إثبات الذات كان شعار الشركات المصرية المشاركة في معرض ومؤتمر الصحة العربي الدولي والذي عقد في مدينة دبي بدولة الامارات العربية والذي استمر 4 أيام وشاركت فيه أكثر من 3500 شركة عالمية من 63 دولة. ظهر الجناح المصري والذي يضم 28 شركة في مجال المستلزمات الطبية بشكل مشرف بفضل الدولار والتمثيل الجيد للهيئة العامة للمعارض والأسواق الدولية المصرية و الذي شهد أقبالا كبيرا من زوار المعرض من مختلف الدول للتأكد من مشاركة مصر في هذا المعرض في ظل الأحداث التي تشهدها البلاد وكان السؤال المتكرر علي لسان زوار المعرض هو كيف حال مصر الآن لما نراه ونسمعه من أخبار وأحداث فكان الرد أن مصر بخير بدليل تواجدنا في المعرض واستطاعت الشركات المصرية ان تحقق صفقات تصديرية تقدر بحوالي 250 مليون جنيه لعدد من الدول العربية والأوروبية والأفريقية. وقد كشف التواجد الكبير للشركات العالمية في هذا المعرض ان أسواق الرعاية الصحية من أكثر القطاعات نمواً في المنطقة العربية. ورصد المعرض ان حجم الانفاق علي الرعاية الصحية في المنطقة العربية وشمال افريقيا حوالي 133 مليار دولار. وقد أقيم علي هامش هذا المعرض أكثر من 19 مؤتمراً صحياً حول التعليم الطبي والجديد في مكافحة الأمراض لو أحدث الأجهزة الطبية الحديثة يشارك في هذه المؤتمرات أكثر من 80 ألفاً من الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية من أنحاء العالم ويمثل هذا المعرض المتخصص ركيزة أساسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لأنه يعد من أهم وأكبر المعارض للرعاية الصحية حيث يتم من خلال رصد كل ما هو جديد في الرعاية الصحية إلي جانب أحدث التقنيات والتطورات العالمية في الأجهزة الطبية المتقدمة والتي تم انتاجها ولم يعلم الكثيرين عنها بشئ خاصة وان سوق منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا يشكل أحد أهم الأسواق العالمية الجاذبة للاستثمار في الرعاية الصحية نتيجة زيادة السكان وارتفاع الطلب علي الخدمات الصحية. وأكد الدكتور سامي الجنوبي رئيس شعبة الأجهزة الطبية باتحاد الصناعات ان هناك اصراراً من الشركات المصرية في مجال الأجهزة الطبية علي المشاركة في المعارض بالرغم من المصروفات والمشاكل إلي هذه الصناعة في مصر مما يتطلب العمل علي ايجاد حلول لها. وقال ان الشركات المصرية المشاركة في معرض الصحة بدبي استطاعت ان تفقد العديد من الصفقات التصديرية إلي عدد من الدول تصل قيمتها 250 مليون جنيه مصري مشيرا إلي انه رغم تخوف المستوردين في هذه الدول من عدم الاستقرار في مصر نتيجة للأحداث الجارية الا انهم اصروا علي التعاقد حيث كان سؤالهم المتكرر عن كيف حال مصر الآن وتم طمأنتهم. وأكد علي أهمية مساندة الصادرات لتستطيع المنافسة وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية مع مثيلتها من الدول الأخري حتي يمكن تحقيق الهدف في تشجيع الصناعات الطبية ووضع معدلات النمو إلي 15% خلال المرحلة القادمة. وقال ان صناعة المستلزمات في مصر تغطي 50% من احتياجات السوق المحلي ويتم استيراد الجزء الباقي بما قيمته 3 مليارات جنيه مشيرا إلي ان حجم الصادرات يصل إلي مليار ونصف المليار جنيه. وأضاف انه يجب ان تقوم وزارة الصحة بدور فعال في مساندة شركات المستلزمات