بقلم - نيافة الأنبا بيسنتي / أسقف حلوان والمعصرة والتبين و15 مايو أولاً أحب أن أحيي شهداء ثورة 25 وأحيي القوات المسلحة ورئىس الوزراء ونائبه وكل السادة الوزراء وكل السادة المسئولين وشباب الثورة. أهنئ المسيحيين بعيد القيامة المجيد وكل عام وأنتم بخير والرب يعيد هذه الأيام علي الكنيسة والوطن بكل الخير، قوة القيامة دلت علي أن صمت السيد المسيح لم يكن ضعفاً وموته لم يكن ضعفاً إنما دليل علي أنه مات بإرادته، فلقد مات في قوة وقام في قوة أقام بذاته دون أن يقيمه أحد فقيامته دلت علي أن موته كان بذلاً ولم يكن قهراً، القيامة التي جعلت القبر الفارغ رمزاً للانتصار »لأعرفه وقوة قيامته« (في 10 : 3). القيامة تعطي القوة الروحية والشجاعة الأدبية، فالصليب قوة (لأني أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي) (2 كو 12 : 10) فبقيامة السيد المسيح انتصر علي الموت »أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية« (1 كو 15 : 55). القيامة تعرف أمجاد الغالبين التي سينالها الإنسان كما قال السيد في سفر الرؤيا (من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبي في عرشه) (رؤيا 3 : 21) القديس أغسطينوس يقول »جلست علي قمة العالم حينما أحسست في نفسي أنني لا أشتهي شيئاً ولا أخاف شيئاً« هذه هي قوة الزهد والتجرد والنسك قوة في الروح والمعنويات حياة نصرة دائمة« الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون« فكل شيء مستطاع للمؤمن (مر 9 : 23) لأن عنده طاقات عجيبة ولا يوجد مستحيل، كقول السيد المسيح »ثقوا أنا قد غلبت العالم«. بولس الرسول عندما كان أسيراً عندما تكلم عن الدينونة ارتعد أمامه فيلكس الوالي. القيامة أعطت الناس قوة جبارة لأنها تحطم الموت أمامهم تحطم العقبات فلا يوجد شيء مستحيل في المسيحية لا يوجد يأس ولا فشل »أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني« (في 4 : 10). ولقد كان بيلاطس يخاف السيد المسيح ويريد أن يطلقه. القيامة تعطينا الفرح (سيتحول حزنكم إلي فرح) (يو 16 : 20) ففي القيامة انتصار الحياة علي الموت، والقيامة تعطينا الرجاء فبقيامته أبطل الموت وأنار الحياة والخلود (2 تي 1 : 10) لأنه إن لم تكن القيامة لكان الموت حكماً بالغناء، فالقيامة هي نهاية الموت وبداية للحياة الأخري لذلك فالقيامة فرح للأبرار »لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً« (في 1 : 23) حيث لا يوجد خطية ولا كراهية بين الناس ولا صراع بل تسود المحبة والفرح والسلام والطهارة. أخيراً أتمني أن يعم السلام كل العالم والشرق الأوسط ومصرنا الحبيبة وكل عام وأنتم بخير.