كنت أتمني وما أزال ان يفتح الرئيس مرسي صفحة جديدة مع جميع القوي السياسية المعارضة له قبل المؤيدة وذلك من أجل الخروج بالوطن من ازمته ومحنته الصعبة ومواجهة التحديات الكبري التي باتت تعرقل مسيرة هذا الوطن الغالي علينا جميعاً. فمنذ اليوم الأول من اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بفوز الرئيس محمد مرسي وصعود الإسلاميين ممثلين في جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الي سدة الحكم والعالم كله وجه انظاره الي مصر وبات يراقب ما يحدث فيها علي كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليس بسبب وصول الإسلاميين للحكم فقط وإنما لدور ومكانة مصر المحوري والمهم في هذه المنطقة الملتهبة دائماً والغنية بالاحداث المتلاحقة. كنت اتمني وما ازال ان تنجح التجربة الإسلامية في قيادة البلاد اسوة بما تم في التجربة الماليزية والتركية وان تكون مصلحة الوطن والمواطن المصري هي الأهم والمقدمة علي اي مكاسب ومصالح شخصية أو حتي حزبية وان تكون نظرتنا للأشياء بمنظور اوسع واشمل ويكون حديثنا من خلالنا نحن وينحي كل منا "الانا" جانبا وعندها كنا سنشعر بحق بمكاسب الثورة التي ازهلت العالم وكانت مثار اعجاب الكثيرين من دول العالم المتقدم منها والنامي. كنت اتمني وما ازال ان تنتهي من حياتنا ولو لبعض الوقت نغمة المليونيات والصرعات التي ارهقت الوطن والمواطن وخلفت الكثير من الأزمات وان يضع كل منا يده في يد اخيه لبناء بلدنا والنهوض به وانقاذ اقتصاده من كارثة قد تأخذ الجميع في طريقها "لا قدر الله" إلي الهاوية وعندها سنكون جميعا خاسرين. كنت اتمني وما ازال ان تختفي من حياتنا لغة التشفي والحقد والبحث عن نقائص الغير وابرزها وان ننظر للأمام بدلا من البحث في الدفاتر القديمة وتصيد الاخطاء لبعضنا البعض وهو أمر لا يجدي بل علي العكس تماماً سيزيد من الضغائن والاحقاد التي تؤدي إلي إنهيار جدار الوطن وتدمير المواطن في نفس الوقت. كنت اتمني وما ازال ان ترتقي لغة الحوار فيما بيننا خاصة في برامج "التوك شو" التي أراها اصبحت وبالا ومرضا فتاكا يهدد جميع ابناء الوطن ليس بسبب تدني لغة الحوار في معظم هذه البرامج وانما للرسائل المسمومة التي يبثها الكثيرون من القائمين عليها بهدف الوقيعة بين افراد المجتمع علي اختلاف انتماءاتهم وثقافاتهم. واخيرا وليس آخرا كنت اتمني وما ازال ان يعود الأمن والأمان إلي نفوسنا قبل شوارعنا ومنازلنا لأن أمن النفس أهم واعز من أمن الشارع والمنزل وكلاهما مهم حتي يستعيد الوطن قوته وهيبته بين سائر الأوطان ولن يكون هناك اي تقدم في الاقتصاد والسياحة والتجارة بدون تواجد امني قوي وعودة حقيقية لرجال الشرطة لممارسة دورهم المنوط بهم من أجل حماية هذا الوطن وابنائه وكذلك ضيوفه من السائحين والمستثمرين وفي نفس الوقت يجب ألا تكون عودتهم مقرونة بسلب حريات المواطنين والتعدي عليهم في غياب القانون.