حالة من الصراع الخفي تدور حاليا بين قوي التيار الديني والتيار المدني استعدادا للانتخابات البرلمانية القادمة والهدف شباب الثورة. يحتدم الصراع حول الشباب من ثلاثة محاور الأول التيار الديني بقيادة الحرية والعدالة وائتلاف القوي الاسلامية والثاني جبهة الانقاذ الوطني والثالث تحالف مصر القوية الذي يترأسه د. عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح السابق لرئاسة الجمهورية وهو ما يشبه مثلث برمودا المخيف الذي يريد ابتلاعهم. شباب الثورة ربما يصبح الحصان الاسود خلال المرحلة القادمة بعدما استطاع أن يشعل شرارة ثورة 25 يناير ورغم ذلك خرج خالي الوفاض في الانتخابات الأولي بعد الثورة ولكنه استطاع خلال العامين الماضيين أن يكتسب القدرات التنظيمية وأصبح له تأثير كبير وتتصارع عليه الكثير من القوي لاقتناص أكبر عدد من مقاعد البرلمان القادم. بعض هؤلاء الشباب خاض الانتخابات السابقة والبعض الآخر يخوض التجربة للمرة الأولي مطالبا بأن تستوعب قوائم الأحزاب والقوي والتيارات السياسية عددا مناسبا من الشباب في مواقع متقدمة علي القوائم. يقول د. مصطفي النجار أحد شباب الثورة ومؤسس حزب العدل وعضو البرلمان السابق انه سبق له خوض الانتخابات الأخيرة واستطاع الفوز بمقعد بالبرلمان بصعوبة شديدة بعد احتدام الصراع بينه وبين مرشح حزب الحرية والعدالة. أضاف انه سيخوض الانتخابات القادمة في نفس الدائرة الانتخابية بمدينة نصر كمرشح فردي مستقيل رافضا خوض الانتخابات علي أي من القوائم الحزبية. أشار النجار إلي ان جبهة الانقاذ الوطني وتحالف مصر القوية تواصلا معه وطلبا أن يخوض الانتخابات علي رأس قائمتهما ولكنه رفض وفضل خوض الانتخابات كمستقل. قال ان شكل البرلمان القادم سيتوقف علي التحالفات الانتخابية واذا استطاع التيار المدني التوحد وخوض الانتخابات بقوائم محددة سيكون له دور مؤثر وعدد مناسب من مقاعد البرلمان وإذا لم يتوحدوا فنحن في انتظار برلمان صورة طبق الأصل من البرلمان السابق. قال طارق الخولي وكيل مؤسسي حزب 6 أبريل لدينا خمسة كوادر ستخوض الانتخابات القادمة وهم طارق الخولي وعمرو عز وعمرو الوزيري ومحمد الشهاوي منسق 6 أبريل بالاسكندرية واحمد مجدي منسق 6 أبريل ببورسعيد. أضاف ان حركة 6 أبريل موجودة في جبهة الانقاذ كعضو رئيسي ولكننا حتي الآن لم نحسم خوض الانتخابات علي أي قائمة حتي الآن لأن الشباب يريدون خوض الانتخابات علي قوائم متقدمة وليسوا في ذيل القائمة. أكد الخولي ان المفاوضات مازالت جارية حتي الآن داخل التحالفات الانتخابية وهناك مفاوضات ووساطات احداها من التيار الديني الذي يريد استمالة الشباب لجانبه حتي لا يتم اتهامه بالعنصرية من ناحية ومن ناحية أخري هدم الكتلة الشبابية وعدم تجمعها حول جبهة واحدة تكون ندا لهم في الانتخابات. قال ان الانتخابات القادمة سيكون فيها توازن قوي والصراع متكافئ بين التيار الديني والمدني والمنافسة ستكون شديدة ولن يكون هناك فصيل واحد مهيمن علي الأغلبية البرلمانية القادمة. أوضح عصام الشريف المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمي ان الجبهة تتشاور مع بعض القوي الثورية مثل ثورة الغضب الثانية وتحالف القوي الثورية لاعداد قوائم شبابية لخوض الانتخابات تحت اسم "قائمة صوت الثورة" للمنافسة علي جميع مقاعد البرلمان. من ناحية أخري رفض الشريف خوض الانتخابات القادمة علي قوائم جبهة الانقاذ الوطني لأن الشباب يعملون بطريقة ثورية والجبهة تعمل بطريقة سياسية. قال مصطفي النجمي المتحدث باسم الاتحاد العام للثورة ان هناك مفاوضات يجريها الاتحاد مع أحزاب الحرية والعدالة والنور والبناء والتنمية والوفد لخوض الانتخابات علي قوائمها. أضاف انه تم الاتصال بالدكتور طارق الزمر المتحدث باسم حزب البناء والتنمية ورحب بالشباب وأن يكونوا علي رءوس القوائم التي سيخوض بها الحزب الانتخابات لما لهم من تأثير قوي في الحشد والمثابرة في خوض التجربة. أشار النجمي إلي ان الانتخابات القادمة ستشهد دورا كبيرا للتيار الديني لما لديه من قدرات مالية وتنظيمية جيدة بالإضافة للحشد الشعبي الكبير لهم في محافظات الصعيد والوجه البحري بعد أن انتهي دور الفلول للأبد. أكد د. علي عبدالعزيز رئيس حكومة الظل الممثلة لشباب الثورة ان الشباب محبط ومكتئب وليس لديه القدرة علي خوض الانتخابات لأنه لا يمتلك القدرة المالية أو التنظيمية التي لدي بعض القوي السياسية. أشار إلي ان الشباب كانوا يأملون في أن تكون السلطة المنتخبة بعد الثورة مساندة للشباب ولكن الاخوان المسلمين لا يعترفون بدور الشباب في أن يكونوا في مواقع متقدمة. قال ان التيار المدني لن يحصل إلا علي عدد محدود من المقاعد في البرلمان القادم بسبب حالة التفتت في الأصوات في مقابل التيار الاسلامي الذي يتوحد ويتجمع في عدد محدود من القوائم الانتخابية.