شارع 26 يوليو شريان مروري هام يربط وسط العاصمة بالجيزة والسادس من أكتوبر الآن احتله باعة الملابس المستعملة في منطقة بولاق أبوالعلا حتي أغلقوه تماماً أمام حركة السيارات والمارة لتحدث جلطة مرورية لأنه لم تتبق سوي حارة واحدة لمرور السيارات وعجزت شرطة المرافق وإدارة الإشغالات بالحي عن مواجهة الباعة.. بل وأطلق النار عليهم من قبل الباعة مما جعلهم يكتفون من الغنيمة بإزالة باعة الفاكهة بجوار مستشفي الجلاء وشركة الكهرباء وترك بقية الشارع لباعة الملابس خاصة أن بعض موظفي المرور والحي يحصلون علي "رشاوي" شهرية من الباعة لتنبيههم عند نزول الحملات. يقول محمود عبدالسلام من سكان بولاق أبوالعلا: محلات الملابس المستعملة كانت تنحصر في منطقة وكالة البلح علي الكورنيش والشارع الجديد ومحلات قليلة بشارع 26 يوليو. ويقوم صاحب المحل بتأجير الرصيف أمام المحل ليسمح للشاب بالوقوف بحامل ملابس أمام المحل. ثم تطور الأمر لتأجير الشارع أمام الرصيف. والخوف بعد ذلك من غلق الشارع نهائياً ومنع السيارات من المرور بالشارع. فنحن نشاهد مشاجرات شبه يومية بين سائقي السيارات وأصحاب هذه "الحوامل". محمد عربي سائق يؤكد.. في غياب الأمن كل شيء مباح. فرجال المرور يتواجدون فقط عندما يمر رئيسهم. ثم يتركون الشارع يتخبط في زحام شديد. كما أن شرطة المرافق لا تمر الآن علي الإطلاق. وبالتالي أصحاب الحرف الأخري من سكان بولاق الذين يعانون من البطالة. وكثير من الشباب أصحاب المؤهلات الذين استغنت عنهم شركات الخصخصة يفضلون الوقوف بالشارع بحامل ملابس مستعملة. ويقومون ليلاً بسرقة التيار الكهربي لإنارة المكان. يضيف حمادة المنياوي "موظف": أسكن بمطار إمبابة وأولادي يصلون لمدارسهم ببولاق بعد الحصة الأولي يومياً بسبب بائعي "البالة" الذين يغلقون الرصيف تماماً. كما أن الشارع يسير حارة واحدة فقط. مما اضطر السائقين لاتخاذ الشوارع الجانبية كطرق بديلة لشارع 26 يوليو. ومع ذلك أصل إلي عملي متأخراً يومياً. ورجال المرور لا يفعلون شيئاً ونحن نتساءل: أين المرافق والحي ومحافظ القاهرة. وكيف يسمحون بحدوث هذه المهزلة؟! تضيف منار إبراهيم "موظفة بإحدي الجهات الحكومية" بمنطقة الجلاء أن رحلة عودتها من عملها إلي مسكنها بالكيت كات لا تستغرق ربع الساعة. وأصبحت الآن تقضي أكثر من ساعة في الطريق بسبب التكدس المروري بشارع 26 يوليو. أما محمود "سائق ميكروباص" فقد أصبح لا يعمل من الواحدة إلي الخامسة مساءً. لأن الدورة الواحدة أصبحت تتعدي الثلاث ساعات ذهاباً وإياباً من الإسعاف إلي مطار إمبابة. مما يؤدي إلي تهالك السيارة وزيادة مصروفات الوقود والصيانة. فقرر اعتبار الوقت الضائع راحة ليعمل بالصباح وبعد السادسة مساءً. محمد عبدالخالق "طالب" يتضرر من الإزعاج المستمر الذي يسببه الباعة ووقوفهم بالاستاندات بمنتصف الشارع مما يغلق الطريق تماماً وخاصة في غياب رجال المرور. علماً بأن الاستاندات جميعها بعجلات لسهولة حركتها. وهي محملة بالملابس وسط السيارات لذا يتعاون شباب المنطقة لتنظيم المرور ابتداء من مستشفي الجلاء حتي مطلع كوبري 15 مايو. مع ملاحظة أن الباعة احتلوا الشارع حتي دار القضاء العالي والأرصفة بشارع رمسيس ولا نعرف متي يتوقف هذا الزحف؟!