أقسم لك بالله أن عرضي دون عرضك يا مروة ، وأن دمي دون دمك وأن روحي فداك ، إعلمي يا مروة أنك انتي الرابحة الوحيدة في هذه المذبحة ، نعم فالكل الكل خاسر وأنتي الرابحة ... دمائك الذكية يا مروة سالت على أرض شهدت مقتلك فلا تحزني فأنت عند الله شهيدة نحسبك كذلك ولا نزكيك على الله ، يا مروة لقد خرجت من عناء الدنيا وشقاءها .. لقد ابتعدت بدينك بعيداً بعيداً حيث لا ظلم بين الخلائق ... يا مروة لقد ذهبت عند ملك الملوك حيث لا حزن هناك ولا بكاء .. حيث لا صراخ ولا هويل ، حيث لا نفاق لا زعيق .. حيث لا مجاملات ولا عنصرية ، حيث لا إرهاب ولا تطرف .. حيث لا عصبية لعرق ولا للون ولا لجنس .. مروة أعلم أنك الآن في دار الحق ونحن في دار الباطل . دار لا كذب فيها ولا خداع ولا تضليل . دار لا يمني الإنسان نفسه بكرسي أو بمنصب أو بهدية أو بجائزة . دار لا تعرف النفاق والتدليس . دار لا تعرف الشتم والسب والبذاءة . دار لا تعرف الإرهاب والتعصب والدموية . إنها دار نقية شفافة لا فيها تعب ولا نصب . أنت الرابحة يا مروة صدقينى ... خرجت من بلاد ما قبلتك بحجابك في أرضها ، دخلت إليها بقدميك وخرجت منها داخل صندوق يحمل جسدك الطاهر .. يا مروة حجابك الذي سالت دماءك بسببه ورفضت أن تخلعيه حتى وأنت غارقة في دماءك ، رفضه بعض الناس في وطنك فلا تتعجبي يا مروة لو علمتي أنهم منتسبين لبني دينك ، ومع ذلك كرمتهم الدولة باختيارهم واجهتنا لأرفع منصب ثقافي في العالم ... يا مروة لا تحزني على من شتم حجابك وأسال دماءك ففي بلدك يا مروة يوجد شخص يعيش في بلدك المسلمة شتم الرسول .. هل أنت أغلى من الرسول ؟؟!! وشتم دين الإسلام واتهمه أنه مزور ومع ذلك يا مروة كرمته الدولة وأعطته جائزة الدولة التقديرية وهي أرفع جائزة ثقافية في وطنك ، بل وأعطوه مائتي ألف جنيه من مالي ومالك يا مروة حتى يجد ما يعينه على أن يشتم أكثر ويسب أكثر . يا مروة أنت الرابحة فلا تحزني لقد تركت أناس قد هان عليهم الدين ، فهم لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ، ولا يعرفون من المصحف إلا رسمه .. يا مروة لقد تركت أناس طمست هويتهم ، وضاعت كرامتهم ، وسلبت رجولتهم ، وتاهت شهامتهم ، أناس قد اختاروا طريق الشهوات ... يا مروة انتي الرابحة لقد ابتعدتي بدينك عن من يرفض دينك ومن استكثر عليك حجابك ... نعم يا مروة لقد فررت بدينك عند من لا يظلم عنده أحداً . يا مروة لا تحزني نحن شركاء في القتل حينما سكتنا . حينما طأطأنا رؤوسنا لهم . حينما ضعفنا لهم وألهمناهم القوة . حينما أدخلنا في عقولنا أنهم الأفضل . يا مروة تركت الدنيا التي أذلتك بسبب دينك ، وعايرتك بسبب لونك ، وشتمتك بسبب حجابك ... يا مروة لقد تركت الدنيا الحقيرة التي باع فيها الإنسان دينه من أجلها ... يا مروة سامحينا واعذري ضعفنا لقد تاهت كرامتنا في خضم سفور الدنيا وحقارتها ، نحاول أن نبحث عنها ، نجدها ، نراها بأعيننا ، ولكنها بعيدة عنا .. ننظر لها بطرف أعيننا ، نقول في قلوبنا لها ألم يحن الوقت لتعودي لنا ... كرامتنا يا مروة تأبى أن تقترب منا ، تخشانا ... أصبحنا غرباء عنها . هل تعرف لماذا ؟ لأننا نحن من أهدرناها ، نحن من ضيعناها ... وبعد ذلك نبحث عنها !!!! نطلب منها أن تأتينا .. هيهات أن تعود لقد ضاعت منا كرامتنا وأصبحت دماءنا رخيصة وأصبحت أسعارنا بخيسة .. يا مروة لا وقت للحزن فلا يوجد حزن لتحزني ، مرت الأحزان سريعاً .. بل هو الفرح والسرور والأمن والأمانة ، آن لك أن تستريحي بعد شقاء وتعب . يا مروة أقسم لك بالله أنك الرابحة وهم من خسروا . بل نحن كلنا من خسر . أستحلفك بالله يا مروة أن تسامحينا . وبالله عليك يا مروة لا تشكونا إلى ربنا ... واعلمي أنك ربحتي يا مروة ورب الكعبة تقبل الله منك نامي هانئة مطمئنة قريرة العين.. ولا نامت أعين الجبناء ...