تواجه مصر الثورة أزمة سياسية خطيرة تهدد مستقبل البلاد ومكاسب الثورة. وتستحق حوارا جادا مخصصا وصادقا بين كافة الأحزاب والقوي السياسية. يرفع مصالح مصر وشعبها فوق المصالح الحزبية والفئوية ويسقط محاولات القفز فوق كراسي السلطة أو الاستئثار بها. بل يتبني مبدأ الوفاق لا المغالبة طريقا وحيدا لتجاوز أي عقبات تحول الآن بين الاسراع في رسم صورة الدولة التي يريدها الشعب بعدما قام بالثورة من أجل تحقيقها. وهي الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي تتبني في كافة ميادينها الوسطية الضاربة في عمق المجتمع المصري والمستمدة من تجاربه عبر التاريخ. إن البديل في هذا الحوار مخيف ليس للوطن ومستقبله فحسب بل للقوي المتصارعة التي سوف تنزلق بدون الحوار إلي المغالبة في الشارع. وهو ما تبدو بوادره الآن. بصورة غير مسبوقة في تاريخ مصر عبر اشتباكات دامية تسقط فيها ضحايات كلهم مصريون ندخرهم للمشاركة في بناء مصر الجديدة بأيدي الجميع ولصالح الجميع.