بعد أن وصلت أسعار بعض السيارات الكلاسيكية النادرة التي يتم عرضها في المزادات إلى أرقام فلكية خيالية تجاوزت في بعض الأحيان 32 مليون دولار، أصبح هناك سباق حامي الوطيس بين جامعي السيارات الكلاسيكية على البحث عن أقدم وأندر النماذج والحصول عليها بأي شكل إذا لم تكن ضمن المجموعة المملوكة لهم أصلا، ثم عرضها في المزادات الكبرى لتحقيق ثروات طائلة إذا حالفهم الحظ. وقد ظهرت على الساحة الآن ورقة رابحة جديدة ينتظر عرضها بأحد أكبر قاعات المزادات الأمريكية يوم 18 أغسطس الحالي، وهي مرسيدس K540 سبيشال رودستر موديل 1936 التي تعتبر إحدى أندر السيارات التي أنتجها الصانع الألماني الشهير. السيارة تبدو الآن في حالة ممتازة بعد عملية التجديد التي خضعت لها مؤخرا، والتي أعادتها كالجديدة، بلونها الأسود الجذاب وكابينتها الداخلية المكسوة بالجلد الأحمر، رغم عمرها الذي يتجاوز ال 86 عاما. ولهذه السيارة الرياضية النادرة قصة، فقد تم بيعها وهي جديدة إلى أسرة أرستقراطية في روسيا عام 1936، ثم انتقلت ملكيتها لاحقا إلى البارونة جيزيلا فون كريجر، التي عاشت طويلا، وكانت من بين أكثر 10 سيدات أناقة في العالم. وقد أرسلت البارونة الأنيقة سيارتها المفضلة K540 إلى سويسرا إبان الحرب العالمية الثانية للحفاظ عليها في أمان، ثم انتقلت السيدة نفسها لتعيش في مدينة نيويوركالأمريكية، وتم شحن السيارة إلى الولاياتالمتحدة الأمركية على متن سفينة فاخرة لتلحق بصاحبتها. لكن البارونة لم تستخدم السيارة بعد عودتها إليها إلا بشكل طفيف جدا، لتظل متوقفة في الجراج لمدة 40 عاما حتى وفاة مالكتها في الثمانينيات من القرن الماضي. وعند علم المالك الحالي للسيارة بندرتها وأهميتها التاريخية، قام بإنفاق الكثير على عملية صيانتها وإعادتها لحالتها الأصلية، على أمل تعويض كل ذلك والحصول على مكسب كبير جدا عند بيعها في المزاد. ويحتفظ مالك السيارة الحالي ببعض من مقتنيات وآثار البارونة جيزيلا مالكتها الأصلية، مثل أعقاب سجائرها الموجودة بمنفضة السجائر بالسيارة، وعليها آثار أحمر الشفاة الخاص بها، والخرائط التي تساعدها على الوصول لوجهتها أثناء القيادة، وأيضا قفازها الحريري.