الدول بأيدي أبنائها وبتخطيط ودعم خارجي وهو ما يحدث في البلدان العربية حالياً.. والذي ساعد علي ذلك وجود مثلث التدمير لأي دولة وهو حاكم فاسد.. شعب مقهور.. وشباب عاطل.. هذه عوامل مشتركة في كل البلاد التي كانت فيها ثورات فالذي ساعد الآخرين علي تدريب الشباب ومدهم بالمال وإشعال الثورات هو وجود حكام عرب فاسدين وشعوب مقهورة.. وشباب عاطل.. وإذا وجد هذا الثلاثي في أي مكان.. كان من السهل اختراقه وتدميره بأيدي أبنائه تحت شعارات عديدة. *** ونجاح أي ثورة في العالم.. أو تجاوز أي دولة الأزمة أو محنة تمر بها.. يظل مرهوناً بوعي الشعب بما يدور حوله.. وإدراكه لمصلحة الوطن.. وقدرته علي تقييم الأمور.. والمؤامرات التي تأخذ أشكالاً وأساليب متعددة من أجل إسقاط الوطن تحت شعارات عديدة.. وهو ما حذرنا منه مراراً.. لكن للأسف الشديد لم يدرك كثيرون حجم المؤامرة وقوة تأثيرها المدعوم من الخارج بقوي لا تهدف إلا لإسقاط الوطن وجر جيش مصر العظيم إلي الصدام واستنزاف قدراته في الشأن الداخلي.. إذ لم يبق في المنطقة سواه.. بعد سقوط العراق.. وليبيا.. وسوريا واليمن في دوامات الحرب الأهلية والانفجارات اليومية والعنف الذي لا ينتهي.. ومنذ نجاح ثورة 25 يناير في إسقاط النظام البائد. وهناك محاولات مستميتة للاحتكاك بالجيش من بعض الذين تدربوا في صربيا وغيرها وقبضوا ثمن التخريب.. وإحراق المجمع العلمي وإحراق المنشآت الحيوية وقطع الطرق ومحاصرة وزارة الدفاع.. هذه السيناريوهات التصعيدية التي تم تدريبهم عليها في الخارج وتحولوا من أشخاص يشكون البطالة إلي أصحاب سيارات وشقق ورواد فضائيات ولم يرفع أحدهم شعاراً واحداً لصالح الوطن أو المواطن البسيط ولم يسع واحد منهم لإعلاء مصلحة الوطن وإنما الأهداف الشخصية والمكاسب الذاتية كانت المحرك الأساسي لهم.. وكم طلبنا من الجميع تنازلات من الكل لنصل إلي نقطة توافق من أجل مصر وحتي لا ينجح مخطط التخريب والسقوط.. لكن بعض الفضائيات المأجورة.. وبعض الذين قبضوا ثمن تخريب الوطن.. كانوا بالمرصاد لكل المحاولات الوطنية الصادقة لحماية الوطن من الانزلاق في دوامة العنف واسألوا قناة "الجزيرة" التي خانت الأمانة الإعلامية وحادت عن الصواب وتخلت عن ميثاق الشزف الإعلامي من حيث الحياد والموضوعية والتنزه عن الهوي والغرض في التناول الإعلامي لأي قضية.. فكانت دائماً تصب الزيت علي النار حتي انكشفت أمام الرأي العام المصري والعالمي عندما ركزت كاميراتها علي ميدان رابعة العدوية وتجاهلت التحرير وما يدور في ميادين وشوارع مصر بأكملها من رفض لحكم الإخوان.. ثم وجهت سهامها المسمومة ضد جيش مصر العظيم الذي حمي الثورة وحمي الإرادة الشعبية وقد انكشف الوجه القبيح لهذه القناة غير المحايدة مما دفع بعض الإعلاميين بها إلي الاستقالة.. أما الغريب والعجيب لقناة الجزيرة والذي ربما لا يعرفه كثيرون أن قناة الجزيرة المبجلة تنقل حصرياً من قلب تل أبيب مونديال شباب أوروبا والذي اختاروا إسرائيل لاستضافته.. وبدلاً من أن تتخذ الجزيرة موقفاً عربياً قومياً وترفض الدخول إلي تل أبيب أو بث بطولة من أرض عدو محتل أخذته حصرياً وتنقل المباريات علي الهواء مباشرة متحدية مشاعر الملايين من العرب الشرفاء.. في الوقت الذي تلعب فيه الجزيرة دوراً غير محايد لإسقاط الوطن.. وللأسف يظن الملايين منذ سنوات من الخداع انها قناة الحقيقة..!!