رحم الله أديبنا الكبير الراحل الدكتور طه حسين الذي وصف اللغة العربية ب "لغتنا الجميلة". آه لو كان أستاذنا طه حسين حياً وسمع وشاهد ذبح لغتنا الجميلة علي لسان مراسلي القنوات الفضائية في مختلف المحافظات وهم ينصبون المرفوع.. ويرفعون المنصوب من خلال تغطيتهم مظاهرات الشارع المصري التي اندلعت من يوم الجمعة الماضي ومازالت مستمرة حتي الآن. نعترف بأن المراسلين يبذلون أقصي جهد لتغطية الأحداث والمظاهرات ومحاولة معرفة أسماء القتلي والمصابين وجمع أكبر قدر من المعلومات والحقيقة أن التنافس بين الفضائيات صنع جيلاً من المراسلين تمرسوا العمل الإعلامي ولعل ألمع مراسلة بدأت مع أحداث ثورة 25 يناير 2011 كانت مراسلة قناة العربية راندة أبوالعزم التي قامت بتغطية أحداث الثورة وحدها بعد أن توقف بث القنوات التليفزيونية الحكومية وامتناعها عن تغطية أحداث الثورة أيام أن كان أنس الفقي وزيراً للإعلام.. وكانت الجماهير قد حطمت قناة الجزيرة. بعدها بدأت الفضائيات المصرية الخاصة والفضائيات العربية تهتم بالتغطية الميدانية من المحافظات عن طريق مراسليها وكم كنت أود أن تقوم كل قناة بتنظيم دورة تدريبية لمراسليها في فن التغطية الإخبارية للأحداث ومعها دورة مكثفة في اللغة العربية بدلاً من المهاترات التي تتم ولعثمة في اللغة وليتهم يتكلمون بالعامية طالما هم لا يجيدون التحدث بالعربية الفصحي. المرحلة القادمة تحتاج من الفضائيات إلي تجهيز جيل جديد من المراسلين الجامعيين الدارسيين المثقفين الذين يجيدون التحدث باللغة العربية الصحيحة. وإذا كنت ألوم بعض المراسلين أنهم يذبحون اللغة العربية فإن الأمر لا يختلف كثيراً عندما يتصل مذيع الاستوديو بأحد الصحفيين أو مراسلي الصحف في المحافظات لمعرفة ما لديهم من أخبار فانهم أيضاً يتكلمون عربية "مكسرة" وليتهم يتعلمون من بعض مراسلي القنوات الأوروبية والأمريكية الناطقة باللغة العربية!!