محمد إبراهيم طعيمة - عيون ع الفن: يبدو أن موضوع العروض الخاصة في طريقه إلى الإلغاء النهائي، وأصبح الأمر شبه مؤكد عقب إلغاء المخرج هاني جرجس فوزي العرض الخاص لفيلمه "أحاسيس" خوفاً من حدوث مناوشات بين البودي جاردات والضيوف من الصحفيين والمدعوين وهي التصرفات التي أثارت استياء العديد من الصحفيين، ودفعت شركات الإنتاج للتفكير في إلغاء العروض الخاصة. وبالنظر لموضوع الحراس الشخصيين "البودي جارد" سنجد أنها في الماضي كانت مقتصرة على فئة أولاد الذوات لكنها سرعان ما انتشرت في جميع الأوساط الفنية والسياسية والإعلامية أحياناً حتى أصبحت في بعض الأحيان من باب الوجاهة الاجتماعية السائدة في بعض الأوساط فتعددت الحاجة إلى رجال مفتولي العضلات الحاصلين على أوسمة أو أحزمة في شتى فنون القتال ليحيطوا أصحابهم بكافة أوجه الأمان. الغريب أن العملية زادت عن الحد عندما قرر عدد هائل من الفنانين الاستعانة بالبودي جاردات الذين يرافقونهم باستمرار في كل تحركاتهم لصد هجوم الجماهير التي تصر على التقاط الصور التذكارية معهم كما يقوم بعضهم بالاستعانة "بالبودي جارد" ليس للحماية من الجمهور فقط ولكن للدفاع عنهم من العيون التي تترصدهم وتحاول النيل منهم لسبب أو لآخر خاصة المنافسين في هذا المجال، ومنهم من يتخذهم من أجل المنظرة والوجاهة الاجتماعية. فقد لوحظ في الآونة الأخيرة قيام البودي جاردات بافتعال العديد من المشاكل مع الجماهير بسبب وبدون سبب وخالفوا القوانين وحملوا أجهزة ممنوع حملها مثل العصا الكهربائية وأسطوانات الغاز لإبعاد الجمهور وتفريقه عند الاحتكاك بالنجم فأفسدوا حفلات وعروض سينمائية لا حصر لها. صواعق كلمني شكراً كان آخر مشاكل الحراس الشخصيين تلك التي شهدها حفل افتتاح فيلم "كلمني شكراً" الأسبوع الماضي حيث حدث احتكاك مباشر بين البودي جاردات المسئولة عن تنظيم عمليات دخول وخروج المدعوين لحفل الافتتاح وبين الجمهور ووسائل الإعلام حيث دخل بعض الإعلاميين في مواجهات بالأيدي مع هؤلاء الحراس عندما حاولوا تفتيشهم ذاتياً للتأكد من عدم حملهم كاميرات يمكن من خلالها سرقة الفيلم. وفي نفس العرض قام الحراس أيضاً بحجز قاعة خاصة بالنجوم بسينما نايل سيتي التي شهدت العرض ومنعوا الجمهور من دخولها أو المرور على السجادة الحمراء المؤدية إليها وسمحوا لأقاربهم فقط بدخولها مما أدى إلى تزاحم واندفاع عدد كبير من الحضور وكانت المفاجأة أن البودي جاردات استعانوا بالعصي الكهربائية وقاموا بتفريقهم بطريقة همجية أدت إلى استياء عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين. مروى اللبنانية والمتابع للوسط الفني خلال الفترة الماضية سيلاحظ المشاكل التي تسبب فيها البودي جاردات، وتعد حادثة العرض الخاص لفيلم "دكتور سيليكون" من أشهر حوادث البودي جاردات التي شهدتها السينما المصرية بعد أن تدافع الجمهور على الفنانة مروى لارتدائها ملابس ساخنة جداً وسقطوا على الأرض واشتبكوا مع البودي جاردات في واقعة أشبه بالمعركة. وشهد نفس الحفل اشتباك المخرج أحمد البدري بأحد البودي جاردات الذي قام بدفع زوجته بقوة أسقطتها على الأرض وانتهى العرض بأزمة جديدة مع الصحفيين والمصورين الذين حضروا لتغطية الحفل. فتوات تامر حسني ويعتبر المطرب تامر حسني من أكثر المطربين الذين يستعينون وبكثرة بالبودي جاردات خاصة في الحفلات التي يقيمها من آن لآخر، وكان آخرها تلك التي أقيمت في الإسكندرية الصيف الماضي من أبرز الحفلات التي شهدت مواجهات عنيفة بين الجمهور والبودي جاردات، حيث قاموا بضرب شاب حاول الوصول إلى تامر لمصافحته ضرباً مبرحاً أدى إلى تمزق ملابسه وإصابته بإصابات بالغة، وعندما لاحظ تامر ذلك توقف عن الغناء وطلب إحضار الشاب الذي فاجأ الحضور الذي تخطى الثلاثين ألفا بالسجود على المسرح فور صعوده. وللراقصات أيضاً نصيب ولأن الموضوع انتقل من الحماية إلى الوجاهة فقد حرصت الراقصات أيضاً على الاستعانة بالبودي جاردات، وتعتبر دينا وفيفي عبده ولوسي من أشهر الراقصات اللاتي يقمن بالاستعانة بأقوى بودي جاردات في مصر ليرهبن الجمهور الذي يحاول التحرش أو التقاط الصور التذكارية معهن عنوة، كما يقمن أيضا بمنع الجمهور الذي يقوم بتصويرهن أثناء رقصهن بطريقة معينة. بودي جاردات الزعيم الحكومة المصرية كان لها موقف غريب مع البودي جاردات إذ قامت بتعيين عدد منهم لحماية الزعيم عادل إمام بعد أن هددت بعض الجماعات الإسلامية باغتياله بعد فيلم "طيور الظلام" حيث يرافقونه ليل نهار وينتشرون حول مسكنه في نوبتجيات ليلية حتى أثناء نومه حيث تم اختيارهم بعناية شديدة، خوفا عليه من الجماعات المتطرفة، والتي زادت من تهديداتها له بعد قيامه بعرض مسرحيته "الواد سيد الشغال" في الصعيد للتخفيف من حدة الإرهاب الذي ضربه في التسعينيات.