محمود المليجي ممثل مصري من أصل كردي ولد في عام1910 بحي المغربلين بالقاهرة، تميز بأدوار الشر التي أجادها بشكل بارع. تميز في أدوار رئيس العصابة الخفي، كما لعب أدوار الطبيب النفسي، ومثل أدوارًا أمام عظماء السينما المصرية رجالا ونساء. انضم محمود المليجي في بداية عقد الثلاثينيات من القرن الماضي، وكان مغمورًا في ذلك الوقت إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي، وبدأ حياته مع التمثيل من خلالها، حيث كان يؤدي الأدوار الصغيرة، مثل أدوار الخادم على سبيل المثال، وكان يتقاضى منها مرتب قدره 4 جنيهات . ولاقتناع الفنانة فاطمة رشدي بموهبته المتميزة رشحته لبطولة فيلم سينمائي بعنوان "الزواج على الطريقة الحديثة" بعد أن انتقل من الأدوار الصغيرة في مسرحيات الفرقة إلى أدوار الفتى الأول، إلا أن فشل الفيلم جعله يترك الفرقة وينضم إلى فرقة رمسيس الشهيرة، حيث عمل فيها ابتداءً في وظيفة ملقن براتب قدره 9 جنيهات مصرية . من أفضل أدواره في السينما المصرية دوره في فيلم الأرض فقد أدّى فيه أعظم أدواره على الإطلاق، فلا يمكن لأحد منا أن ينسى ذلك المشهد الختامي العظيم، ونحن نشاهد المليجي أو "محمد أبوسويلم" وهو مكبل بالحبال والخيل تجره على الأرض محاولًا هو التشبث بجذورها. لم تكن روعة المليجي في فيلم الأرض تكمن في الأداء فقط، بل في أنه كان يؤدي دوراً معبرًا عن حقيقته، خصوصاً عندما رفض تنفيذ هذا المشهد باستخدام بديل"دوبلير"، وأصر على تنفيذه بنفسه. وعلى الرغم من أن معظم أدواره كانت شريرة، إلا أنها كانت تهدف في النهاية إلى مزيد من الحب والخير والإخلاص للناس والوطن. تميز المليجي بتلقائيته وعفويته في التمثيل وهذا ما قاله يوسف شاهين في أحد حواراته "كان محمود المليجي أبرع من يؤدي دوره بتلقائية لم أجدها لدى أي ممثل آخر، كما أنني شخصيًا أخاف من نظرات عينيه أمام الكاميرا." ما لا يعرفه الكثير من الناس أن محمود المليجى كان موهوبًا فى الإخراج بقدر موهبته فى التمثيل، إلا أن نجاحه الكبير كممثل غطى على موهبته الإخراجية ولم يسمع عنها الناس إلا فى قلة من الأفلام، كما كون ثنائيًا ناجحًا جدًا مع فريد شوقى فى عدة أفلام منها "حميدو" و"رصيف نمرة 5" و"سواق نص الليل" وغيرها. رحل محمود المليجي وهو في سن الثالثة والسبعين، وكان ذلك في السادس من شهر يونيو عام 1983 على إثر أزمة قلبية حادة، بعد رحلة عطاء مع الفن استمرت أكثر من نصف قرن، قدَّم خلالها أكثر من 750 عملًا فنيًا، ما بين سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة. الجدير بالذكر أن قصة وفاته كانت غريبة فقد توفي وهو يستعد لتصوير آخر لقطات دوره في الفيلم التليفزيوني "أيوب"، وأثناء تناوله القهوة مع صديقه الفنان العالمي عمر الشريف، سقط المليجي وسط دهشة الجميع، حيث قال لعمر الشريف وهو ينتظر تصوير آخر مشهد: "يا أخى الحياة دى غريبة جدًا..الواحد فيها ينام ويصحى، وينام ويصحى، وينام ويشخر"، ثم مال برأسه ونام وأتقن صوت الشخير، والحضور يضحكون، ويتعجبون لذلك الإتقان الشديد، ثم انقطع الشخير، وانقطع الضحك أيضًا، وطال الصمت، بعد أن فارق المليجى الحياة مبدعًا حتى فى مشهد موته.