تندفع الكثير من الأسر لقبول الشاب المتقدم للزواج من بناتهن دون محاولة البحث عما إذا كانت طباعه تتلاءم مع طباع الابنة وأخلاقها.. فقد تزوجت إحدي فتيات العائلة والتي تبلغ من العمر 28 عاماً من قريب لها ذي مركز اجتماعي مرموق.. لديه شقة فاخرة في منطقة راقية.. حسدها عليه الجيران والصديقات تركت من أجله وظيفتها.. لكن لم تأت الرياح بما تشتهي السفن.. فلم يمض علي زواجها شهران حتي اكتشفت أن قريب العائلة الذي تزوجته تصعب معه الحياة.. فهو ذو طباع سيئة لا يقدرها ولا يحترمها.. يحاسبها علي كل مبلغ تنفقه ولو كان ضئيلاً.. يهددها كل لحظة بالطلاق وأحياناً يتطاول عليها بالألفاظ البذيئة وتمتد يده بضربها.. مما دفعها للطلاق كغيرها من الزوجات حديثات الزواج واللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و30 سنة.. والتي زادت أعدادهن بشكل كبير في الآونة الأخيرة.. فقد أشارت إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلي أن مصر فيها 2.5 مليون مطلقة حيث تقع 240 حالة طلاق في اليوم الواحد.. وأن هناك 778 ألف حالة طلاق منها 12332 حالة تقع قبل انتهاء السنة الأولي للزواج.. وهذا يرجع إلي أن هذا الجيل من الشباب يفتقر إلي الثقافة الدينية والأخلاقية التي هي من مسئولية الأسرة التي قامت علي إعداده لحياة زوجية ناجحة.. وأنها لم تهتم بضرورة توجيه النصيحة والإرشاد له عند اختيار شريك الحياة.. مما يدفع بالشاب أو الفتاة إلي اختيار غير سليم قد يكون بدافع الخوف من العنوسة مثلاً كما في حالة قريبتي أو أن يكون تحت أوهام بالحب أو يكون تحت عدم الإحساس بتحمل المسئولية.. أو بدافع التجربة والمغامرة أو بدافع الحياة الرغدة.. ناهيك أن "الندية" التي أصبحت موجودة بين الزوجين وافتقارهما للوعي والذكاء في التعامل فيما يعترضهما من مشكلات.. وهذا كله نتيجة عدم وجود أساس سليم في الاختيار.. قائم علي التفاهم المتبادل والتقدير والاحترام بينهما.. وتقارب المستوي البيئي والاجتماعي لهما. وإذا كانت الأسرة هي مسؤل أساسي في رفع نسبة المطلقات من صغيرات السن وما يتبعها من زيادة في عدد أطفال الشوارع.. ومن زيادة في نسبة الأطفال المصابين بالأمراض النفسية فإن الدولة ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات المهتمة بالأمومة والطفولة والمدرسة والمساجد والإعلام.. هم شركاء في هذه الظاهرة التي تحتاج منهم جميعاً إلي توحيد جهودهم.