سرير حديد أشبه بأسرة السجون وسفنجة وبطانية مستعملة.. هذا هو الشكل المتعارف عليه للاستراحات التي يقيم فيها المعلمون المشاركون في أعمال الثانوية العامة -كما وصفوها لنا – ، النوع الآخر من الإستراحات يكون في الغالب عبارة عن فصول داخل المدارس التي ينتدب بها المعلمون ينامون فيها علي "التخت" ، بلا ستائر أو مراوح تلطف حرارة الجو ، ذات حمام واحد يتناوب عليه أكثر من 50 معلما.. أما بالنسبة للوجبات فيقوم المعلمون المشتركون في نفس الاستراحة "الفصل" في الغالب بعمل صندوق زمالة يشترون منه الوجبات والمياه والعصائر والسجائر ، لتكون مصاريف كل معلم خلال اليوم لا تقل عن 50 جنية ، بالإضافة إلي ثمن تذكرتي الذهاب والعودة بالقطار التي لا تقل عن 40 جنية خاصة لمن يدفعهم سوء حظهم للإنتداب بمحافظات الصعيد وسيناء والواحات لذا من البديهي أن تعم حالة من الغضب عند المعلمين وهم يراقبون علي أعمال الامتحانات و يتحايل أكثرهم للحصول علي تقرير طبي يعفيهم من المشاركة في أعمال الامتحانات خاصة حين تكون مكافأتهم في النهاية لا تتخطي 300 جنية !! وهي الأسباب التي أدت لوفاة 7 مراقبين العام الماضي أثناء مشاركتهم بأعمال الامتحانات وووفاة أول ملاحظ امتحانات هذا العام بلجنة الفيوم الإعدادية الحديثة "على محمد حسن" مدرسة لغة عربية بمدرسة جاويش الإعدادية القديمة بمحافظ بني سويف، والذي يبلغ من العمر 35 عاماً ، أثر إصابته بهبوط حاد في الدورة وتوقف في عضلة القلب، بعد 10 دقائق من بدء لجنة امتحان اللغة الإنجليزية للمرحلة الثانية. ويعقب عبد الحفيظ طايل- مدير مركز الحق في التعليم ومؤسس النقابة المستقلة للمعلمين- علي ذلك أن: ما حدث يشكل جريمة في أوضاع العمل ، فالمدرس الذي يعاني من مشكلات صحية و يريد أن يقدم اعتذار طبي عليه أن يسافر لعمل الكشف طبي بمستشفي الجلاء بالقاهرة حتي لو كان من أسوان -طبقا لقرارات الوزارة - وإذا لم يقدم هذا الاعتذار يكون مهددا بالايقاف عن العمل لذا كان يضطر للضغط علي نفسه والسفر للمراقبة وهو يعاني من الضغط أو السكر أو القلب وهو ما أدي إلي كارثة وفاة المراقبين العام الماضي وتكرار المأساة هذا العام لمن لم يتحملوا حرارة الجو في وهج الصيف الحار بشهر الامتحانات وعدم وجود مرواح كافية.
ويؤكد طايل أن هذا الوضع يضعنا أمام تصورين أما أن هناك فساد واستيلاء من بعض الموظفين علي المخصصات المالية للإستراحات والتي يكون مسئول عنها شئون العاملين بالوزارة لتأتي بهذا الشكل المهين والكارثي للمعلمين أوأن الوزارة نفسها تري أن المعلمين لا يستحقون سوي الاقامة بمعسكرات السجون. في حين طالب صادق هدية -مدرس فرنساوي بمدرسة الإبراهيمية الثانوية- بأن يتم إلغاء انتداب المراقبين في غير محافظاتهم حتي لا يضطر المعلم للسفر إلي أماكن نائية وتحمل مصاريف التنقلات والوجبات ناهيك عن العزلة في بعض الاحيان حيث يكون المعلم غريب بعيد عن محافظته معرض للإعتداء عليه من قبل الطلبة وأولياء الأمور الغاضبين إذا جاء الامتحان بما لايشتهون، كما يقابل المعلمون مشاكل مادية غير عادية أثناء فترة عملهم بالامتحانات خاصة أن المكافأت تصرف بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من انتهاء أعمال الامتحانات وبالأخص من يتعفف منهم عن إعطاء الدروس الخصوصية. وكان من المتوقع أن يأتي قرار وزير التربية والتعليم د.أحمد جمال الدين موسي باحتساب مكافأة اليوم الواحد بثلاثة أيام لرؤساء اللجان ووكلائها والمراقبين العاملين بالمحافظات النائية كجنوب وشمال سيناء والوادي الجديد ومطروح وسيوة ويومين للملاحظ بالمحافظات القريبة ليلثج صدور المعلمين الغاضبين عدا مكافأة الامتحانات الإجمالية لجميع العاملين بالتربية والتعليم التي تصرف بواقع 7% من الراتب الاساسي في اليوم الواحد مضروبا في 200 يوم إلا أن حسن العيسوي -الأمين لعام لحركة معلمون بلا نقابة –تشكك من الامر قائلاً: تظل الوعود بزيادة المكافآت حتي الآن كلام جرائد فلم نري شيء حتي الآن وبعد انتهاء الامتحانات سيتأكد لنا حقيقة الأمر ،وذكر العيسوي مطالب الحركة التي تتلخص في زيادة مكافأت المشاركة في امتحانات النقل من 5 إلي 7 % وزيادة مكافأة امتحانات الشهادات إلي 10% من الراتب الأساسي في اليوم الواحد بدلاً من 7%. وأضاف: لا يصح أن ينام معلم علي "تختة" أو "حصيرة" في مسجد ،لا نطلب الاقامة بفنادق 5 نجوم كلاعيبة الكورة ولكن توفير أماكن آدمية للمعلم أثناء مشاركته بأعمال الامتحانات حتي يستطيع أن يؤدي عمله وهي نفس المطالب التي نادت بها النقابة المستقلة للمعلمين مع زيادة مكافأت الامتحانات لتصبح 500 يوم يحد أدني 4000 جنية.