اعتاد النجم ليوناردو ديكابريو على القيام بتصرفات غريبة ومجنونة أثناء تصوير أعماله الفنية حتى يقنع محبيه بقوة تجسيده للشخصيات التي يقدمها بشكل استثنائي جعله ضيفاً دائماً على قوائم الترشيحات لأكثر الجوائز الفنية بشكل شبه سنوي. وحصل ليوناردو ديكابريو بالفعل على 34 جائزة عالمية متنوعة من بينها خمس جوائز جولدن جلوب، بالإضافة إلى 136 ترشيحاً آخر، بما يؤكد أنه من أكثر النجوم موهبة ونجاحاً في اختيار أدواره، لكن تبقى جائزة الأوسكار هي الحلم بالنسبة لديكابريو، حيث ترشح لها خمس مرات ولم ينجح في اقتناصها حتى الآن. ومن أجل سعيه لتحقيق الجائزة الوحيدة التي تستعصي عليه، اختار ليوناردو التعاون هذا العام مع المخرج المكسيكي حاصد الجوائز اليخاندرو جونزاليس اينياريتو الذي نجح بفيلمه Birdman في نيل أربع جوائز أوسكار. ويجسد ليوناردو ديكابريو في فيلم The Revenant الذي انتهى من تصويره مع اينياريتو مؤخراً وينتظر عرضه أواخر ديسمبر المقبل دور صائد دببة يتعرض للخيانة من أصدقائه، فتتم مهاجمته وسرقته وتركه في الغابة حتى الموت، لكنه ينجح في التمسك بالحياة ويتعرض لمواقف قاتلة عديدة في الغابة لينجح في النهاية في استعادة قوته والتعافي والتخطيط للانتقام ممن خانوه. وأعلن ديكابريو مؤخراً أنه قضى تسعة أشهر متعبة في منطقة نائية من غابات كندا الجليدية من أجل تصوير دوره، حيث قال في تصريحاته لموقع "ياهو": "ستكون هذه أكثر تجربة فنية فريدة سيراها الجمهور"، رافضاً الإفصاح عن تفاصيل المشهد الذي يظهر فيه في إعلان الفيلم وهو يقاتل دباً برياً حقيقياً ضخماً، لكنه كشف أن المشهد تم الإعداد له بالتدريب عدة مرات، وأن تصويره كان مؤلماً للغاية لأنه كان يطير كثيراً في الهواء نتيجة الالتحام مع الدب، حيث يعتبره بالإضافة إلى مشاهد أخرى في الفيلم، من أصعب المشاهد التي أداها في حياته، ملمحاً إلى أن الجمهور سيشعر عند مشاهدة المشهد كم كان الأمر مرعباً وصادماً، حتى أنه يبدو مثل الفيلم الوثائقي لأنه تم تنفيذه بواقعية شديدة. ووصف ليوناردو العمل في هذا الفيلم في ظل البرودة الشديدة ووجوده في غابة منعزلة والتصوير بشكل مكثف بأنه كان أمراً حماسياً وانفعالياً، وأشبه بالشعر الملحمي، فالفيلم يعتبر رحلة مطولة داخل الطبيعة لرجل يصارع المجهول فتتغير شخصيته تماماً. وكشف ليوناردو أنه اضطر في بعض المشاهد للسباحة في أنهار جليدية، والنوم بداخل الهياكل العظمية للحيوانات الضخمة النافقة بالغابة، مؤكداً أنه اضطر أيضاً لتناول كبد دب نيء في إحدى اللقطات وأنه لم ينجح في إخفاء مشاعره أمام الكاميرا أثناء مضغه في فمه، حتى أن مخرج الفيلم احتفظ باللقطة بعد مونتاج الفيلم لأنها كانت تعبيراً واقعياً من جانبه. فيلم The Revenant أو "العائد" سيطلق في دور العرض العالمية يوم 25 ديسمبر المقبل حتى يلحق بموسم الجوائز، فهل سينجح الثنائي "ديكابريو- اينياريتو" في اقتناص جائزة الأوسكار الأولى لليوناردو الذي يقترب من عامه الحادي والأربعين؟.