في كل عام حينما يهل علينا شهر ذي الحجة نتطلع جميعا إلي رحلة الحج وتهفو قلوبنا إلي مكة وأراضي الحجاز التي نؤدي فيها الشعائر والمناسك التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالي وذكره عز وجل في أيام معدودات من هذا الشهر المبارك وفي العام الماضي في مثل هذه الأيام كنت مع رفيقاتي في عرفات نذكر الله وندعوه جل وعلا ليغفر لنا ويرحمنا وندعو لمصرنا الحبيبة بالأمن والأمان وأن يولي عليها من يصلح ويرعي شعبها وينشر العدل الذي به تسود الأمة وتستقر أحوالها ولقد كنا دائما حريصين علي فعل الخيرات لننال المغفرة لنعود إلي ديارنا كيوم ولدتنا أمهاتنا وها نحن اليوم ونحن في القاهرة نعيش أيام الحج ونشتاق إلي كل بقعة مباركة وطأتها أقدامنا وركعت فيها جباهنا لله تعالي ونشتاق إلي الروضة الشريفة في مسجد رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم والصلاة فيها لنحظي بروضة الجنة ونكون في الآخرة معه ومن المقربين إليه وقد أحزنني في العام الماضي أثناء زيارتي للرسول ان بيني وبين قبره الشريف كان يقف حاجز منعني من رؤيته بينما المحظوظون بذلك كانوا الرجال ولكن النساء كن معزولات عنه بهذا الحاجز المغطي بالبلاستيك مانع الرؤية وأتمني ألا تكون الحاجات في هذا العام قد وجدن هذا الحاجز الذي يؤكد التفرقة بين الرجال والنساء. بينما لم يفرق الرسول صلي الله عليه وسلم بينهما. كما ان الله تعالي جعلهما متساويين في الحقوق والواجبات والفضل بين الجميع لا يرجع إلي جنس أو لون بل إلي التقوي. وها نحن في هذا الشهر الكريم مازلنا ندعو الله بأن يحفظ مصر وشعبها من الفتن والدسائس التي تفتت العضد وتفرق الجماعة وتدعو إلي الانقسام ولكن يبدو ان المخطط للانقسام لا يزال يعمل لنجد أنفسنا في النهاية في أربع دويلات بعد أن كانت مصر دولة كبري منذ عهد مينا موحد القطرين قبل ميلاد المسيح عيسي عليه السلام والذي أمرنا الله تعالي في القرآن بالإيمان به وبرسالته بينما يقوم المتآمرون علي مصر بإشعال الفتنة بين المسلمين ليمنعوا اخوانهم المسيحيين من الصلاة في كنائسهم كما سمعنا منذ يومين في إحدي قري بني سويف. ان التعصب يؤدي إلي الفرقة والخسران المبين والواجب علي علماء الإسلام توجيه أنظار المسلمين البسطاء إلي صحيح الدين وتعاليمه السمحة درءا للفتنة قبل اشتعالها.