الأفلام التي تعتمد علي عدد ضخم من النجوم ليست اختراعاً جديداً. إنها نوع خاص من البطولة الجماعية مثل سلسلة أفلام "أوشن" التي تعتمد علي النجوم حتي ولو في أدوار صغيرة. نفس الشيئ فعله المخرج وائل احسان وكاتب السيناريو أحمد عبدالله في فيلم "ساعة ونص" الذي يشاهده الجمهور في دور السينما الآن. الفيلم بطولة جماعية لممثلين من الجيل القديم مثل كريمة مختار وأحمد بدير ومحمود الجندي وهالة فاخر وسوسن بدر وجيل الوسط مثل سمية الخشاب وجيل الشباب مثل محمد عادل إمام وأحمد فلوكس وأحمد صلاح السعدني واياد نصار وماجد الكدواني واحمد الفيشاوي ومحمد رمضان وأحمد عزمي وناهد السباعي وغيرهم. اختار كاتب السيناريو أحمد عبدالله اللعب علي عواطف الجمهور. لأن الفيلم من البداية حتي النهاية مرثية للواقع الاجتماعي المتردي بسبب الفقر الذي أذل المصريين خلال السنوات الأخيرة. لذلك اختار المؤلف أن يصنع من فيلمه "جاليري" أو متحفاً لمجموعة كبيرة من الشخصيات التي تمثل قاع المجتمع المصري. لذلك كان من الضروري اختيار مواهب تمثيلية حقيقية للقيام بالشخصيات الكثيرة في الفيلم. وبالطبع فإن الأداء التمثيلي المبهر هو أول مزايا تجربة "ساعة ونص". كاتب السيناريو أحمد عبدالله واحد من المخلصين الكبار لتراث السينما المصرية. بدأ بكتابة الكوميديا عندما قدم "عبود علي الحدود" و"الناظر" و"ابن عز" وابتكر شخصية اللمبي التي صنعت نجومية محمد سعد. لكنه في أفلامه الثلاثة الأخيرة "كبارية" و"الفرح" و"ساعة ونص" إتجه الي رثاء الواقع والحال الذي وصل اليه المجتمع المصري بسبب الفقر والصراع علي لقمة العيش وضيق ذات اليد. للمخرج الراحل أحمد فؤاد تجربة مماثلة لفيلم "ساعة ونصف" وهو فيلم "القطار" عام 1986 تأليف محمد سعيد مرزوق وبطولة نور الشريف وميرفت أمين وفؤاد أحمد وأمين الهنيدي ونبيلة السيد وأبوبكر عزت. استعرض أيضاً الشخصيات داخل القطار ولكن في النصف الثاني من الفيلم انتقل الي حدث خطير وهو سقوط سائق القطار ومساعده من القطار وهو يسير بسرعة كبيرة. وفي فيلم "ساعة ونصف" قام كاتب السيناريو بنفس الحيلة ولكن في العشر دقائق الاخيرة من الفيلم عندما قام إمام وفلوكس بسرقة قضبان السكة الحديد. ولقي الغفير مسعود مصرعه وهو المكلف بانذار القطار اذا تعرض لأي خطر. واذا كان أحمد عبدالله بدأ بكتابة كوميديا الموقف التي تلامس السياسة. فانه اتجه بقوة الي الدراما التي تثير العواطف وتذرف دموع الجمهور في "الفرح" و"ساعة ونصف". فأنت تبكي علي الأم "كريمة مختار" التي تركها إبنها وترك معها ورقة تطلب من الذي يجدها أن يودعها في بيت المسنين. ورغم ذلك هي تعذره وتري انه مضطر مهما حدث منه. كذلك بائع الشاي "أحمد صلاح السعدني" الذي يقلق علي مصير إبنه الطفل بعد موت أمه. واياد نصار خريج كلية الآداب الذي يبيع الكتب الرخيصة للركاب بعد أن فشل في ايجاد فرصة عمل بسبب البطالة وعشرات الحكايات الصغيرة تحكيها أدوار صغيرة أيضاً. حيث تألق محمد رمضان وناهد السباعي التي ينتظرها مستقبل باهر. أيضاً تألق مدير التصوير سامح سليم والمونتير شريف عابدين والموسيقار ياسر عبدالرحمن وقبل كل هؤلاء يؤكد وائل احسان انه يتألق بشكل خاص مع سيناريوهات أحمد عبدالله وهذه المرة في مرحلة الدموع بعد أن نجحا معاً في مرحلة الكوميديا. [email protected]