كفاية وقفة عرفات وذبح خروف العيد لنعود إلي أحزان الوطن. فأخذتنا قصص تبكينا.. وكأننا ناقصين! لم نعد نملك سوي الدموع.. ونسأل: ماذا حدث للمصريين؟! قمة المأساة كانت في أسوان يا للعار عادت الطفلة من المدرسة وأثار دماء علي ملابسها. قالت لأمها إن المدرس ناداها وهي تلعب مع زميلاتها في حصة الألعاب. وأدخلها الفصل الذي كان خالياً من التلاميذ. وخلع ملابسه وملابسها. فلما سالت دماؤها جففها بقطعة قماش. وقال لها: ما تقوليش لحد! أكيد ليست أسوان وحدها. وليس هذا المدرس وحده.. كم حالة أخري؟!.. عشرات. مئات. ونحن لا ندري. مع أنها جريمة تستحق القتل. فهناك مَن يقول إنها فردية تحدث في أحسن العائلات!! بكي "جابر القرموطي" علي الهواء.. لم يتمالك أعصابه وهو يقرأ تفاصيل التقرير الصحفي عن طفلة أسوان في برنامجه "مانشيت". عندما وصل إلي قولها المدرس عمل حاجات وحشة وجعتني! تمنت مديرة التربية والتعليم في أسوان أن تُطبَّق الشريعة الإسلامية علي المدرس ويُرجَم في ميدان عام! غريب أن يظهر مَن يُدافع عن المدرسة التي حلقت شعر طفلتين في "الأقصر". لم تسمعا الكلام وتلبسا الحجاب.. زارت "ميرفت التلاوي" المدرسة وقالت للتلاميذ: مَن يقُص شعركم اليوم. سيقطع أذنكم غداً! وفعلاً. حدثت مشادة بين مدرسين في إسنا. تطورت المشاجرة. استخدمت فيها الأيدي والأسنان. وقضم أحدهما أذن الآخر! وبنت في مدرسة "المعمورة" الابتدائية بالإسكندرية. ضربها مدرس اللغة العربية. فأصابها بجرح قطعي تحت العين يستلزم عملية تجميل! ليست البنات وحدهن. وإنما الأبناء أيضاً.. طفل شعره طويل. جميل. لم يعجب شكله محفظة القرآن في حضانة "نور الإسلام" تري أن ابن الأربع سنوات يتشبه بالنساء.. قالت الأم: بعد العيد إن شاء الله. أصل احنا مش قادرين عليه.. أجابت المدرسة: أنا هاتصرف.. عاد الطفل إلي بيته يبكي لأن "الدادة" مسكتني. و"المس" قصت شعري! علقة موت لطفل لم يستجب لدعوة مدرسة في "شبرا الخيمة" أن يأخذ درساً خصوصياً.. الولد شاطر!! ماذا حدث للمصريين؟! أبكاني بالدموع. ولو أنه يتكرر كثيراً هذه الأيام.. الفتي مهندس. حدث نقاش حاد بينه وبين أبيه الذي رباه.. كثيراً ما يحدث. فالآباء لا يعجبهم الأبناء. ولكنهم يحبونهم. وكذلك الأبناء لا يعجبهم الآباء. ولكنهم يحترمونهم.. هذه المرة فقد الأب أعصابه فضرب ابنه الشاب بالقلم.. تصور أنه سوف يسمع الكلام. أو يسترضيه. أو يسكت غاضباً أو يهمهم بالكلام.. إلا أن يهجم عليه. فيجري الأب أمامه حتي غرفة النوم. بينما المسدس في يد الابن. أطلق منه خمس رصاصات.. مات في الحال.. وذهب المهندس بنفسه إلي قسم شرطة مصر القديمة يسلم نفسه. كل شيء قد ينصلح. إلا النفوس المشوهة. وقسوة الإنسان علي أخيه. وأمه وأبيه.. والأطفال والضعفاء والمساكين.