إنها المؤامرة: لم تعد خافية الملامح وسط الحالة الضبابية التي تغلف الموقف.. انها المؤامرة التي تستهدف مصر وتريد اختراقها من الداخل وإلهاءها عن المخطط الجاري في المنطقة للفوضي والتقسيم.. انها المؤامرة التي تسعي بكل الطرق الخبيثة للوقيعة بين القوات المسلحة والشعب وادخال الجيش طرفا في مواجهة بالعنف مع مظاهرة ماسبيرو. انها المؤامرة التي لا تكاد تحاصر في العباسية حتي تعود الي التظاهر لاقتحام السفارة الاسرائيلية في الجيزة وبعدها تعود الي الاشتعال بالنار امام مبني الاذاعة والتليفزيون وتتخذ نفس السيناريو حيث تبدأ بالتحريض ثم تتجه الي العنف والتخريب واراقة دماء المصريين مسلمين ومسيحيين.. انها المؤامرة التي تحاول اشعال الفتنة واثارة الاقباط من اجل بناء الكنائس وضرب الاستقرار في اصعب ظروف تاريخية يمر بها الوطن بعد الثورة.. والاخطر انها المؤامرة التي تسعي الي تقويض الدولة وضرب العمود الأساسي لها وهو القوات المسلحة التي تحافظ علي سلامة مصر وتحمل عبء حماية ثورة الشعب، وذلك هو الخط الاحمر الذي لا يمكن تجاوزه والاقتراب منه. والواقع ان المجلس الاعلي يعي هذه الحقيقة ويتمسك بضبط النفس في مواجهة المحاولات لتوريط الجيش في اي مواجهة والانقياد لرد الفعل رغم الاعتداء علي جنوده.. ولذا جاء موقف المجلس حاسما ومعبرا عن هذه العقيدة: مستمرون في تحمل المسئولية والالتزام بالحفاظ علي مقدرات الشعب ومكتسباته وتنفيذ خارطة الطريق التي حددها.. ولم يعد هناك شك في المؤامرة المبيتة من جهات مشبوهة وراء احداث ماسبيرو وقبلها الجيزة والعباسية وهي محاولات متصلة لاستدراج الجيش واستفزاز عناصره التي تؤمن المنشآت وتحمي الاستقرار.. وبنظرة فاحصة يتضح ان هناك ايادي خفية حاولت توريط المسيحيين في مظاهرة الاحد الاسود لاثارة الفتنة المفتعلة ومحاولة الوقيعة مع الجيش في ماسبيرو وتبين بالصور ان متظاهرين من عناصر مندسة كانوا يحملون اسلحة بيضاء وانابيب بوتاجاز ومولوتوف للاعتداء علي الجنود غير المسلحين بالذخيرة واحراق المدرعات العسكرية.. وذلك طبقا لمخطط مبيت لاشعال النار عمدا ومحاولة استدراج الجيش إلي الصدام واستفزاز جنوده. انها المؤامرة التي تحركها اياد خارجية وداخلية وتمضي في اتجاهات متعددة وتقطع الطريق علي التهدئة حتي لا تترك فرصة لالتقاط الانفاس وحتي تعمل الحكومة علي حل المشاكل المزمنة والقائمة.. وتبدو اطراف المؤامرة في التحريض ضد المجلس العسكري ومطالبة بعض القوي السياسية بعودة العسكر الي الثكنات وتسليم الحكم للمدنيين وهي دعوة يراد بها باطل.. فقد اكد المشير حسين طنطاوي دوما ان الجيش سيسلم الحكم بعد انتهاء الفترة الانتقالية واجراء الانتخابات البرلمانية والانتخابات الرئاسية.. والواقع ان المجلس الاعلي لا يسعي للبقاء في السلطة ويعرف واجبه الاساسي في صيانة امن الوطن ضد المخاطر الخارجية، وباعتبار مسئوليته في ادارة شئون البلاد بعد انحيازه للثورة ولكن ما حدث في ليلة الاحد الاسود من جانب العناصر المندسة وسط مظاهرة الاقباط واطلاق الرصاص علي قوات الجيش ومحاولة اقتحام مبني الاذاعة والتليفزيون يفضح ابعاد المؤامرة!. والسؤال: لمصلحة من تلك المؤامرة التي تستهدف الجيش وتسعي لاسقاط الدولة واحراق الوطن بالفتنة؟ ولحساب من اثارة الفوضي والتخريب واللعب بالنار والتحريض علي العنف؟ ولمصلحة من اشاعة عدم الاستقرار في فترة الانتخابات البرلمانية التي تجري بعد الثورة؟ ولماذا لا يعلن عن المتورطين في هذا المخطط؟! 1 لاشك ان مصر تعتبر حجر الزاوية للامن والاستقرار في المنطقة، وسقوطها في دوامة الفوضي والعنف يعطي الفرصة للقوي الخارجية بالتدخل لتنفيذ مخططاتها واجهاض الثورات العربية، بعدما قدمت ثورة مصر نموذجا حضاريا يحتذي به. 2 لاشك ان هناك قوي اقليمية لايسعدها الثورة التي اسقطت نظام مبارك وتخشي ان تنتقل العدوي اليها ولذلك لاتريد لها تحقيق اهدافها واستكمال خطواتها وحتي لا تكون نموذجا ناجحا للتغيير الذي تطالب به الشعوب العربية. 3 لاشك ان المجلس الاعلي في ادائه لمهمته يعطي القدوة والالتزام لتحقيق مطالب الشعب في الحرية والديمقراطية ولكن بعض القوي السياسية تحاول التشكيك في المجلس لحساب اجندات خاصة في الانتخابات بإثارة قضايا تخدم مصالحها. ولذا اتوقف امام تحذير المجلس الاعلي من الانقياد وراء مخطط مشبوه يسعي الي تقويض استقرار الوطن، وان القوات المسلحة ستظل علي عهدها ملكا للجميع تحمي الوطن ومصالحه العليا.. وحسب البيان: إنه لابد ان يفهم الجميع ان ممارسة القوات المسلحة لضبط النفس يجب الا يغري احدا علي التعرض لافرادها أو منشآتها او معداتها، وسيقابل بمنتهي الحزم والشدة.. كما يجب ان يدرك الجميع ان هذه المؤامرة المشبوهة »واقع« ونحذر من تداعياتها المدمرة علي امن مصر القومي!. ان نظرية المؤامرة قائمة في ظل الظروف والمتغيرات التي تمر بها مصر وكذا المنطقة العربية ومن ذلك المنظور فان هناك قوي خارجية تتربص وتضع خريطة جديدة ومنها الشرق الاوسط الجديد وهو ما يعني احتمالات التقسيم كما حدث في السودان وكما يمكن ان يحدث في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي ولذلك ينبغي ان نفتح العيون علي ما يدور من حولنا وما يحاك في الخفاء تجاه دول المنطقة واستغلال ربيع الثورات العربية!. ولكن مثل تلك المؤامرة لن تمر.