روي أحاديث الجمال. وحمل في صدره أضعاف ما كتب وقال. وشهد له المحدثون والحفاظ بالفضل والعلم علي مر الأجيال. قيل للإمام الليث بن سعد: "إنا نسمع منك الحديث. ليس في كتبك.. فقال: أو كل ما في صدري في كتبي؟!.. والله لو كتبت ما في صدري. ما وسعه هذا المركب". وكانت للإمام الليث سفينة يسافر بها في النيل إلي الإسكندرية وغيرها من الأقاليم المصرية. ينشر علمه ويساعد طلاب العلم والمحتاجين وعابري السبيل. وقد تضمنت كتب الحديث الشريف "الصحاح والسنن" الكثير من أحاديث الإمام الليث بن سعد. روي عبدالملك بن شعيب عن أبيه "الإمام الليث" عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة". وأحاديث الجمال هي أحاديث الأخلاق والقيم والمثل العليا. وعندما كان في زيارة للعراق كان طلاب العلم يجتمعون حوله. ويستمعون إلي دروسه. ويسجلون الأحاديث التي رواها. وتكرر ذلك في كل مكان ذهب إليه أو حدث فيه. يقول الإمام الأكبر الراحل الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر 73 1978 في كتابه "الليث بن سعد إمام أهل مصر" كان الإمام الليث محدثا بكل ما تحمله الكلمة من معني. لم يقتصر اهتمامه علي أحاديث الأخلاق فحسب. لكنه تناول جميع الأبواب الأخري. وقال إنه من طراز المحدثين المتخصصين في الحديث النبوي الشريف. وأنه في علمه واجتهاده يعد واحدا من الأئمة الأعلام في تاريخ الإسلام أمثال مالك. والثوري والأوزاعي وأنه ممن يطلق عليهم "أهل الأثر" وهو وصف يطلق علي علماء الحديث الكبار وعلي الملتزمين في اجتهادهم بالكتاب والسنة. وقد وضعه الإمامان أبونعيم ومصطفي عبدالرازق ضمن أئمة الصوفية الأوائل لاهتمامه بأحاديث الأخلاق والمثل العليا. والإمام أبونعيم بن عدي محدث شهير وفقيه كبير من أئمة الشافعية. من أعلام القرن الثالث الهجري. والإمام الأكبر مصطفي عبدالرازق أحد شيوخ الأزهر "45 1947" أول أزهري يشغل وظيفة وزير الأوقاف وشغل هذا المنصب ثماني مرات. تخصص في دراسة الفلسفة. وأجاد اللغة الفرنسية. بدأ تفوق الإمام الليث بن سعد في وقت مبكر. وشهد العلماء الوافدون إلي مصر من المدينةالمنورة والشام وغيرها بحسن اجتهاده وعلمه. تنبأ الإمام يحيي بن سعيد الأنصاري له بمستقبل باهر في الفقه والحديث وقال له: إنك أمام منظور. والإمام الأنصاري أحد التابعين الكرام وشيخ أئمة المدينة روي الإمام الليث بن سعد أنه دخل علي نافع مولي ابن عمر رضي الله عنهما فسأله: من أين؟ قلت: من أهل مصر. سأله نافع: ابن كم؟ قال الليث: ابن عشرين. قال نافع: أما لحيتك فلحية ابن أربعين.