شيوخ المهنة يؤكدون ان تلك الصناعات دخلت المنعطف الاخير كما يقول طلبه عبدالغني عضو مجلس ادارة جمعية اصالة للتراث الشعبي.. فأصبح في حكم المستحيل توريثها للأجيال القادمة. يضيف ورثت مهنة النسيج اليدوي عن والدي في السبعينيات كانت تلك الفترة بمثابة مرحلة الفوران حيث الاقبال الشديد من الاجانب والعرب علي الشراء.. وفي ذلك الوقت لم يكن هناك تواجد سياحي بمنطقة كرداسة وبفضل القائمين علي مهنة النسيج اليدوي و3000 نول يدوي اصبحت كرداسة المقصد الاول للسائحين الاجانب والعرب بل وتعدي الامر لتنظيم المعارض بالدول العربية كتونس والجزائر والمغرب وليبيا. كنا نستضيف طلبة كليات الفنون التطبيقية لعمل المشاريع الخاصة بالتخرج عندنا ام الآن فالوضع اصبح سيئاً للغاية في ظل تدني الاقبال علي الشراء.. ولم يقتصر الحال علي كرداسة فقط بل امتد ليشمل اخميم باسيوط والتي كانت تشتهر بصناعة الكليم اليدوي ومدينة فوه بكفر الشيخ والتي كانت تضم اكثر من 4500 نول يدوي خرجت من الخدمة واصبح شيوخ المهن والحرف اليدوية فريسة مابين غول التكنولوجيا وغلاء الاسعار دون معين. ويشير طلبة إلي ان جمعية اصالة قامت بتجربة فريدة من نوعها حيث جمعت شيوخ الحرف وقامت بتنظيم دورات تدريبية ومنحت المتدربين منحاً مادية لتحفيزهم.. ولكن المشكلة تكمن في قلة الموارد المالية المتاحة لمثل هذه الجمعيات ومن ناحية اخري مدة المنحة لاتكفي لكي يتعرف المتدرب علي المهنة سوي من الخارج أو من الناحية النظرية ولايعتبر قادرا علي خوض ميدان العمل منفردا. علي حمامه اخر اجيال فئة الارابيسك يقول ورثت المهنة من جدي الثامن عشر وتوارثتها الاجيال حتي وصلت لجدي حسين السيسي معلم النجارة العربية بالمدرسة الالهامية والتي أنشأتها الوالدة باشا والدة الخديوي اسماعيل وبعدها وصلت لوالدي والذي جعلني اعشق ذلك الفن الجميل. ورثت المهنة لاولادي حتي لاتموت اتقنت لغات عديدة كالانجليزية والالمانية والايطالية والفرنسية حتي يعلم العالم باكمله تاريخنا وتراثنا الشعبي الجميل.. عكفت علي فكرة تنظيم المعارض والمؤتمرات الدولية لتوصيل رسالتي للاخر. ويشير حمامة لابد من انشاء اتحاد عربي للصناعات التقليدية حتي يكون لها اب شرعي بانشاء وزارة او هيئة مستقلة لنا ترعي المهنة وشيوخها وتنظم الندوات والدورات التدريبية بشكل دائم بين دول الجوار لتبادل الفنون والحضارات والثقافات. ويؤكد حمامه انه علي استعداد لتدريب اي عدد من الشباب سنويا بمرتبات مجزية وذلك حبا في نشر مهنة الارابيسك وحتي لايموت تراثنا وتاريخنا في ظل الهجوم الغاشم للتكنولوجيا والانترنت. عادل عوض من شيوخ مهنة الصدف يقول نشأت في القاهرة الفاطمية ورثت المهنة عن والدي واجدادي فعملت في ورشة استورجي لتلميع الصدف وهي آخر مرحلة في تشكيل الصدف لعدة سنوات ثم انتقلت لورشة نجارة الصدف لاحترف بذلك جميع مراحل تشكيل الهدف حتي اصبحت الامهر بين جميع شيوخ ورواد المهنة اجود الانواع تأتي من اليابان وتليها استراليا واخيرا عمان والتي امتنعت مؤخرا عن عملية التصدير والاشكال منها الاسلامي والقبطي او الكنائسي والسداسي والثماني ويتم النقش علي اخشاب الزان والموسكي.. واهم الاسواق بالنسبة للصدف هي المغرب وتونس والجزائر فلا يوجد منزل يخلو من اعمال الصدف وبالنسبة للدول الاوروبية اسبانيا وفرنسا واستراليا. نعاني صعوبة استيراد الصدف وعدم وجود اب شرعي للمهنة وشيوخها كباقي الحرف التراثية وقلة الموارد المالية واخيرا ضعف الاقبال علي شراء واقتناء المنتجات. الدكتور مصطفي جاد استاذ المعهد العالي للفنون الشعبية باكاديمية الفنون وخبير التراث الشعبي بمركز التوثيق الحضاري يؤكد وجود 365 حرفة يدوية علي الورق فقط وفي الواقع الفعلي لايتعدي 10% فقط من هذا العدد والمتداول هو 5% وذلك الخراب والاندثار في الحرف اليدوية بدأ في عهد السلطان سليم الاول التركي والذي اخذ كل الصناع المهرة الي اسطنبول. وحرصا مني علي الحفاظ علي تلك الحرف قمت بتوثيقها وسأستمر في تدوين وتوثيق حرفنا اليدوية الجميلة حتي تحيا وتعيش وحتي لايتكرر الموقف المخجل حيث قامت اسرائيل مؤخرا واقرت بان وجبة الفول والطعمية هي وجبة اسرائيلية خالصة لان لديهم ارشيفاً شعريا وموثقات علي مستوي عالمي من الحرفية والتقنية علي عكس مصر لذا لابد من عمل نظام ارشيف شعرياً يحمي تراثنا من السرقة والضياع وكذلك لابد من تضافر جهود الدولة علي شيوخ المهن التراثية في مساعدة ارباب تلك المهن وتقديم الدعم المادي والمعنوي وكذلك المساعدة في تسويق تلك المنتجات.. واذكر انني حين ذهبت الي سوريا وجدت مدينة كاملة للمنتجات اليدوية التي تتميز بها البلد بحيث انه يتم تجهيز العرائس من تلك المنتجات اليدوية الخالصة بداية من الاثاث والحلي وغيرها.