تصاعدت المواجهات ببورسعيد. في يومها الخامس أمس علي التوالي بين الأهالي وقوات الأمن.. وفي واقعة غريبة من نوعها تمكن الأهالي ظهر أمس. من الإمساك بأحد الشرطيين السريين التابعين لقسم شرطة الشرق. أثناء تدخله بين المتظاهرين الغاضبين بحديقة ميدان المسلة "مسرح أحداث تلك المواجهات" أبرحوه ضربا وأخذوه رهينة لمساومة المسئولين بمديرية الأمن باطلاق سراحه وتسليمه لهم مقابل إطلاق سراح عدد من شباب المدينة الذين تمكنت القوات من إلقاء القبض عليهم ليلة أمس وأمس الأول وعددهم 51 شخصا. كان أحد الصبية بميدان المسلة قد فوجئ بشخص يسأله أسئلة غريبة عن تظاهرات الأهالي. فارتاب في أمره وصرخ مناديا علي جموع الأهالي من حوله "مخبر امسكوه" ليهرع إليه المئات من كل مكان داخل الميدان. بينما حاول هو الهرب داخل حديقة المسلة تتبعه المتظاهرون وأمسكوا بتلابيبه وأبرحوه ضربا وركلا وسط أصوات تعالت بين المتظاهرين لا تؤذوه بل نأخذه رهينة لفك أسر وإطلاق سراح أولادنا الثمانية الذين ألقت قوات الأمن القبض عليهم.. وبدأ الحكماء في تهدئته بعدما أغشي عليه. وعثروا معه علي طبنجته الميري وتحقيق شخصية يفيد أنه يدعي عبدالهادي أحمد غريب ويعمل عريفا سريا بمديرية أمن بورسعيد. انتقل اللواء عادل الغضبان الحاكم العسكري للمحافظة مع مجموعة من ضباطه وجنوده وحاول أخذ الشرطي منهم إلا أن المتظاهرين رفضوا بشدة وسلموه فقط الطبنجة الميثري للشرطي. بينما احتفظوا بتحقيق شخصيته لينصرف الحاكم العسكري ورجاله غاضبا بعد فشل محاولات اقناع المتظاهرين بتسليمه لهم.. ثم قام المتظاهرون بعد ذلك بحمله كالذبيحة بعدما راح في غيبوبة وخرجوا به من حديقة المسلة حتي ناصية شارع عرابي ومحمد علي علي رصيف أحد المطاعم الشهيرة بالمنطقة والمغلق أبوابه بسبب تلك الأحداث. حيث قاموا بسنده علي كابينة "دولاب" الكهرباء علي الرصيف وراحوا في محاولات عديدة لإفاقته. رغم منع المتظاهرين كل من حاول تصويره معهم سواء بالموبايلات أو الكاميرات.. إلا أن عدسة "الجمهورية" استطاعت التقاط صورة له وسط الازدحام الشديد حوله ومنع كل محاولات التصوير له.. وقاموا باحضار سيارة ونقله الي مكان يعلمه بعضهم فقط لإسعافه من اصاباته بالجروح التي ملأت وجهه ورأسه وجسده. حتي يكون "رهينة" الغد وورقة ضغط شعبي للإفراج عن مجموعة الأشخاص من الأهالي الذين تم القبض عليهم وايداعهم حجز مديرية الأمن تمهيدا لعرضهم علي النيابة بتهمة إثارة الشغب. قامت القوات وتحت شعار كثيف من القنابل المسيلة للدموع بتحريك مدرعاتها في كل اتجاه ليلا ومطاردة المتظاهرين مع إطلاق أعيرة الخرطوش عليهم لتفريقهم وابعادهم عن ميدان المسلة ومحيط مبني مديرية الأمن والمحافظة. وامتدت تلك المطاردات طوال الليل وحتي الساعات الأولي من فجر أمس بل خرجت من نطاق ساحة المواجهات الأمنية بميدان المسلة الي شوارع المحافظة بطرح البحر والثلاثيني والأجنبي وقام الأهالي أكثر من 0001 شخص بجلب أكياس النايلون وقاموا بتعبئتها بزيت الطعام. لعمل أكمنة لتلك المدرعات الشرطية التي ظلت تطاردهم ويقوم أفراد آخرون بالقبض علي من يستطيعون من المتظاهرين. وذلك علي ناصية شارعي محمد علي واوجيني القريبة من قسم شرطة العرب. خلال تلك المطاردات قامت قوات الأمن باضرام النيران في نحو "8" دراجات بخارية "موتوسيكلات" كان يستقلها بعض المتظاهرين بعد إصابة أصحابها إما باختناقات الغازات المسيلة للدموع. أو أعيرة الخرطوش.. حيث ارتفعت فاتورة ضحايا تلك المصادمات خلال ليلة أمس "الخميس" فقط إلي "081" أشخاص بينهم 85 مصابا بطلق خرطوش تم نقل 3 حالات منهم لخطورة حالاتهم الي مستشفي الاسماعيلية الجامعي. علاوة علي اصابة "56" آخرين بحالة اختناقات بالغاز و"4" آخرين بجروح وكدمات مختلفة جراء الكر والفر. وفي سياق متصل وفي إطار حالة العصيان المدني الذي تعيشه بورسعيد والذي دخل يومه التاسع عشر أمس توجه مجموعة كبيرة من شباب رابطة الالتراس المصري. بأعداد كبيرة الي منطقة الاستثمار حيث قاموا بحصارها واخراج عدد كبير من عمال 3 مصانع للتضامن معهم في عصيانهم. حيث جابت مسيراتهم شوارع المدينة وحتي ميدان المنشية. بعيدا عن ساحة المواجهات الأمنية بميدان المسلة ومحيط مديرية الأمن حيث ان معظم هؤلاء العمال من العمالة الوافدة بشكل يومي من المناطق والبلدان القريبة من المحافظة بالمنزلة والمطرية والدقهلية والقنطرة بالاسماعيلية. وحتي مثول الجريدة للطبع.. مكثت ساحة المواجهات الأمنية في حالة من الحذر والترقب لاشتعال المواجهات والمصادمات مرة أخري بين عشية وضحاها.. خاصة بعدما شاهد المتظاهرون وللمرة الثانية أمس خلال أيام المصادمات الخمسة. صعود مجموعة من القناصة الي سطح مبني إدارة البحث الجنائي الملاصق لمبني مديرية الأمن.