أعلن مسئولو الشرطة البولندية اليوم القبض على ما يزيد على 180 شخصا عقب اندلاع مشاجرات بين مشجعي منتخبي بولندا وروسيا قبل وأثناء اللقاء بين الجانبين أمس في إطار مباريات الجولة الثانية من المجموعة الأولى لبطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2012" والتي أسفرت عن إصابة 24 شخصا. وأكدت إيديتا جالازجوفسكا المتحدثة الرسمية لخدمة الاسعاف بالعاصمة البولندية وارسو أن المصابين بينهم 14 مشجعا روسيا وواحد ألماني وآخر أمريكي وباكستاني إضافة إلى عدد من رجال الشرطة فيما يتم البحث عن جنسيات باقي المصابين, مشيرة إلى أن إصاباتهم جميعا طفيفة. وقالت التقارير البولندية إنه قد تم نقل 50 شخصا إلى المستشفى لتلقى العلاج من الإصابات التي تعرضوا لها خلال الاشتباكات, حيث خرج غالبية المصابين فيما تبقى عشرة أشخاص لمتابعة حالاتهم. وأعلن وزير الداخلية البولندي جاسيك سيخوكي أنه قد تم القاء القبض على 156 مشجعا بولنديا و24 روسيا إضافة إلى اثنين آخرين أحدهما مجري بينما الثاني إسباني, بينما تعرض أحد المشجعين الروسي إلى الاعتقال للاشتباه في القائه إحدى الألعاب النارية على أرضية ملعب المباراة خلال أحداث اللقاء. وأضاف سيشوكي أن المشجعين الروسي سيخضعون لمحاكمات عاجلة بغرض ترحيلهم خارج بولندا إضافة إلى إلغاء تأشيراتهم الأوروبية, كما أشار إلى أن المحتجزين البولنديين أيضا يواجهون المحاكمات والتي سوف توقع عليهم أقصى عقوبة ممكنة. واندلعت الاشتباكات خلال مسيرة نظمها آلاف المشجعون الروس إلى استاد وارسو، بينما أثار مشاغبو كرة القدم البولنديون المشاكل في شوارع العاصمة بسبب أحداث العنف السابقة التي شهدها لقاء منتخب بلادهم أمام نظيره التشيكي يوم الجمعة الماضي. واضطرت قوات مكافحة الشغب البولندية إلى النزول إلى الشوارع للمحافظة على النظام مستخدمة مدافع المياه إضافة إلى الطلقات المطاطية لتفريق المشاغبين. تجدر الإشارة إلى أن اللقاءات بين بولندا وروسيا دائما تشهد مثل هذه الأحداث الساخنة بسبب الكراهية منذ أيام القياصرة والهيمنة السوفيتية على أوروبا الشرقية، رغم خروج بولندا من تحت الحكم الروسي عام 1989, ولكن يبدو أن كراهية البولنديين للروس لم تهدأ بل اشتعلت مجددا بعدما توفي الرئيس البولندي السابق ليخ كاتشينسكي عام 2010 بسبب تحطم طائرته في الأجواء الروسية وتوجيه اتهامات للروسي بتسببهم في الحادث.