في مسرح الحياة تأتي خلافات.. وفيها تظهر معادن الناس وأخلاقها والبيوت التي نشأت فيها. وفي الحياة يقابلك أناس وأناس من كل فج عميق بعضهم وشوشهم جبس.. عينهم آه.. سهام بتطوش ونار الغيرة في قلوبهم وتظهر منهم ألاعيبهم.. كلامهم منقوش وبيضحكوا ليك.. ويمدوا الإيد وبالأحضان يلفوا عليك ولا التعبان.. هذا ما عبرت عنه الشاعرة المبدعة أميمة المعداوي في تشخيص وشوش من جبس. أيضاً في مسرح الحياة شاهدت أقواماً ترتفع أسماؤهم ثم تهوي علي الأرض. لأنهم دخلوا لعبة الكراسي التي لا تصنع بشراً. بيد أنها فقط تمنح صاحبها لحظة ضوء التي ربما تضيء وربما تحرق.. والعاقل فقط هو من يعبر بهذه اللحظة دون أن تحرقه. في المسرح شاهدت أناساً يرفضون الكراسي لأنهم ترشدوا وأدركوا أنهم أكبر منها والجالسين عليها.. بينما مسرح الحياة يشهد مشتاقين إلي المناصب ويقيمون المعارك لها ويسعون إليها.. بينما هناك من يتعفف عنها. فهؤلاء لا يتحملون عفن النفاق ومحبي الانتهازية وحملة المخابر. فكما تعلمت أن التوق إلي المناصب لعبة خطيرة.. وسرعان ما يكتشفها العقلاء أنها مجرد ضوء كاذب وأنها صندوق لجلب الكراهية. في هذا الصدد تعبر المبدعة أميمة المعداوي في قصيدتها "كلام الناس" إذ تقول: بيحسدوا فيك وبيصاحبوك.. يدبروا ليك وبيعزوك وجمر النار مالي قلوبهم. ويهتفوا ليك تصدقهم كلام الناس.. كلام مدهون بمليون طعم ومليون لون.. وإذا فكرت تعاتبهم يشوروا عليك ما تعجبهم ويشتموا فيك ما تغلبهم.. ولا يلتمسوا لك أعذار وينصبوا لك حفلة زار. في المسرح أيضاً هناك أصحاب مناصب مجرد أن اعتلوها كشروا عن أنيابهم وأفرجوا عن عقد النقص في حياتهم وسلموا أنفسهم وقراراتهم للشلة ولعبارات النفاق وحملة المباخر من حولهم وراحوا يعملون لهذه الشلة فقط. فالوحي نزل عليهم موصيا بالحواريين. وأنهم الأفضل دون غيرهم. في حصولهم علي الترقيات والتبريكات والاهتمامات.. فأنا اعتقد أن تصرفات وسلوك أصحاب هذه المناصب تحتاج إلي عرضها علي الطب النفسي. وحملة المخابر حول هذه المناصب سم الأفعي في أنيابهم.. كلامهم ياه كلام غش بمليون وش.. ما ينكسفوش إذا قابلوك.. وعيشك النادي أوام يكلوه وشيء عادي.. إذا ما كبرت يجروا عليك وإذا وقعت ينهشوا فيك.. بيضحكوا ليك عشان يحابوك ويشتموا فيك.. وشوش الناس وشوش من جبس.