في القيامة فرح في الابدية بعشرة الشهداء والقديسين وهؤلاء الابرار نسميهم "كورة الاحياء" "مز27: 13" قوة القيامة دلت علي ان صمت السيد المسيح لم يكن ضعفا وموته لم يكن ضعفا انما دليل علي انه مات بإرادته فلقد مات في قوة وقام في قوة قام بذاته دون ان يقيمه احد فقيامته دلت علي ان موته كان بذلا ولم يكن قهرا القيامه التي جعلت القبر الفارغ رمزا للانتصار "لاعرفه وقوة قيامته" "في 3:10" القيامة تعطي القوة الروحية والشجاعة الأدبية فبقيامة السيد المسيح انتصر علي الموت "أين شوكتك ياموت؟.. أين غلبتك يا هاوية؟" "1كو 15: 55" القديس أغسطينوس يقول "جلست علي قمة العالم حينما احسست في نفسي انني لا اشتهي شيئا ولا أخاف شيئا" هذه هي قوة الزهد والتجرد والنسك قوة في الروح والمعنويات حياة نصرة دائمة "الرب يقاتل عنكم وانت تصمتون" فكل شيء مستطاع للمؤمن "مر9:23" لأن عنده طاقات عجيبة ولا يوجد مستحيل كقول السيد المسيح "ثقوا انا قد غلبت العالم" بولس الرسول عندما كان أسيرا عندما تكلم عن الدينونة ارتعد امامه فيلكس الوالي. القيامة اعطت الناس قوة جبارة لانها تحطم الموت امامهم تحطم العقبات فلا يوجد شيء مستحيل في المسيحية لا يوجد يأس ولا فشل "استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" "في4: 13" ولقد كان بيلاطس يخاف السيد المسيح ويريد ان يطلقه. القيامة تعطينا الفرحة "سيتحول حزنكم إلي فرح "يو 16: 20" ففي القيامه انتصار الحياة علي الموت. والقيامه تعطينا الرجاء فبقيامته ابطل الموت وانار الحياة والخلود "2تي 1:10" لأنه ان لم تكن القيامة لكان الموت حكما بالفناء فالقيامه هي نهاية الموت وبداية للحياة الاخري لذلك فالقيامة فرح للابرار "لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح ذلك افضل جدا" "في 1:23" حيث لا يوجد خطية ولا كراهية بين الناس ولا صراع بل تسود المحبة والفرح والسلام والطهارة القيامة هي لون من التجلي للطبيعة البشرية. ويشمل ذلك التجلي الجسد والروح كليهما معا فنقوم بأجساد روحانية نورانية سماوية. غير قابلة للفساد "1كو 15: 42 - 49" فهي غير قابلة للتحلل ولا للموت بأجساد لا تحرض ولا تتعب ولا تشكو ألما ولا وجعا ولا تتعبها شهوة ولا غريزة ولا تنتقلها المادة. بل تكون خفيفة في كل تحركاتها وتنقلاتها. وهكذا بالقيامة ينفتح الباب امام ارتقاء الطبيعة البشرية واستمرارية الحياة فيها وترجع الروح إلي هيبتها والجسد إلي بهائه وتصبح السماء هي وطن الانسان ومقره هذا الانسان الذي هو الوحيد بين الكائنات الارضية الذي وعده الله بالحياة الابدية فلا تنتهي حياته بالموت ولا يدركه الفناء بل تكون له حياة أخري أكمل. أخيراً أتمني ان يعم السلام كل العالم والشرق الاوسط ومصرنا الحبيبة بصلوات صاحب القداسة والغبطة البابا المعظم البابا تواضروس الثاني.