إسطنبول:- في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ تركيا الحديث أمرت محكمة تركية يوم الجمعة باعتقال رئيس الأركان السابق للجيش التركي الجنرال إلكر باشبوج للاشتباه في محاولته زعزعة استقرار حكومة حزب العدالة والتنمية التي يتزعمها رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان من خلال حملة نظمها على شبكة الإنترنت. وذكرت شبكة "إن.تي.في" الإخبارية أن محكمة في إسطنبول أمرت باعتقال باشبوج الذي شغل منصب رئيس أركان الجيش التركي في الفترة بين 2008 و2010 بعد مثوله أمامها كمشتبه به في حملة نظمها بواسطة الإنترنت لتشويه سمعة الحزب الحاكم في تركيا إلى حين محاكمته. وأوضحت الشبكة أن باشبوج يواجه اتهامات أولية بتزعم عصابة والسعي لإسقاط الحكومة بالقوة. ونقلت الشبكة عن باشبوج قوله أثناء التحقيق معه إن التقارير عن مؤامرات يحيكها الجيش لتقويض الحكومة تأتي في إطار حملة تشهير لبث الفرقة في صفوف القوات المسلحة وتعهد بعدم التسامح مع أية أنشطة انقلابية داخل الجيش. وأضافت أن التحقيق يدور بشأن مزاعم بأن رئاسة الأركان التركية أنشأت 42 موقعا إلكترونيا لبث دعاية مناهضة للحكومة والحزب الحاكم بقصد زعزعة الاستقرار في تركيا وضد حزب العمال الكردستاني والأرمن واليونانيين. وتندرج هذه القضية التي طالت قمة الهرم العسكري في إطار القضية الأكبر المعروفة في تركيا باسم "إرجنكون" وهي التخطيط للانقلاب على حكومة رجب طيب أردوجان في عام 2004. وطالت الاعتقالات على خلفية هذه القضية عددا كبيرا من الجنرالات وكبار الضباط الأمر الذي فجر صراعا قويا في العام الماضي بين الحكومة من جهة والمؤسسة العسكرية والأوساط العلمانية من جهة أخرى. وأدى هذا الصراع إلى استقالة رئيس قيادة أركان الجيش الجنرال ايشك كوشنار وقادة عسكريين آخرين احتجاجا على الاعتقالات وبسبب خلافات مع الحكومة حول الترقيات العسكرية. وتعتبر رتبة الجنرال باشبوج الذي استقال من منصبه العام الماضي أرفع رتبة عسكرية تخضع للتحقيق في القضية التي تتهم فيها مجموعة من غلاة القوميين بالتخطيط للاطاحة بحكومة أردوجان.