علي مدار أكثر من أربع ساعات متواصلة دارت حوارات ساخنة بين القوي المنسحبة من الجمعية التأسيسية للدستور.. أكدوا علي أن الاعلان الدستوري الجديد باطل ولا يمثل إلا تياراً واحداً ويخدم فصيل الإسلام السياسي في مصر.. واطلقت القوي المنسحبة علي الدستور الجديد "بالمسموم" وأنه دستور "السخرة" و"جلسة الليلة السوداء" والعبثي محذرة من المخاطر التي ستواجهها مصر حال اقرار الدستور. دون ارفاق تعديلات واعتماد اقتراحاتهم الخاصة بالمجالات المختلفة والتي علي رأسها مواد نظام الحكم والحقوق الشخصية والعدالة الاجتماعية للمواطنين. مؤكدة أن الوقت مازال قائما لاقرار هذه التعديلات منعا لرفض الدستور بعد اقراره في التطبيق. اعلن عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر واحد المنسحبين من التأسيسية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح أمس بمركز اعداد القادة بالعجوزة. ان الوقت مازال قائما لاحداث توافق علي الدستور بأن تقبل تعديلات واقتراحات القوي المنسحبة للدستور وذلك بدعوة الرئيس مرسي لهذا التوافق والحوار. كما دعا خلال تحديده موعدا للاستفتاء. وذلك منعا لتحدي الدستور وانتقاد القوانين التي ستبني عليه خلال السنوات المقبلة. أشار إلي أنه كان هناك اتفاق داخل التأسيسية علي طرح الدستور للنقاش قبل تقديمه للرئيس مرسي وتحديد موعد الاستفتاء علي الشعب لابداء رأيه والتعليق علي المواد سواء بالزيادة أو الحذف مؤكدا ان هناك ورقا كان يمضي في آخر الليل من أجل تمرير مواد معينة وهي طريقة لا تصلح لإدارة الأمور. مضيفا "في منهم كتير ناس مزورين" في اشارة إلي ممثلي التيار الإسلامي داخل التأسيسية. أكد الدكتور حسن نافعة ان هناك مواد لم تدرج للمناقشة أو التصويت إلا قبل التصويت بأغلبية من تيار الإسلام السياسي وبالتالي فهو دستور الجماعة ولن تقبل مصر ان تفرض جماعة دستورها علي البلاد مشيرا إلي أن هناك 4 شخصيات هم من أنهوا وضع الدستور بصياغة مواد تعبر عن رأيهم. وهناك مواد في النص النهائي لم تضف للدستور إلا في النهاية ودون أي مناقشة مما يجعل الدستور خادما لجماعة وفصيل سياسي معين دون تعبير عن كافة المصريين. متسائلا "هل سيقبل المصريون هذا؟". حذر الدكتور وحيد عبدالمجيد. المتحدث الرسمي السابق للجمعية التأسيسية والعضو المنسحب منها. من اهدار حقوق قطاعات عريضة من المجتمع في الدستور والذي سيكون من أسوأ دساتير العالم. كاشفا ان هناك بعض المواد في الدستور تبيح عودة السخرة مجددا وسيفتح الباب واسعا إلي ظهور "ديليسبس" آخر علي حسب تعبيره مشيرا إلي أن دستور مصر الثورة عبثي والسخرة عائدة بين سطور هذا السطور. قالت الدكتورة سعاد كامل عضو اللجنة الاستشارية المنسحبة من التأسيسية إن الدستور الذي اصدرته التأسيسية خال من أي مواد للعدالة الاجتماعية وبه الكثير من الثغرات. دعا الاعلامي حمدي قنديل الشعب المصري لرفض مشروع الدستور. ليس فقط لأنه يهدد الحريات الاعلامية بل لأنه ايضا دستور بير السلم. واصفا "التأسيسية" و"الاعلان الدستوري" بأنه وضع ليلا في مخالفة صريحة للقانون وكان منتجا بدون رقابة. اضاف ان كل المواد الخاصة بحريات التعبير والصحافة جاءت مجحفة لحقوق الجماعة الصحفية علي رأسها المادتان 215 و 216 بالاضافة إلي أن واضعي المواد يكرهون الجماعة الصحفية. وصف قنديل. خلال مشاركته في مؤتمر القوي المدنية المنسحبة من التأسيسية الذي عقد ظهر الثلاثاء بمقر مركز اعداد القادة بالعجوزة. الجلسة الأخيرة للجمعية التأسيسية للاتفاق حول بعض المواد في مسودة الدستور النهائية بجلسة "الليلة السوداء" في تاريخ مصر علي مدار التاريخ الحديث. متهما المستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية بالتعنت تجاه الصحافة والاعلام قائلاً: "الغرياني وجماعته ينظرون إلي الصحفيين باعتبارهم سحرة فرعون وعلمانيين وكفرة". قال الدكتور جابر نصار إن المشروع يروج له بالكذب أنه دستور المصريين وهذا افتراء بين وواضح مشيرا إلي ان صلاحيات الرئيس واختصاصاته خلال الدستور الجديد زادت لتكون في 22 مادة حيث المواد من 134 إلي 156 بزيادة عشر مواد علي الدساتير السابقة مما يعطي له صلاحيات واسعة مضيفا ان الحكومة تعتبر سكرتارية للرئيس والاختصاص الوحيد لها عقد القروض.