أعلن مدرسو المرحلة الثانوية مبكراً عن رفضهم المشاركة في أعمال امتحانات الثانوية العامة مؤكدين نيتهم ترك هذه الأعمال لمدرسي المراحل الأخري بسبب الإرهاق والتعب الذي يعانون منه كل عام في المواصلات والاستراحات غير الآدمية اضافة إلي الظروف غير الملائمة لسير الامتحانات مكتفين بما حققوه من الدروس الخصوصية. أكد المعلمون أن سوء الأحوال المالية والمعاملة غير الآدمية التي يتعرضون لها اثناء عمليات المراقبة والتصحيح تنال من كرامة المعلمين وتؤدي إلي وقوع أخطاء كثيرة في تقدير الدرجات وتعود نتائجها بالسلب علي الطلاب. أجمع حسن عبدالسميع ونادر عبدالله وأحمد محمد مدرسو لغة فرنسية علي رفضهم المشاركة في أعمال امتحانات الثانوية العامة إذا كانت المعاملة كما هي والاستعدادات غير كافية نظراً لما يعانون منه من إهانات ومايتكبدونه من مشقة سواء في المراقبة أو التصحيح. يشاركهم الرأي سيد محمود وأشرف علي وابراهيم خالد مدرسو تاريخ بأن ما يحدث كل عام في أعمال الامتحانات مهزلة كبيرة لابد أن يلتفت لها المسئولون هذا العام. أكد محمد عبدالحميد "مدرس" أن الواجب الأخلاقي يجبرني أن أشارك واؤدي وظيفتي علي الوجه الأكمل.. ولكن إذا نظرنا للسلبيات الموجودة في ظروف المشاركة في مراقبة الثانوية العامة سوف يعزف الجميع عن المشاركة لأننا نعمل مقابل أجر مادي ضئيل جداً لا يتناسب مع الجهد المبذول ويتناسب مع مرتباتنا الضئيلة. أضاف أن الأمر يختلف بالنسبة للإداريين فهم يسعون لأن العائد بالنسبة لهم يعتبر مجزياً ونحن نضطر للموافقة علي المراقبة لأنه لا يجوز أن يراقب علي الطلاب غير مختصين بهذا الأمر لأنه العملية لا تدار كما يجب. أضاف أحمد عبدالفضيل مدرس لغة عربية أنه لا يوجد لدينا أي مشكلة من المشاركة في المراقبة في امتحانات الثانوية العامة ولكن هناك العديد من المشاكل التي تقابلنا في هذا الأمر والتي نعاني منها أشد المعاناة وهي النقل للمراقبة من محافظة إلي أخري خاصة بالنسبة للمدرسات حيث يتعرض العديد من المدرسات لمخاطر كبيرة ولكن الأمر بالنسبة لنا مجرد عمل عادي رغم أن هذا يسبب لنا مشكلة كبيرة في المواصلات لأننا مطالبون أن نكون موجودين في وقت مبكر جداً قبل بدء اللجان. أكد انه من الضروري ايجاد حلول لكافة المعوقات التي تواجه المدرسين أثناء مراقبة امتحانات الثانوية العامة حتي لا تتكرر المأساة التي حدثت في العام الماضي بموت خمسة مراقبين أثناء تأدية عملهم نتيجة للإرهاق والمجهود الزائد وعدم توفير وسائل الراحة والأمان أثناء عمليات التصحيح. وبالنسبة للمدرسات يجب أن تكون أماكن المراقبة بإدارات قريبة من محال سكنهم. أشار حازم سعد مدرس فيزياء بمدرسة السيدة عائشة الثانوية بنات بروض الفرج أننا سوف نشارك في المراقبة علي امتحانات الثانوية العامة حتي لا تتعطل ظروف البلد وحتي لا يقال علي المدرسين انهم يتبعون سياسة الأمر الواقع وخاصة أن الطلاب وأولياء الأمور ليس لهم أي ذنب في الامتناع عن مشاركتنا.. ولكننا سوف نمتنع عن المشاركة في تصحيح الامتحانات كوسيلة من وسائل الضغط علي الوزارة وعلي الحكومة حتي نستطيع بالفعل الحصول علي مستحقات المدرسين. رفض سامح اليماني مدرس أحياء بمدرسة السعيدية الثانوية بنات المشاركة في المراقبة علي امتحانات الثانوية العامة كل عام بحجة أنها ليس لها أي عائد مادي جيد وبسبب التعرض للعديد من المشاكل من قبل أولياء الأمور اضافة إلي أن سلوكيات الطلاب سيئة جداً ولا يحترمون مكانة وهيبة المدرس. وبالمعاملة السيئة في التصحيح والدسكات المتهالكة ولا يوجد أي وسائل تساعد المدرسين علي انجاز مهام عملهم في جو ملائم. وأضاف انه يجب علي الإدارة العامة للامتحانات أن تحل كافة المشاكل التي تواجه المدرسين فمن الممكن أن يكون الأمر اختياريا وليس الزامياً. أوضحت نرمين عباس مدرسة اقتصاد أن مشكلة المدرسين التي تجعلهم يعتذرون عن المشاركة في امتحانات الثانوية العامة كل عام هي المعاملة غير الآدمية التي يتعرض لها المدرسون أثناء المراقبة والتصحيح فضلاً عن تفاوت في المكافآت بين بعضنا البعض. قالت نورهان سمير مدرسة لغة عربية إننا لا نرغب في المشاركة في امتحانات الثانوية العامة لأن الأمر لا يجدي شيئاً.. هذا غير أن المكافآت ضئيلة جداً ولا تتناسب مع الجهد الكبير الذي نبذله وفي النهاية الذي يحصل علي المكافآت الكبري هم رؤساء اللجان والمديرون الكبار ونحن نحصل علي الفتات.