أخطر ما يواجه مصر الآن هو الانقسام والفرقة واشعال الفتنة والاستقطاب وتناسي المشكلات والأزمات الأخطر التي يجب أن تفتح أبواب الحرية والكرامة والانصاف لها وهي الفقر والبطالة. الانقسام خطر وخطأ بل يصل إلي خطيئة ستقضي علي ما تبقي لدينا من رصيد لنعمل علي إعادة بناء مصر التي لا تزال جريحة بعد الثورة. الانقسام والفتنة والاستقطاب يحتاج إلي عقلاء للوصول إلي حلول في منتصف الطريق. فكيف نتحاور مع أعدائنا ونفشل في صياغة للحوار بين مختلف الفئات والطوائف والأحزاب. ومسئولية نجاح الحوار تقع علي أهل الحكم وضرورة أن يوضع علي المائدة أهمية انقاذ مصر من هذه الحالة التي يعلم الله إلي أين تصل بنا الانقسام الحاد خطر علي وحدة المجتمع المصري ولا يجوز أن تهدر الثورة بهذه الفتن والمؤامرات والانقسامات استعادة روح الثورة التي تكاد تلفظ أنفاسها لن يتحقق إلا بالحوار. فالإعلان الدستوري أو الدستور الجديد من صناعة وتفكير البشر ويمكن أن يخطيء البشر ويصيبون أيضا.. وهذا يحتاج إلي نوع من الوقفة الجادة من أجل مصر.. وتكون هذه الوقفة فوق المصالح الخاصة وأن يوضع في الاعتبار مصلحة كل المصريين وحقوقهم. الانقسام لن يصنع استقرارا بأي حال بل علي العكس تماما والفرقة والفتنة لن تصنع استقرارا للحكم الذي نريده للخروج بالبلاد من محنة الظلم والفساد. ومسئولية الحكم أن يسعي إلي الاستقرار لأن مصالح الناس الرئيسية تضيع في وسط هذه الخلافات الحادة والعميقة التي تعصف بالمجتمع. وهناك نقطة التقاء في منتصف الطريق يجب أن يسعي الطرفان إليها. العناد خطأ.. والغطرسة كارثة.. ومصلحة مصر فوق كل الاعتبارات الهزيلة أو التحدي أو الاصرار علي هزيمة فريق لآخر أو الكيد له. مصر تحتاج إلي وفاق و وأد الفتنة والرجوع إلي صيغة الحوار التي تضمن انقاذ مصر من الفوضي والفرقة والانقسام. مصر أكبر من هذه الفتنه. ومصر تحتاج إلي صيغة جديدة تضمن انقاذ الثورة بالأفعال لا الأقوال.. ومن ينظر خلف مشهد الخلافات والانقسامات الحادثة الآن وما يجري في الشارع المصري يشعر اننا نواجه أزمات أخري أيضا لا تقل حدة وضراوة عن الانقسامات حول الجدل السياسي. مصر تعاني بطالة بها أكثر من 7 ملايين عاطل الآن. مشروعات وشركات عامة وخاصة تعاني من الخلل وتكاد تتوقف سياسات اقتصادية مرتبكة وعاجزة والمشهد الآن في الأسواق يلسع الناس بارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار لكافة السلع. ومع زيادة أسعار السلع وزيادة البطالة وندرة السلع يتزايد التضخم ويؤشر هذا أيضا علي معدلات الفقر التي تزيد وكان من المنطقي أن تنخفض بعد الثورة أو علي الأقل يتم المحافظة علي الوضع الحالي. وهذه الظواهر هي نتاج لما يجري من فوضي في الشارع المصري وعدم وجود رؤية لعلاج مشاكلنا الاقتصادية و ايقاف الفوضي والجدل حول الشأن السياسي بالحوار وعدم العناد والرجوع إلي روح الثورة في أيامها الأولي. فالفرقة والانقسام والاستقطاب يضع المسمار الأخير في نعش الثورة ولهذا حانت لحظة الحقيقة.. العودة إلي الحوار وعدم اتخاذ خطوات تزيد الغضب بل يجب العودة للحوار لانتزاع الغضب الذي أصبح عنوانا في حياتنا ويؤدي إلي الكدر واليأس والإحباط. ومن المؤسف ان كل فريق الآن يحاور نفسه ويرفض الآخر ولا يستمع له وهذا خطأ وخطر وعلينا العودة إلي أصول الحوار والوفاق لأنه الطريق لإنقاذ البلاد من فوضي لا نريدها ولا يجب أن يسعي أي طرف إليها. كلمات لها معني من العظماء من يشعر المرء بحضرته انه صغير ولكن العظيم بحق هو من يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء قول مأثور