تصدر المشهد السياسي المصري واجهة الأحداث العالمية. الجميع يكتم أنفاسه حتي الوصول إلي نهاية الصراع الدائر علي ضفاف النيل. وقد تباينت آراء الصحافة العالمية والعربية حول تداعيات الأزمة. وبدأ جدل - من نوع خاص - حول سبل الخروج بمصر إلي بر الأمان. دعت صحيفة ¢الجارديان¢ البريطانية أمس الرئيس محمد مرسي إلي ضرورة البحث عن سبل بديلة لتهدئة الوضع وإعادة الثقة إلي أبناء الشعب المصري. لاسيما أن إلغاء الإعلان الدستوري المثير للجدل الصادر في الشهر المنصرم ليس كافيا لحل الأزمة الراهنة. حسب رؤية الصحيفة. أكدت الصحيفة البريطانية - في مقال افتتاحي أوردته علي موقعها الإلكتروني- أنه يتعين علي الرئيس مرسي في الوقت الراهن إيجاد سبل بديلة لإقناع المعارضة بأن مشروع الدستور. الذي هو لب الأزمة. لن يكون مجرد وثيقة يجري التنافس لإقرارها أو رفضها. وإنما سيكون ميثاقا يمكن أن يلقي قبول المصريين جميعا. رأت الصحيفة أن مشكلة مصر الرئيسية في فترة ما بعد الثورة هي أن القوي السياسية التي لعبت دورا كبيرا في إسقاط النظام السابق مثل الليبراليين والعلمانيين والشباب من الطبقة الوسطي. لم يستطيعوا ترجمة نجاحهم في صناديق الاقتراع. وقالت الصحيفة ¢ إن الإخوان المسلمين الذين كانوا في المرتبة الثانية في الشوارع. استطاعوا الحصول علي المركز الأول في صناديق الاقتراع. وأثبتوا بذلك مدي تنظيمهم واتحادهم خلال الإنتخابات. كما استطاعوا اكتساب احترام وثقة العديد من المصريين علي مر السنين من خلال عملهم الإجتماعي وتهدئة مخاوفهم. خلصت ¢الجارديان¢ إلي القول ¢ إلي أنه ليس هناك من شك في أن جزءا كبيرا من المسؤولية لإنقاذ الوضع يقع علي عاتق الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين المنتمي إليها. فضلا عن أن المعارضة أيضا تتحمل جزءا كبيرا من المسئولية أيضا¢. من جانبها ركزت الصحف الفرنسية علي تطورات المشهد السياسي في مصر علي ضوء قرارات الرئيس محمد مرسي بإجراء الاستفتاء علي الدستور في موعده المقرر السبت المقبل ورفض المعارضة. كتبت صحيفة "لوباريزيان" اليومية الفرنسية تحت عنوان ¢في مصر.. معارضو مرسي يواصلون الضغط¢ أن عدة آلاف من المتظاهرين تجمعوا يوم الأحد خارج مقر الرئاسة المصرية بضاحية مصر الجديدة في موجة من الاحتجاجات لم يسبق لها مثيل منذ انتخاب الرئيس محمد مرسي قبل نحو ستة أشهر. وأبرزت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية الفرنسية ما تشهده مصر من تطورات لاسيما مع اقتراب موعد الاستفتاء علي نص الدستور الجديد. حيث ذكرت أن الإسلاميين والقوة الليبرالية واليسارية المعارضة دعوا كلا من جانبه إلي التظاهر الثلاثاء.. فالجانب الأول يرغب في دعم الاستفتاء والآخر لإعلان رفضه إجراء الاستفتاء علي نص الدستور ¢مما يثير المخاوف من صدامات جديدة¢ بحسب الصحيفة. ونقلت الصحيفة الفرنسية عن محمود غزلان المتحدث باسم الإخوان المسلمين تصريحه لوكالة الأنباء الفرنسية والتي أعلن من خلالها أن ائتلافا يضم 13 حزبا إسلاميا بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين دعوا إلي التظاهر