دعا الإعلامي حمدي قنديل الشعب المصري إلى رفض مشروع الدستور، ليس فقط لأنه يهدد الحريات الإعلامية بل لأنه دستور "بير السلم"، في إشارة إلى الدستور الذي أصدرته الجمعية التأسيسية، واصفا "التأسيسية" و"الإعلان الدستوري" بأنهما وضع ليلا وبمخالفة صريحة للقانون، وأنتج بدون رقابة ولا يهدف أصحابه إلا إلى المكسب السريع. وأضاف أن كل المواد الخاصة بحريات التعبير والصحافة جاءت مجحفة لحقوق الجماعة الصحفية على رأسها المادة 215 و216، إضافة إلى أن واضعي المواد يكرهون الجماعة الصحفية.
ووصف قنديل، خلال مشاركته في مؤتمر القوى المدنية المنسحبة من التأسيسية الذي عقد ظهر اليوم بمقر مركز إعداد القادة بالعجوزة، الجلسة الأخيرة للجمعية التأسيسية للاتفاق حول بعض المواد في مسودة الدستور النهائية بجلسة "الليلة السوداء" في تاريخ مصر على مدار التاريخ الحديث، متهما المستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية بالتعنت تجاه الصحافة والإعلام، قائلا "الغرياني وجماعته ينظرون إلى الصحفيين باعتبارهم سحرة فرعون وعلمانيين وكفرة".
وقال قنديل، إن الغريانى وجماعته يجب ألا ينسون أن الإعلام الذي يهاجمونه الآن ويصفونه بالكفرة، هم من كانوا يدافعون عنهم في ظل استبداد نظام مبارك ضدهم، منتقدا الحوار الذي دار بين نقيب الصحفيين ورئيس الجمعية التأسيسية والذي لم يتح له غير نصف دقيقة، وتم أمره بالجلوس والصمت، وإساءة "ممدوح الولي" للصحافة والصحفيين بحضوره اجتماعات الجمعية التأسيسية للدستور، وضرب عرض الحائط بقرار الجمعية العمومية للنقابة الذين رفضوا حضور ممثل لهم هذه الجلسة.
وأكد أنه مرة أخرى يفتح الباب أمام قمع الإعلام من جديد بدون مبررات، وأن المادة 48 وضعت انتقاما من الإعلام، والمادة 76 باللغم في الدستور وتقييد الحريات العامة للمواطنين.
وأوضح أن حرية التعبير أصبحت من حقوق الإنسان الأصيلة التي تكفلها كل المواثيق والمعاهدات الدولية، فهناك جلسة استمرت 19 ساعة لم تسمع حتى لمطالب الجماعة الصحفية في مصر.