أحيانا تحدث بعض الأحداث أو المواقف التي تعكر صفو يومنا، وتثير في نفوسنا إحساسا عميقا بالحزن... قد يتعلق الأمر بموقف أساء لك أو لأحد من أصدقائك أو أسرتك بشكل شخصي، أو حتى بظروف سيئة تمر بها البلاد بشكل عام، وأحيانا ينتابنا الحزن دونما سبب واضح في ليالي الشتاء الغائمة الباردة. فكيف نقاوم هذا الإحساس الحزين الذي يخنق نفوسنا بالداخل، وكيف نمحو الحزن والأسى ولو بشكل مؤقت، لنشعر بالقليل من السعادة والمرح؟. إليك بعض الوسائل والأفكار التي ستساعدك على تجاوز تلك الأوقات الصعبة: - قم بعمل شيء لإسعاد الآخرين. قدم معروفا أو خدمة لشخص ما حتى لو لم يكن بينكما ود متبادل. اعرض المساعدة على إنسان في أزمة واستخدم كل جهدك وطاقتك الإيجابية في إخراجه منها، وستكتشف أن انغماسك في حل مشاكل الآخرين قد ألهاك عن مشاكلك الخاصة وأذهب عنك حزنك، كما أن رضاك عن نفسك وتصرفك الإيجابي لمساعدة الآخرين سيولد بداخلك إحساس أكيد بالسعادة. - جهز لنفسك جلسة استرخاء جميلة على مقعد هزاز في شرفة المنزل أو أمام فيلم رومانسي يعرض في التليفزيون، وتناول قطعة من الشيكولاته المفضلة لديك، وستشعر كما لو أن حزنك يذوب ويرحل كما تذوب الشيكولاته اللذيذة في فمك. - أغلق باب غرفتك عليك جيدا، وقم بتشغيل الموسيقى المحببة إلى نفسك بصوت مرتفع، واندمج معها في الرقص لبضع دقائق، أو صاحب الموسيقى بالغناء بصوت مرتفع وستشعر بفارق كبير. - قم بشراء بعض الحلوى والألعاب، ووزعها على أطفال الجيران، أو أي أطفال فقراء بالحي الذي تسكن فيه، وراقب الفرحة في عيون الصغار، وعندها ستنسى كل أحزانك. - إذا كنت تمتلك كاميرا تلتقط صورا بجودة عالية، اجمع إخوتك أو أصدقائك المقربين، وسجلوا هذه اللحظة في عدد من الصور الفوتوغرافية، وتفننوا في إظهار المرح والشقاوة في كل لقطة. وإذا كنت وحيدا في هذا اليوم، ولا مجال لالتقاط صور جديدة مع الأحباب، استخرج صورك القديمة معهم واقض وقتا لطيفا في مطالعتها، وتذكر الأحداث والمواقف المرتبطة بكل منها. - انغمس حتى أذنيك في عمل شيء تحبه، كطهي كعكة لذيذة وتزيينها بالكريمة والفواكه، ثم مشاركة الأسرة في تناولها، أو عمل بعض الأشغال اليدوية بالإبرة والخيط أو بالورق المقوى والألوان، أو حتى الرسم أو عزف الموسيقى أو القيام بإصلاح الأجهزة المعطلة أوالمقاعد المكسورة بالنسبة للرجال. - إذا كان ما يحزنك هو وجود شخص سييء في حياتك، كإنسان لا يتوانى دائما عن فعل كل ما يسيء إليك ويعكر صفوك، فاتخذ قرارا حازما بقطع كل صلاتك بهذا الشخص، وواجهه بذلك، مع الحرص على عدم إهانته أو تجريحه لفظيا رغم كل ما بدر منه. - في هذه اللحظة السلبية التي تمر بها، أحضر ورقة وقلما، وابدأ في تدوين كل الأشياء الإيجابية والسعيدة الموجودة بالفعل في حياتك رغم كل السلبيات. الأشياء التي تحمد الله كثيرا على تمتعك بها، وتدعيه دوما أن يحفظها لك: الوالدان - الأشقاء - الصحة - التفوق - السكن المريح والآمن - الأصدقاء الأوفياء - الملابس الجميلة التي تملأ خزانة ملابسك - الطعام الشهي الذي تطهوه والدتك لك بيديها وبحبها... وغير ذلك الكثير والكثير مما قد يتمنى غيرك الحصول على البعض منه إن لم يكن كله. - اتصل تليفونيا بصديق عزيز على قلبك لم تسمع صوته أو تلتقي به منذ زمن بعيد بسبب المشاغل والدراسة وما إلى ذلك. راقب فرحته باتصالك وأخبره بكل ما تحمله له من مشاعر طيبة وتقدير. ويا حبذا لو اتفقتما على تحديد موعد قريب للقاء. - إن كنت تعشق الوجبات السريعة - رغم تحفظنا عليها لأضرارها الصحية- فلا مانع من أن تقوم بطلب وجبة شهية من المطعم المفضل لك، كاستثناء من باب التغيير، فتناول الطعام الذي يشتهيه الإنسان يؤثر إيجابيا في حالته النفسية.