تعد إفريقيا الوسطي آخر ضحية للانقلابات في القارة الافريقية بعدما أطاح متمردو السيليكا بالرئيس فرانسوا بوزيزيه الذي فر إلي الكاميرون.. وإن كانت ليست المرة الأولي التي يواجه فيها رئيس جمهورية افريقيا الوسطي الفار تمردا داخل البلاد من فصيل متمردي السيليكا. ائتلاف السيليكا هو مجموعة من المتمردين تضم أطيافا عدة من المعارضة ذات تناقضات سياسية لكنها متفقة علي ضرورة الاطاحة بالرئيس بوزيزية الذي اضاع - كما يقولون - كل الفرص بدءا بعدم تطبيق الاتفاقيات التي وقعت عام 2007 و2012 القاضية بدمج المتمردين في المؤسسة العسكرية. وإطلاق سراح السجناء السياسيين. واشراك المعارضة في حكومة وحدة وطنية. ولكن أين حلفاء بوزيريه ومؤيدوه فحتي الآن لم يتطرق أحد لنجدته في أصعب الأوقات التي يمر بها فتركه أصدقاء الأمس القريب - بدءاً بفرنسا المستعمر السابق. وصولا إلي تشاد البلد المجاور الذي ساهمت قواته في ديسمبر الماضي في إبقاء بوزيزيه علي رأس الدولة ودحر خطر ائتلاف السيليكا الذين كانوا يتقدمون باتجاه العاصمة - يواجه رياح الانقلاب بمفرده. كما وضع التوتر في افريقيا الوسطي جنوب افريقيا في مأزق خاصة بعد مقتل جنود منها في قتال مع متمردي السيليكا الأمر الذي ربما يمتحن استعداد جنوب افريقيا لتكون قوة قارية عظمي. وقد سادت حالة صدمة في جنوب أفريقيا لدي عودة الجنود المصابين والنعوش. وتعرض رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما لانتقادات متزايدة بسبب سقوط الجنود في معركة شرسة استمرت تسع ساعات مع المتمردين المسلحين مطلع الاسبوع الماضي. ويحاول زوما حماية صورة بلاده كصانعة سلام كبري في القارة مرسلا قوات حفظ سلام إلي دارفور وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبعثة البلاد إلي جمهورية افريقيا الوسطي وخيب آمال زوما وعطل خطته. ويقول باحثون في المعهد الافريقي للدراسات في المغرب أن هناك نوعا من التخلي من الجيوش التشادية المقيمة في أفريقيا الوسطي ومن الفرنسيين عن مساندة الرئيس بوزيزيه. وحصول توافقات جديدة مع المعارضين وخاصة ائتلاف السيليكا. علماً أن دولة جنوب افريقيا بإمكانها أن تلعب دوراً مهما في تهديد جماعة السيليكا. لكن يبدو ان قوات المساندة من جنوب افريقيا انهزمت أمام قوات السيليكا مما أدي إلي زعزعة التوازنات الاستراتيجية في غير صالح التشاد وفرنسا وهو ما أدي إلي رفع اليد عن حماية رئيس جمهورية افريقيا الوسطي. وبهذا الانقلاب يزداد ضجيج التوتر داخل القارة الافريقية التي شهدت اضطرابات متتالية من بينها الحرب في مالي ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة كما ان نيجيريا كانت قد شهدت 6 انقلابات. وموريتانيا شهدت أكثر من 14 انقلابا. والآن نجد انقلابا عسكرياً آخر في افريقيا الوسطي. وقبل بضعة أشهر كان هناك انقلاب عسكري تم التستر عليه في موريتانيا. ويري بعض المحللين ان ظاهرة الانقلابات العسكرية في القارة الافريقية حدثت تأثراً بثورات الربيع العربي التي كسرت حاجز الخوف بين الشعوب والأنظمة الحاكمة. واصبح التمرد علي أي نظام حاكم شيئاً مألوفاً بما في ذلك دول الربيع العربي نفسها.