إحتشد آلاف المتظاهرين بميدان التحرير للمشاركة في جمعة "التحدي" التي دعا إليها عدد من القوي السياسية لتأكيد رفضها الاعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي الاسبوع الماضي. أكد المتظاهرون رفضهم للاعلان الدستوري مشيرين الي ان حديث الرئيس للتليفزيون المصري لم يقدم جديدا وان مطلبهم واحد وهو الغاء الاعلان الدستور. ومن الصباح الباكر شكلت الجبهة الوطنية للانقاذ وحزب الدستور مجموعات عمل أمنية اغلقت مداخل الميدان وقامت بتفتيش القادمين بعد انتشار اشاعات باقتحام الميدان وتصفية الاعتصام. واغلق شباب الامن المداخل بكميات كبيرة من السلك الشائك من نوع جديد وحديث متشابه للسلك الشائك الذي كان يستخدمه الجيش لاغلاق ميدان التحرير وينشره أمام المباني المهمة المحيطة بالميدان. كما اقامت اللجان الامنية ابراج مراقبة من الخشب في مداخل الميدان بارتفاع اربعة امتار تقريبا ويقف عليها عدد من الشباب لمراقبة الاوضاع من بعيد ومن خارج الميدان واعطاء اشارة الخطر لمن هم بداخل الميدان للاستعداد لاي هجوم من خارج الميدان.. واتجهت للميدان مسيرات من مسجد الفتح ومصطفي محمود وشبرا. طالب المشاركون باسقاط الاعلان الدستوري الجديد ووقف الاستفتاء علي مسودة الدستور الحالية واعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة دستور البلاد بشكل متوازن يضمن اصدار دستور يعبر عن كل المصريين والقصاص العادل لشهداء الثورة منذ 25 يناير مرورا بالمرحلة الانتقالية وحتي سقوط الشهيد في احداث محمد محمود الثانية جابر صلاح من حركة 6 ابريل واصدار تشريع للعدالة الانتقالية يمكن من اعادة محاكمة رموز النظام السابق وقتلة الشهداء دون حماية أو حصانة لاي منهم واقالة وزير الداخلية احمد جمال الدين واسقاط حكومة الدكتور هشام قنديل وتشكيل حكومة ثورية بالاضافة الي دعوة رئيس الجمهورية لاعلان خطة واضحة لاعادة هيكلة وزارة الداخلية وتطهيرها. ركزت مجموعة من الاحزاب والقوي السياسية علي تعليق لافتات تطالب باسقاط الاعلان الدستوري ورفض تحصين التأسيسية حيث طالب حزب الدستور ب لا للاعلان ولا لديكتاتور جديد ولا لاراقة دماء المصريين ولا للانفراد بالسلطة وطالبت القوي السياسية بضرورة وضع دستور لكل المصريين بينما قام ائتلاف تطهير البورصة بعمل لافتة كبيرة كتب عليها الشعب يريد استرداد امواله وعليها صور لجمال وعلاء مبارك ومحمود محي الدين وزير الاستثمار السابق ومجموعة من قيادات البورصة وطالبوا بمنع مجموعة اخري من السفر والتحفظ علي اموالهم. كما قام مجموعة من الشباب المستقلين بعمل "متحف الثورة" في الجزيرة الوسطي علقوا به مئات الصور واللافتات لتشير لاستمرار الثورة وكتبوا عليها الثورة مستمرة.. الثورة لسه في الميدان.. عيش حرية اسقاط التأسيسية. كما تم تخصيص ركن خاص لصور الشهداء "مينا دانيال وجيكا وخالد سعيد واحمد البطران ولاء الدين صني.. وكاريكاتيرات "اساجي" وصور لقيادات الاخوان "البنا والشاطر ومرسي وحجازي". اكد القائمون علي المتحف انتهاء ورشة عمل يقودها مجموعة من المستقلين تشارك لتوعية المواطنين ولكن من يعبر عن رأي ونبض الشارع والمواطن المصري البسيط وبدأت منذ بداية اصدار القرار. هتف المتظاهرون علي منصة التيار الشعبي "تحيا مصر ارفع كل رايات النصر.. احنا شباب مصر". مصر يا أم ولادك أهم دول علشانك شالوا الهم" واعلن المعتصمون الاستمرار