كنت أنوي الكتابة عن إعجاز الأهلي الكروي ومشواره الجديد في مونديال اليابان وتأكيدات المسؤولين في اتحاد الكرة علي عودة الدوري ..ولكن كيف أكتب عن قضايا رياضية في الوقت الذي وصلت فيه الأمور في البلاد إلي درجة الغليان السياسي بين التيارات الإسلامية والقوي المدنية والليبرالية. بالله عليكم كيف أكتب في الرياضة وأحوال مصر حاليا أصبح يرثي لها بعد الإعلان المؤقت الجديد للرئيس محمد مرسي. وقبل أن أدخل في التفاصيل أحب أن أذكر أنني لست إخوانيا أوسلفيا أو ليبراليا ..بل إنني مواطن مصري مسلم أحب بلدي وأتمني له الاستقرار السياسي والاجتماعي والتقدم الاقتصادي..إن الذي يحدث حاليا من تناحر سياسي بين القوي والتيارات المختلفة وحالة الانقسام والاستقطاب التي تسود البلاد حاليا وتصاعد الأحداث في الأيام الأخيرة يهدد استقرار البلاد وأمنها .. والشعب المصري في النهاية هو الضحية. لن أدخل في تفاصيل الإعلان الدستوري الجديد لأنني لست خبيرا في القانون الدستوري ولكنني سأتحدث عن نتائج هذا الإعلان والتي تسببت في انقسام الشعب المصري والقوي السياسية ..والحقائق التي استخلصتها من واقع الأحداث التي مرت بعد الحادي عشر من فبراير 2011 أن مصر لن تعرف الاستقرار علي المدي القريب وأن الصراع السياسي بين القوي المختلفة وخصوصا بين القوي الإسلامية أو مايسمي بتيار الإسلام السياسي والقوي المدنية سوف يستمر لوقت طويل لأن نقاط الإختلاف بينهما جوهرية ولن يتنازل أي طرف عن مبادئه..وحتي الرئيس محمد مرسي لن يستطيع أن يخلع عباءة الإخوان وبرهن علي ذلك بخطابه أمس الأول أمام أنصاره من الإخوان حتي لوكان عفويا أوصدفة ..وهو أي الرئيس مرسي لن يتخلي عن القوي الإسلامية الأخري من السلفيين والجماعة الإسلامية لأنهم كانوا وراء جلوسه علي كرسي الرئاسة وهم بالطبع لن يتنازلوا عن أهدافهم وخاصة تطبيق الشريعة الإسلامية. علي الجانب الآخر فإن القوي المدنية لن ترضي عن الرئيس مرسي لأنه بالقطع لن يحقق مطالبها ..كما أن بعض قيادات هذه القوي المدنية مثل عمرو موسي وحمدين صباحي كانت تنافس بقوة علي مقعد الرئاسة ..أيضا الدكتور البرادعي كان يطمع في الكرسي ..وهم يريدون أن يسقط الرئيس ليجلسوا مكانه. ونتيجة هذا الصراع فإن الغالبية الكاسحة في هذا الشعب والتي تقترب من نسبة ال 70% هي الضحية في النهاية..فالذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانوا حوالي 25 مليونا ..وباقي أفراد الشعب من الذين لم يشاركوا في الانتخابات ولهم حق التصويت يصلون إلي 25 مليونا فضلا عن 35 مليونا آخرين ليس لهم حق التصويت . إننا ياسادة نعيش في دوامة لا تنتهي ..وأصبحت البلاد كل يوم في أزمة ..وتعطلت مصالح البلاد والعباد.. فاليوم يقولون لنا ذكري محمد محمود وغدا ذكري ماسبيرو وبعد غد ذكري مذبحة بورسعيد.. ثم ذكر المنصة وذكري الإتحادية والعباسية.. ناهيك عن الأعياد القومية وغير القومية ..يعني كل سنة وأنتم طيبون ..مفيش شغل ..مفيش إنتاج ..مفيش كورة ..مفيش دوري.. مفيش دولة!!