"لم أفهم شيئا".. "بالعكس الفيلم رائع جدا".. "أنا بقى نمت".. كان هذا حوارا بين 3 أشخاص خرجوا من المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية بعد مشاهدتهم للفيلم المصري "باب الوداع" المشارك في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. هذه الجمل الثلاث تلخص الأراء النقدية التي أثارها الفيلم المثير للجدل، والذي يخلو من نجوم الصف الأول ويعتمد في بطولته على سوسن بدر والفنان الشاب احمد مجدي وعدد أخر قليل من الفنانين منهم الحقوقية آمال عبدالهادي، كما اختار مخرجه كريم حنفي أن يستغنى عن الحوار تماما، فالفيلم لا يتضمن جملة حوارية واحدة، ويعتمد على الأداء الحركي وتعبيرات وجه الممثلين، مما جعل البعض يشعر بالملل من مشاهدته واستغرق أخرين في نوم عميق بعد مرور 10 دقائق من الفيلم الذي تبلغ مدته 70 دقيقة. ولأن الفيلم له طبيعة خاصة لم يفهمه الكثير من الجمهور الحاضر للعرض، خصوصا الذين يفضلون مشاهدة السينما للتسلية وللمتعة، وسخر بعضهم قائلا "انا كنت دخلت الفيلم الياباني كنت فهمت أحسن"، أما هناك فئة ثالثة من الحضور وهم النقاد المحبين للسينما والذين لهم رؤى نقدية مختلفة، حيث أكدوا أن العمل نجوم العمل أجادو جميعا فى تجسيد شخصياتهم ، حيث جسدت سلوى خطاب دور أم تغلب عليها الأحزان، ولم تحلم يوما بمفارقة منزلها الخاوى على الرغم من أنه لم يعد لها سوى الاحتفاظ بابنها الوحيد ومراقبة جمالها الآخذ وهو يذبل يوما بعد يوم. وكشف العمل صراع الأم مع رغبة ابنها فى الخروج إلى عالم يقوده إلى صراع أكبر، وبرعت سلوى خطاب فى تجسيد الدور رغم صعوبته وأثبتت جدارتها، على الرغم من أنه لا يوجد حوار بين الأبطال، بل يعتمد العمل على تعبيرات الوجه وحركات جسد الممثلين، فيما قال المنتج "مجدى أحمد على" إن هناك جيلا من الشباب متصل بالثقافة العالمية ولديه ذوق جديد خاص به ويبحث عن إيقاع مناسب، ويجب تقديم الدعم لذلك الجيل، وأنه يرفض أن يقول البعض إن الفيلم "صامتا" لأن غياب الحوار ليس معناه أن فيلما صامتا، فهناك أصوات كثيرة فى العمل، وهناك صوت الموسيقى والإيقاع، وأيضا صوت أم كلثوم التى نسمعها ترتل القرآن فى الفيلم، وهو أمر يعطى العمل بريقا خاصا. وبالنسبة لمشاكل الإنتاج أوضح المخرج كريم حنفى أنه توجد عدة مشكلة إنتاجية فى السينما عموما، وليست فى الأفلام ذات النوعية الخاصة، مشددا على أن المنتجين يدعمون الأفلام التجارية، أما عن حالة الحزن وظهور الدور النسائى بشكل كبير فى الفيلم، قال المخرج إن غياب الأب وقضية الأم الحزينة كانت تمثل له مشكلة شخصية، حيث إنه نشأت فى بيت حُرٍم من الأب وكانت زيارة المقابر متكررة فى عائلته، حيث يتوفى الرجال وتبقى النساء. وقال بعض النقاد أن الفيلم يعد واحدا من الأفلام السينمائية المصرية التي سوف يتم تخليدها في ذاكرة السينما، مثل فيلم شادي عبدالسلام "المومياء" وأن المخرج كريم حنفي متأثرا بشدة بمدرسة شادي عبدالسلام ووضح ذلك في العديد من الكادرات واللقطات.