الطبية المصرية للحصول علي شهادات الجودة لرفع مستوي التصنيع وان يتم تشديد الرقابة علي هذه الشهادات وطالب بضرورة حل مشاكل التسجيل بحيث لا تزيد المدة علي 15 يوما خاصة وان التسجيل حاليا يستغرق أكثر من عام ونصف للحصول عليه لمنع التأخير والمساعدة في عمليات التشغيل. وقال ان التحفيز للتصدير يتطلب ان يتم منح المنتخبين شهادة تداول للمنتجات بالاضافة إلي السوبر ماركت. وطالب بضرورة انشاء مجلس قومي لسلامة الدواء والمستلزمات الطبية علي غرار الهيئة القومية لسلامة الغذاء حتي يمكن الوصول الي العالمية. يضيف الدكتور عوض جبر خليل رئيس المجلس التصديري للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية والتجميل ان هناك خطة للنهوض بهذه الصناعات وزيادة حجم التصدير للأسواق الخارجية إلي جانب التطوير والتحديث مشيرا إلي انه لا يوجد سوي مصنع واحد هو الذي يصدر الدواء إلي أوروبا فقط أما باقي المصانع فتواجه العديد من المعوقات والمشاكل والتي تعمل علي حلها من خلال العمل علي تأهيل الشركات في القطاعات الثلاثة للحصول علي شهادات الجودة الأمريكية مشيرا إلي ان عدد مصانع الأدوية في مصر 1200 مصنع دواء بالاضافة إلي 60 مصنعاً آخر تحت الانشاء مشيرا إلي ان الخطة تتضمن أيضا برامج تدريبية للشركات والعاملين فيها للحصول علي الشهادات الدولية من خلال عمل علاقات تصنيع مشترك شريك أجنبي حتي يتم تسهيل الحصول علي كافة الشهادات سواء كانت جودة أو تأهيل مما سيساهم في زيادة معدلات التصدير وفتح أسواق جديدة. وطالب بضرورة تطوير منظومة التسجيل والتسعير ووضع ضوابط لها وان يتم اعادة النظر في رسوم التسجيل والتي تصل الي أرقام فلكية للصنف الواحد أكثر من 14 ألف جنيه ولن يتم ذلك الأمر خلال انشاء الهيئة القومية لسلامة الدواء والمستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل. وقال الدكتور شريف عزت عضو شعبة الأجهزة الطبية ورئيس الشعبة السابق ان منظومة الرقابة والتسجيل ووزارة الصحة تحتاج إلي تصحيح أوضاع خاطئة واعادة النظر فيها بهدف القضاء علي البيروقراطية والروتين مشيرا إلي ان هناك تراجعاً كبيراً في سوق المستلزمات الطبية بسبب الوضع السياسي وعدم الاستقرار. وأضاف ان هناك هروباً كبيراً للاستثمارات من مصر الي دول أخري نتيجة الأحداث المتلاحقة التي لا تبشر بأي أمل خاصة وان معدلات النمو في صناعات المستلزمات الطبية انخفضت إلي أدني مستوي لها مما ينذر بكارثة. وقال الدكتور محمد السعيد عضو الشعبة ان صناعة المستلزمات من الصناعات الواعدة التي تحتاج الي مساندة لتستطيع تحقيق أكبر عائد في أقصر وقت زمني مشيرا إلي ان هذه الصناعة استطاعت تحقيق معدلات تصديرية وانتاجية تغطي احتياجات السوق المحلي والتي تقدر بحوالي 6 مليارات جنيه. وأكد علي ضرورة تضافر الجهود بين وزارة الصناعة والصحة لايجاد حلول واقعية كل المشاكل والمعوقات التي تواجه صناعات الدواء والمستلزمات الطبية والتجميل. وكشف رئيس المجلس التصديري للصناعات الدوائية والمستلزمات انه تم انشاء أكبر مركز تجاري مصري للتسويق في مدينة الشارقة بدولة الامارات بتكلفة 30 مليون جنيه وذلك في اطار خطة المجلس لانشاء مراكز أجنبية في أفريقيا من خلال الاستفادة بفروع شركة النصر للاستيراد والتصدير.