الثلاثاء للاحتجاج تحت شعار ¢ نعم للشرعية.. نعم للإجماع الوطني¢. وأضافت الصحيفة أن هذا الإعلان جاء بعد دقائق من الدعوة التي أطلقتها جبهة الانقاذ الوطني إلي تنظيم مسيرات مناهضة للاستفتاء في ربوع مصر. وتحت عنوان "المعارضة والإسلاميون يدعون إلي التظاهر" تناولت صحيفة "لوموند" المشهد السياسي المصري واستعدادات المؤيدين والمعارضين للتظاهر غدا.. مذكرة أن الرئيس محمد مرسي وفي محاولة للخروج من الأزمة السياسية التي تغرق فيها البلاد حاليا. قام مساء السبت الماضي بإلغاء الإعلان الدستوري الذي تسبب في عاصفة من الاحتجاج. وتم استبداله بمرسوم جديد مع الاحتفاظ بموعد الاستفتاء علي نص الدستور الجديد. اهتمت الصحف اللبنانية أمس بتطورات الأوضاع السياسية في مصر بعد صدور إعلان دستوري جديد من جانب الرئيس محمد مرسي عقب مناقشات طاولة الحوار. أكدت الصحف أهمية تحقيق الاستقرار السياسي في مصر لكونها بوصلة العرب وأن استقرارها مؤشر حقيقي للوضع العربي وعكس ذلك فإن مصر تدخل مرحلة الخيارات الصعبة وتزداد الأزمة عمقا. وطالبت بوضع مصلحة مصر فوق كل المصالح والاعتبارات السياسية. فمن جانبها. رأت صحيفة "السفير" أن الإعلان الدستوري الجديد يعمق الأزمة حيث لا أحد في مصر بارح مكانه. فلم يفلح الإعلان الجديد في كسب أنصار جدد في صف الرئيس مرسي والاستفتاء علي مشروع الدستور الجديد. ولا المعارضة اقتنعت وتراجعت عن موقفها. ولا شيء في مصر غير موازين المعادلة السياسية. ويعني ذلك عمليا أن الإعلان الدستوري الجديد عقد الأمور أكثر مما هي معقدة. ودفع بالأزمة السياسية إلي صدام يلوح في الأفق. بعد تمسك كل طرف بموقفه. وبدورها. شددت صحيفة "الشرق" علي أن مصلحة مصر فوق كل اعتبار بغض النظر عن أن الرئيس مرسي تراجع أو لم يتراجع. مؤكدة أن بقاء مصلحة مصر هي الأساس. وأنه إذا كان التراجع لمصلحة مصر لا يكون تراجعاذلك أنه في حال الأزمة المصرية. ليس المهم من يربح. ليس مهما أن يربح مرسي أو أن تربح المعارضة. المهم أن تتحقق مصلحة مصر العليا. ومن المفترض أن الرئيس مرسي ومعارضيه أيضا يسعون إلي تحقيقها ويعملون في سبيلها. وأنه في اليقين أنه لم يفت الأوان بعد علي إنقاذ مصر من هذه الأزمة المتمادية. إذا أقدم الرئيس مرسي علي خطوة جريئة لا تشكل تراجعا بقدر ما تشكل مدخلا لحل ينقذ مصر من هذه الدوامة التي تتخبط فيها ويتعذر تقدير أبعادها وتداعياتها. ونقلت صحيفة "المستقبل" ردود فعل القوي السياسية المصرية علي إلغاء الإعلان الدستوري القديم وإصدار أخر جديد. ولفتت إلي رفض جبهة الإنقاذ الوطنية الإعلان الجديد ودعوة أنصارها لاستمرار الاحتشاد في الميادين العامة اعتراضا عليه. وتأكيدها أن إجراء الاستفتاء يعكس رعونة وغياب الرؤية من جانب النظام. وفي نفس الوقت أشارت إلي ائتلاف القوي الإسلامية المؤيد للاعلان الجديد والاستفتاء ودعوته إلي التظاهر غدا أيضا. من جانبها. أبرزت صحيفة "النهار" ردود الأفعال المتابينة بين مختلف القوي السياسية المصرية وركزت علي تكليف الرئيس مرسي الجيش الحفاظ علي الأمن وحماية مؤسسات الدولة إلي حين إعلان نتيجة الاستفتاء.