في الاعتصام والتظاهر لحين تنفيذ المطالب وعدم الانسياق وراء الشائعات التي من شأنها زيادة الانقسام والفرقة بين الصف المصري الواحد. اكد الشيخ محمد عبدالله نصر رئيس جبهة ازهريون مع الدولة المدنية في خطبة الجمعة في ميدان التحرير اننا لانريد شريعة المرشد ولكننا نريد شريعة الرسول صلي الله عليه وسلم واول ماتطبق يجب ان تطبق علي الكاذبون. واشار الشيخ محمد ان الثورة هي إعادة تقسيم للثروة والسلطة وليس الاحتكار. الهدوء عاد الهدوء لمحيط السفارة الامريكية وميدان سيمون بوليفار بعد ان اقامت قوات الامن جدارا خرسانيا بمدخل شارع كمال صلاح الدين لمنع تجدد الاشتباكات ويحاول بعض البلطجية التسلل والقاء الحجارة والطوب علي قوات الامن المتواجدة خلف الجدار. وفي قلب الميدان يسيطر الباعة الجائلون واصحاب المقاهي المتنقلة الذين نشروا الاف الكراسي بمعظم الميدان علي مساحات كبيرة من الميدان مما يعيق حركة المتظاهرين والمسيرات التي نظمها الشباب داخل الميدان وحول الجزيرة الوسطي بالميدان. وبين الحين والأخر ينادي الشباب من أعلي منصة التيار الشعبي عن فقدان اطفال من ذويهم وفقدان التليفونات المحمولة وحقائب السيدات. واذاعت منصة الميدان الاغاني الوطنية التي طالما رددها الشباب منذ مطلع ثورة 25 يناير وحتي اليوم كما استخدموا نفس الشعارات التي كانوا يرددونها ضد مبارك بالامس القريب ضد الرئيس محمد مرسي الآن وطالبوا بالعيش والحرية والكرامة الانسانية والغاء الاعلان الدستوري فيما ردد البعض كلمة "إرحل". وصعدت احدي السيدات الي المنصة وطالبت الرئيس محمد مرسي بمساعدتها في البحث عن ابنها "وسام محمد زكي عبدالجواد" الغائب منذ بداية ثورة 25 يناير وحتي الآن وحاولت البحث عند في كل مكان ولم تصل اليه حتي الان. من ناحية اخري شهد ميدان التحرير تعليق كمية كبيرة من اللافتات في مشهد آخر مشابه لمشاهد الثورة الاولي ومن بينها "مصر للجميع وليست لفصيل.. ولا لأخونة الدولة.. اسقاط الاعلان الدستور.. مصر لكل المصريين.. استقلالية الجهاز المركزي للمحاسبات.. حركة الصحفيين الاحرار.. يسقط الاعلان الدستوري ولا لاخونة الدولة. علي صعيد آخر قامت وزارة الصحة بنشر عدد من سيارات الاسعاف بالشوارع المحيطة بميدان التحرير لخدمة المتظاهرين المشاركين في مليونية اليوم في الوقت الذي قامت فيه المستشفي الميداني الموجودة ببداية شارع طلعت حرب والاخري الموجودة بالحديقة الوسطي للميدان بتكثيف استعداداتهما لمليونية اليوم. دخلت سيدة من ناحية المتحف المصري من شباب المنصورة تابعة للتيار الشعبي من منية النصر والمنزلة ودكرنس والمطرية. واكد ابراهيم عميش من المنزلة ان المشاركة تأتي لاسقاط الاعلان الدستوري ورفض تحصين التأسيسية او المساس بالقضاء مشيرا الي اننا سنستمر في الاعتصام لحين تحقيق المطالب. كما وصلت مسيرة من كبار السن والمعاشات تطالب باسقاط حكم الاخوان. اكد فرج سعيد عامل ان مصر تتعرض الان لاسقاط حقيقي وهناك مؤامرات داخلية وخارجية مؤكدا ان الخلاف في الرأي لايفسد للود قضية ولابد من توحيد الصفوف وتدخل الرموز الوطنية الشريفة للحفاظ علي مصر من التقسيم والمؤامرات.. ووجه احد الاشخاص يدعي شريف حلمي رسالة للرئيس مرسي خلي بالك من شعب مصر. قال المسعف عمرو يحيي ان هناك 10 حالات اختناقات عادية وصلت حتي الآن وتم نقل حالة وحيدة مصابة بذبحة صدرية الي المستشفي.